أيام ويبدأ دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة بعد فترة من الراحة نأمل أنها كانت كافية لتهدئة النفوس وتصفية الأذهان ليبدأ أعضاء مجلس الأمة صفحة جديدة دون شوائب أو رواسب من دور الانعقاد السابق، ونأمل من النواب والحكومة أن تكون هذه البداية الحقيقية لقياس الأمور بموضوعية، وللعمل بالفعل على نهضة بلدنا بروح التعاون، وتفضيل المصلحة العامة على الخاصة، والعمل بجد وإخلاص لخدمة القضايا الوطنية.
لا يخفى على أحد أن الكويت اليوم في حاجة لأن تنهض من جديد لتستعيد ريادتها الخليجية في المجالات كافة بعد أعوام من التراجع والانحدار المستمر بسبب صراعات واهية ضيقة النظرة تظلها الطائفية والقبلية والفئوية... ولا يخفى على أحد أن هذا التناحر غير المبرر أخرنا كثيراً، وكان من الممكن أن نستثمر هذا الوقت والجهد والمال لما هو أنفع وأفضل وما هو مفيد لبلدنا الحبيبة.
في دور الانعقاد الجديد نأمل أن تعمل كل سلطة وفق اختصاصاتها ولا تتدخل سلطة في شؤون أخرى فتشرع السلطة التنفيذية في التشريع، وتشرع التنفيذية في التنفيذ، واليوم ونحن لدينا خطة، أو لنقل شبه خطة، قدمتها الحكومة من المفترض أن نراقب تنفيذ هذه الخطة، ونبتعد عن التلويح بالاستجوابات والتهديد على كل شاردة وواردة وفي أمور بسيطة وتافهة خاصة وكلنا أبناء هذا البلد ورقيها وتقدمها هو في مصلحتنا جميعاً، ولا داعي أن نشكك في نوايا بعضنا ونظن في الآخر سوء النية.
ما نأمل ونعلم أنه صعب المنال أن يتحقق مئة في المئة هو أن تنتهي من حياتنا الواسطة والمحسوبية، وأن تكون الواسطة والمعيار هو الكفاءة والخبرة والتميز والإبداع، لا العائلة ولا الطائفة ولا الفئة، فهذه هي الآفة الحقيقة التي تنخر في بلدنا وتؤخرنا، وهذه هي سبب كل مشاكلنا، ولو نظرنا للأمور من هذه الزاوية سنجد بالفعل أن الواسطة هي سبب تأخرنا فهي السبب في تعيين غير الكفاءات في المناصب، وهي السبب في إسناد الأعمال لشركات دون المستوى، وهي السبب في هدر المال العام، وهي السبب أيضاً في وصول بعض أعضاء في مجلس الأمة الأقل من طموحنا، وقد لا أبالغ إن قلت أنها تتدخل أيضاً في اختيار وزراء ناهيك عن الحسابات الأخرى القبلية والفئوية.
ما جاء في خطاب صاحب السمو أمير البلاد الأخير من المفترض أن يكون نبراساً نهتدي به، وأن يكون خريطة الطريق التي نسير عليها في حياتنا. ونحمد الله أنه رزقنا حاكماً يقدر الديموقراطية ويعشقها فلا نتمادى في الأخطاء تحت مظلة الحرية، ولا نهدم بأنفسنا آخر الأسوار التي تحمينا من التشرذم، ومن التفرق، ومن الانفلات، وما لا يحمد عقباه.
حقيقة لا أفهم السبب في أن يستمر بعض النواب في المطالبة بقوانين وتقديم اقتراحات تشجع المواطن على التبلد وعدم المبالاة، ولا أفهم لماذا يصر بعض المواطنين على الاستحواذ على حقوق ليست من حقهم بل هي في الحقيقة ليست في صالحهم على المدى البعيد، ولكن لأن النظرة قاصرة فدائماً ما لا نفهم ولا نعي أن نضحي، وأن ننتظر من أجل مستقبل مشرق، بل نعشق الراحة المؤقتة، ولا ننظر لغد وبالتالي ندمر اقتصادنا ومواردنا.
اليوم لدينا ثروة نفطية ولا نعلم ما يخبئه لنا القدر فلماذا لا نستثمر مواردنا ونحافظ عليها الآن قبل أن يأتي اليوم الذي ينضب فيه النفط، وقبل أن يتحول العالم إلى الطاقة البديلة ووقتها سنندم على كل دقيقة وكل جهد ومال أضعناه بأيدينا. نتمنى من المجلس والحكومة في دور الانعقاد الجديد تجاوز الأخطاء السابقة، والعمل على الإنجاز للمشاريع المعطلة، وتوفير احتياجات المواطن بشكل مناسب ومعقول دون إسراف أو تقطير.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
لا يخفى على أحد أن الكويت اليوم في حاجة لأن تنهض من جديد لتستعيد ريادتها الخليجية في المجالات كافة بعد أعوام من التراجع والانحدار المستمر بسبب صراعات واهية ضيقة النظرة تظلها الطائفية والقبلية والفئوية... ولا يخفى على أحد أن هذا التناحر غير المبرر أخرنا كثيراً، وكان من الممكن أن نستثمر هذا الوقت والجهد والمال لما هو أنفع وأفضل وما هو مفيد لبلدنا الحبيبة.
في دور الانعقاد الجديد نأمل أن تعمل كل سلطة وفق اختصاصاتها ولا تتدخل سلطة في شؤون أخرى فتشرع السلطة التنفيذية في التشريع، وتشرع التنفيذية في التنفيذ، واليوم ونحن لدينا خطة، أو لنقل شبه خطة، قدمتها الحكومة من المفترض أن نراقب تنفيذ هذه الخطة، ونبتعد عن التلويح بالاستجوابات والتهديد على كل شاردة وواردة وفي أمور بسيطة وتافهة خاصة وكلنا أبناء هذا البلد ورقيها وتقدمها هو في مصلحتنا جميعاً، ولا داعي أن نشكك في نوايا بعضنا ونظن في الآخر سوء النية.
ما نأمل ونعلم أنه صعب المنال أن يتحقق مئة في المئة هو أن تنتهي من حياتنا الواسطة والمحسوبية، وأن تكون الواسطة والمعيار هو الكفاءة والخبرة والتميز والإبداع، لا العائلة ولا الطائفة ولا الفئة، فهذه هي الآفة الحقيقة التي تنخر في بلدنا وتؤخرنا، وهذه هي سبب كل مشاكلنا، ولو نظرنا للأمور من هذه الزاوية سنجد بالفعل أن الواسطة هي سبب تأخرنا فهي السبب في تعيين غير الكفاءات في المناصب، وهي السبب في إسناد الأعمال لشركات دون المستوى، وهي السبب في هدر المال العام، وهي السبب أيضاً في وصول بعض أعضاء في مجلس الأمة الأقل من طموحنا، وقد لا أبالغ إن قلت أنها تتدخل أيضاً في اختيار وزراء ناهيك عن الحسابات الأخرى القبلية والفئوية.
ما جاء في خطاب صاحب السمو أمير البلاد الأخير من المفترض أن يكون نبراساً نهتدي به، وأن يكون خريطة الطريق التي نسير عليها في حياتنا. ونحمد الله أنه رزقنا حاكماً يقدر الديموقراطية ويعشقها فلا نتمادى في الأخطاء تحت مظلة الحرية، ولا نهدم بأنفسنا آخر الأسوار التي تحمينا من التشرذم، ومن التفرق، ومن الانفلات، وما لا يحمد عقباه.
حقيقة لا أفهم السبب في أن يستمر بعض النواب في المطالبة بقوانين وتقديم اقتراحات تشجع المواطن على التبلد وعدم المبالاة، ولا أفهم لماذا يصر بعض المواطنين على الاستحواذ على حقوق ليست من حقهم بل هي في الحقيقة ليست في صالحهم على المدى البعيد، ولكن لأن النظرة قاصرة فدائماً ما لا نفهم ولا نعي أن نضحي، وأن ننتظر من أجل مستقبل مشرق، بل نعشق الراحة المؤقتة، ولا ننظر لغد وبالتالي ندمر اقتصادنا ومواردنا.
اليوم لدينا ثروة نفطية ولا نعلم ما يخبئه لنا القدر فلماذا لا نستثمر مواردنا ونحافظ عليها الآن قبل أن يأتي اليوم الذي ينضب فيه النفط، وقبل أن يتحول العالم إلى الطاقة البديلة ووقتها سنندم على كل دقيقة وكل جهد ومال أضعناه بأيدينا. نتمنى من المجلس والحكومة في دور الانعقاد الجديد تجاوز الأخطاء السابقة، والعمل على الإنجاز للمشاريع المعطلة، وتوفير احتياجات المواطن بشكل مناسب ومعقول دون إسراف أو تقطير.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية