| القاهرة - من حنان عبدالهادي |
الخرافة والسحر... والدجل والشعوذة... ليس لها وطن... أو قارة أو دولة... وإنما هي معتقدات قد تختلف من مكان الى آخر، ولكن داخل أي مجتمع تجد هذه الأشياء أماكن بذاتها قد تكون أحياء أو قرى أو حتى مدنا... تشتهر فيها، وتجد من يروج لها، ومن يقبل عليها.
وفي مصر - مثلها في ذلك مثل كل الدول - أماكن للسحر والسحرة والدجل والدجالين والشعوذة والمشعوذين وقد يشتهر مكان بشيء، قد لا تكون في غيره، حتى إن هناك «قرى أو أحياء» تعمل في غالبيتها ـ وإن كان عددها قليلا - في السحر، ويفد إليها الناس من كل صوب وحدب، قد تكون شهيرة «خارجيا»، أكثر من كونها معروفة «داخليا».
وأيضا... تختلف الطقوس ما بين مجتمع وآخر، في مصر، فالوسائل قد تكون في بحري «الشمال»، مختلفة عن الصعيد «الجنوب»، والأكيد أن للقبائل وسكان الصحراء طقوسا غير سكان الحضر.
والخرافة في مصر. عُنيت بها دراسات وأبحاث كثيرة... حاولنا التعرف عليها والاقتراب منها، حتى إنها تمكنت من تحديد «274» خرافة موجودة بالفعل في القرى والمدن والتجمعات المصرية، ولعل أشهرها خرافة «الربط» - أي تجميد العلاقة الزوجية - وأيضاً أعمال الزواج والتطليق والحب والكراهية.
والدراسات والأبحاث... عن الخرافة في مصر... لم تهتم بها دراسات مصرية وفقط، ولكن اهتمت بها دراسات غربية أيضا، ووصل الأمر أن الباحثين عاشوا وعايشوا أماكن السحر واقتربوا من السحرة، وتعرفوا على خرافات العلاج بالسحر وأدوات وأدوية السحرة... وفي السطور التالية الكثير من الحكايات عن أرض السحر في قرى وأحياء ومدن مصر.
كما ذكرنا في الحلقة السابقة... تحتل الممارسات الشعبية السحرية المرتبطة بالوقاية من الربط «توقيف أو تجميد العلاقة الزوجية» وعلاجه مكانا بارزا في الاهتمام بالمعتقدات الشعبية، وهو ما دفع الباحث المصري مصطفى سالم حسن - الذي يروي لـ «الراي» وقائع عاشها وشاهدها - للالتقاء مع «3» ممن تعرضوا للربط عولجوا من خلال الدجل والشعوذة.
وقال لنا: الغريب أنهم على درجة من التعليم فأحدهم حاصل على دبلوم تجارة والآخر مهندس زراعي والثالث مدرس ابتدائي... وقد حاولت الغوص داخل نفوس هؤلاء المرضى لمعرفة لماذا اتجهوا لعملية الدجل والشعوذة في علاج الربط الذي يؤمن به الكثير من الطوائف داخل مصر؟!
مضيفا: بسؤالهم عن اعتقادهم في السحر وافق المرضى الثلاثة، وذلك لأن السحر مذكور في القرآن الكريم.
أما عن تعرضهم للسحر ونوعه وعدم الاحتياط منه فأكد المريض الأول أنه قد تعرض للربط، وذلك الأمر لم يخطر بباله ولكنهم في البلد أحيانا يذهبون إلى شيخ يقوم بعمل تحويطة - حجاب - لكي يتقي شر الربط في هذه الليلة، وتكون عبارة عن حزام يلف حول الوسط وهو يمنع الربط، ومعظم الناس يهتمون بمثل هذه الأمور، ويكون ذلك قبل يوم «الدخلة» وأحيانا قبل كَتْب الكتاب - عقد القران - خصوصا إذا كان العريس أو العروس - قد تمت خطبتهما من قبل ولم يتم الزواج، وفي الغالب الذي يهتم بهذه الأمور هم الحريم - السيدات - لأنهن هن اللاتي يفكرن في هذه الأشياء... في حين يقول الثاني إنه تعرض للربط ولم يخطر في باله أن يحدث له ذلك.
أحداث غريبة
أما المريض الثالث فيقول: تعرضت للربط، وما حدث لي غريب جدا وللمرة الأولى أسمع عنه، وأنا أعرف أن الربط هو منع العلاقة الزوجية لكن الربط الذي حدث لي هو منع نزول المني «السائل المنوي»، وظل هذا الموضوع فترة ثم ذهبت إلى طبيب متخصص وطلب فحوصات وتحاليل وقمت بعملها ولكن دون فائدة، ولكنني كنت طبيعيا من الناحية الجنسية والمعاشرة، ولم يخطر في بالي أن أحطاط من هذا الموضوع.
أما عن الأعراض التي شعروا بها أثناء الربط فقد قال المريضان الأول والثاني... إنهما شعرا بآلام بالظهر والاكتئاب والعنف مع زوجاتهم، والثالث كان يشعر بآلام بالظهر والخصيتين.
في حين كان الأول يرى في أحلامه كوابيس وموتى وأحداثا غريبة وغالبا لم يكن يتذكر ما يحدث في الأحلام، وكان يرى حيوانات مثل الكلاب والقطط والذئاب... أما شكل الأشخاص الذين كان يراهم في أحلامه فكان يرى أشخاصا كثيرين وأطفالا «أولاد وبنات» ولكن كان عندما يرى الأولاد كان يراهم في حال من الزعل والنكد.
في حين كان يرى المريض الثاني في منامه - أثناء الربط - كوابيس وأحلاما مزعجة وحيوانات كثيرة من القطط والكلاب والجمال والحمير، كما كان يرى امرأة تشبه إحدى أقاربه وكانت تلازمه باستمرار في المنزل وعند خروجه لم تكن تخرج وراءه، وكان يراها يوميا وكانت تظهر له في الحلم وهي عارية تماما وشعرها «منكوش» وكان عندما يخرج يجدها جالسة على السلم تنتظره ـ في الحلم طبعا.
في حين كان المريض الثالث يرى أحلاما مزعجة ويقول: لم أر حيوانات ولكني كنت أرى أشجارا مثل العنب والنخيل وغيرها، ولم أكن أرى أشخاصا معينين في منامي.
أعراض مرضية
أما عن الأعراض التي كانوا يشعرون بها وتظهر عليهم أثناء الربط فقال المريض الأول: عندما تزوجت... ويوم الدخلة في الصباح نصحني أحد أصدقائي بأن أقرأ سورة البقرة أو أستمع إليها من الكاسيت حتى تطرد الشياطين، ونفذت تلك النصيحة.
لكني كنت في ذلك اليوم مضطربا وأحس بإحساس غريب، وبعد إتمام الزفاف وانصراف المعازيم كما يفعل كل عروسين، ولكن عندما أقترب من زوجتي لا أحس بأي شيء ولا أستطيع المعاشرة وحاولت أكثر من مرة ولكني لم أستطع وعرفت وقتها أنني مربوط.
أما المريض الثاني فيقول: كنت أشعر بآلام في الظهر والاكتئاب والعنف مع زوجتي، حيث إنني كنت أضربها كثيرا... أما الثالث فقد كان يشعر بآلام في الظهر والخصيتين.
وعن زيارتهم لأولياء الله الصالحين... فقد ذكر المريض الأول: أنه لم يحاول زيارة الأولياء كنوع من العلاج ولم يكن هناك وقت، فلا أستطيع الخروج يوم الصباحية لزيارة أحد الأولياء وكان لابد أن يتم العلاج بسرعة.
في حين يقول المريض الثاني إنه لم يقم بزيارة أحد الأولياء على الرغم من أنهم كثيرون في البلد لأنه لا يعتقد في الأولياء لأنه ليس هناك وسيط بين الفرد والله سبحانه وتعالى... أما الثالث فيقول إنه لم يعتقد في الأولياء... والنذور مجرد كلام فارغ.
المعالجون متنوعون
وعمن استعانوا بهم لفك الربط يقول المريض الأول: استعنت بشخص في القرية من الذين يقومون بفك الربط والذي طلبه والدي عندما علم بالموضوع، وكان المعالج رجلا من المشايخ الذين يقومون بقراءة القرآن الكريم في المآتم ويرتدي عمامة وجبة وقفطانا وهو بدين الجسم وكفيف ولا يعمل بوظيفة أخرى فعمله الأساسي قراءة القرآن الكريم.
في حين يقول المريض الثاني: لقد استعنت بشخص من البلد معروف في علاج الربط، والذي دلني عليه أحد أصدقائي الأوفياء جدا، وكان المعالج متوسط الطول ونحيفا وحاصلا على دبلوم زراعة وهادئ الطبع وهو مقرئ في المآتم والمناسبات الدينية، وقال لي الشيخ إن هناك ربطا أو سحرا سفليا وهو معمول بنجاسة ... من حيض المرأة.
في حين يقول المريض الثالث: لقد استعنت لفك الربط بشخص من البلد معروف يفكك العمل، والذي دلني عليه أحد أصدقائي لأنه يعمل معه في المدرسة، وكان شكل المعالج متوسط الطول ومتوسط الحجم وأسمر اللون وعيناه تميلان إلى الاحمرار، وهو يعمل مدير مدرسة إعدادي وقال إن الربط يمنع المني.
ويقول المريض الأول: الشيخ يقوم بفك الربط في منزل الزوج عندما يكون عريسا يوم الصباحية لأنه مش معقول أن يخرج العريس هو وعروسه يوم الصباحية لكن لو كان الزوج متزوجا منذ فترة كبيرة يذهب إلى الشيخ في منزله، ويوجد في منزل الشيخ مكان مخصص لاستقبال زبائنه.
في حين كان للمريض الثاني رأي آخر حيث يقول: الشيخ يقوم بفك الربط في منزل المريض فليس لدى الشيخ في منزله مكان مخصص لفك الربط.
أما المريض الثالث فيقول: لقد عولجت في منزل الشيخ الذي خصص حجرة لذلك وبها مكتبة مملوءة بالكتب الدينية.
هات وفك
وعن طلبات المعالجين لفك الربط يقول المريض الأول: عندما أبلغ والدي الشيخ بالموضوع طلب مني أن يتم فض بكارة زوجتي والاستحمام قبل أن يأتي ولا تكون هناك نجاسة مثل الدورة الشهرية بالنسبة لزوجتي، وجاءت أم العروس وأختها وخالتها وعمتها وقمن بفض البكارة وتقبلت ذلك بشكل عادي لأن هذا الموضوع منتشر ومتوقع في معظم الزيجات.
وقد كنت في حال من «الزعل» ولكن ماذا أفعل غير ذلك وأنا كنت أتوقع حدوث مثل ذلك من كثرة ما أسمع عنه في البلد ومن أصحابي، وأحيانا الشيخ هو الذي يقوم بالربط حتى نذهب إليه ويستفيد هو ماديا أو أن أحد الأشخاص يريد أن يضربني ويضايقني فأذهب إليه لفك الربط، وبذلك لم أفكر في الذهاب إلى الأطباء المتخصصين لأني أشعر بأني طبيعي ولكن الموضوع لم يتم لأنني عرفت أنه تم ربطي.
أما المريض الثاني فيقول: المعالج طلب مني قبل حضوره أن تكون زوجتي طاهرة وليس عليها حيض وأن تنتظر قبل حضوره، وعندما حضر طلب منا الوضوء قبل عمل أي شيء وطلب مني فض بكارة زوجتي، وقد قامت والدتها وأختها بذلك، وقد شعرت حينها «بالزهق» لكن ماذا أفعل، ولم أفكر في الذهاب للأطباء المتخصصين لأن الفترة لم تطل كثيرا.
أما المريض الثالث فيقول: الشيخ لم يطلب مني أن أكون على طهارة كما لم يطلب مني فض بكارة زوجتي لأني كنت طبيعيا مع زوجتي وقمت بفض البكارة بنفسي يوم الزفاف، وكنت مستاء من الألم في الخصية وسؤال الناس لزوجتي عن الحمل ففكرت فعلا وذهبت لطبيب متخصص ولكن لم يتم العلاج.
طرق العلاج
وعن خطوات العلاج يقول المريض الأول: الشيخ جاء بعد صلاة المغرب وجلس في غرفة الصالون وطلب مني أنا وزوجتي أن نطفئ النور، وطلب مني الجلوس أمامه ووضع يده على رأسي وأخذ يتمتم بكلمات لم أستطع فهم شيء منها ثم قمت... وما فعله معي فعله مع زوجتي، وبعد ذلك طلب البيض المسلوق وذلك بعد أن طلب إضاءة النور وقام بسحب شعرة من شعر زوجتي وقام بتقطيع البيض المسلوق بها وأمرنا بأكله أنا زوجتي، وطلب مني إبلاغه بالنتيجة بعد المحاولة، وبالفعل ربنا يسّر الأمر واستطعت أن أمارس العلاقة الزوجية بصورة جيدة.
ويقول المريض الثاني: جاء الشيخ بعد صلاة المغرب وقد كنت قد تزوجت... ويوم الدخلة فوجئت بأنني طبيعي وعندما أقترب من زوجتي أحس بأنني لا أستطيع معاشرة زوجتي، وفي يوم الصباحية أحضرت أمي الإفطار لنا وعندما سألت زوجتي أبلغتها بما حدث فقالت لها إن زوجك مربوط.
ولأن الموضوع معروف بصورة كبيرة في البلد طلب أبي وأمي وأخي الأكبر إحضار الشيخ لفك الربط فرفضت بشدة وقلت لهم إنها حالة نفسية وستمر، ولكن طالت المدة وأنا على هذه الحال والأمور تزداد تعقيدا فذهبت إلى طبيب أمراض جلدية وتناسلية وعقم وأمراض ذكورة ولكن دون فائدة من علاجه، وعندما ألح عليّ أهلي خصوصا أخي الأكبر... ما اضطرني أن ألجأ إلى ذلك الشيخ، وذهب إليه أخي وطلب منه الحضور وسأل الشيخ أخي عن اسم والدتي ووالدة زوجتي وقال قبل أن أحضر لابد من فض البكارة وطلب سلق 5 بيضات وأن أكن أنا وزوجتي طاهرين ودخل معي إلى حجرة مظلمة وجلست أمامه ووضع يده على رأسي وأخذ يردد كلمات بصوت منخفض جدا لم أسمعه.
وقمت وجاءت زوجتي وحدث معها الذي حدث معي نفسه وبعد ذلك أضاء النور وقطع البيض المسلوق بشعرة من شعر زوجتي وطلب مني أن يأكل كل واحد بيضتين والبيضة الخامسة كل واحد يأكل نصفها... وبالفعل قامت والدتها وأختها بفض بكارة الزوجة.
ويقول: ذهبت إليه مرة أخرى وقال إنني محسود وأخذ يرقيني أكثر من مرة ولكن دون فائدة، وازدادت الأمور تعقيدا وساءت حالتي النفسية إلى أن دلني أحد معارفي على شيخ يقولون إنه أستاذ في فك الربط المعمول بالسفلي.
وجاء الرجل وسألني عن الذي حدث فحكيت له بالتفصيل ما حدث فطلب ورقة وقلما وسأل عن اسم والدتي ووالدة زوجتي، كما سأل الشيخ السابق، وعن اليوم بالهجري والساعة وسألني إن كان هناك أحد أقاربك كان يريد أن يزوجك لابنته وأنت رفضت قلت له كانت تريد بنت عمتي أن تزوجني ابنتها وأنا رفضت مع أنها أرسلت إلى أناسا «كلموني» وأنها كانت تريد أن تشتري لي الشبكة أيضا ولكني رفضت لأني لا أحبها وطلب أن أقف أمامه ووضع يده على رأسي وتمتم بكلمات لم أسمعها ثم قال بصوت مرتفع أو مسموع: إذا كان بهذه الجثة مس من الجن فميلي إلى اليمين فملت فعلا جهة اليمين وفعل ذلك مع زوجتي أيضا فمالت جهة اليمين هي الأخرى.
ثم طلب أنواعا من العطارة وماء ورد وبخوراً وقلم فلومستر أحمر عريضا وورق فلوسكاب وكيلو عسل نحل ورطلين زبدة بلدي، وعندما سألته عن مكان هذه العطارة قال سأشتريها وأحاسبك عليها وسوف أحضر غدا.
ثم حضر الشيخ في المرة التالية وطلب «قلّة» من الفخار وملأها بالماء وأخذ يقرأ عليها فمالت القلة وأخذت تجر يديه إلى غرفة النوم... ورشت قليلا من الماء على السرير وجدت يديه تتجهان أيضا إلى السلم المؤدي إلى الشقة ورش أيضا قليلا من الماء عليه.
وقال: أنت مرشوش لك على السرير وعلى سلم الشقة... ثم طلب الشيخ الورق والقلم الفلومستر الأحمر وماء الورد والعطارة وقام بضرب العطارة في الخلاط ثم أضاف إليها العسل النحل والزبدة بعد أن «تم قدحها» على النار وخلطها ببعضها وطلب مني أن آخذ منها ملعقة كل يوم في الصباح على الريق ومساءً قبل النوم.
وقال لي: إن الخلطة هذه سوف تمنع نفخ العفريت في مكان الربط وقام بكتابة حروف عربية متفرقة على الورق الفلوسكاب بعد بلّ القلم بماء الورد بحروف لم أفهمها وبعد أن تمت كتابتها وضعها في حلة «إناء» صغير به ماء وطلب مني أن أشرب أنا وزوجتي منه والباقي يرش على السرير والسلم وأنه سوف يأتي غدا وخرج وفعلت ما قاله ولكن دون فائدة.
وفي المرة التالية جاء وأخبرته بما حدث فقام بكتابة ورقتين فلوسكاب ووضعهما في حلة متوسطة الحجم وطلب وضعها فوق السطح، وسألته لماذا فوق السطح قال تحت النجوم - تنجيم - بعد صلاة العشاء وترتيلها قبل الفجر وأن أستحم بها أنا وزوجتي في الصباح وباقي الماء يرش في أنحاء الشقة وعلى السلم، وفعلت ذلك لكن دون جدوى، وفي المرة التالية جاء وأخبرته بما حدث فقام بكتابة ورقتين فلوسكاب ووضعهما في كمية من زيت الزيتون ووضعها فوق السطح - تنجيم - بعد العشاء ونزولها بعد الفجر أيضا وأن يدهن بها الجسم خصوصا الأماكن الحساسة بالجسم لي ولزوجتي ولكن دون جدوى وقبل أن ينصرف هذا المعالج طلب بلطتين من الحديد وربع متر من مواسير الرصاص المستخدم في السباكة.
طلبات أخرى
وعندما حضر في المرة التالية طلب البلطتين وكتب عليهما بعض الحروف المتفرقة أيضا وطلب تسخينهما إلى درجة الاحمرار... وتوضع في طبق من الألومنيوم ويوضع عليها الماء البارد من الحنفية ويصب عليها وهي في الطبق وهي ساخنة إلى درجة الاحمرار ويلبس جلباب على العري ويوضع الطبق تحت الجلباب وأنا أرتديه ويوضع الماء فوق البلطة وهي ساخنة فيتصاعد البخار ويدخل بين الجلباب والجسد، ويكرر هذا مع زوجتي أيضا ويرش الماء الباقي في أنحاء الشقة، ولم يحدث أي تغيير ولكني كنت أشعر بتحسن.
ثم في المرة التالية حضر وطلب الرصاص وما فعله مع البلطة فعله مع الرصاص وكتب عليه أيضا الكلام نفسه وطلب صهر الرصاص في طبق من الألومنيوم أيضا مع تكرار رش الماء عليه تحت الجلباب مثل البلطة وأنه بعد ذلك عند نزع الرصاص من الطبق سيكون له تكوين شكل سوف يعرف منه الشيخ من الذي قام بعمل السحر وتم عمل ذلك أنا وزوجتي ولم يحدث جديد ولكنه طلب أن توضع واحدة تحت باب الشقة وتوضع تحتها قطعة الرصاص ودفنت الثانية تحت باب البيت، ولم يحدث جديد أيضا.
وفي المرة الثالثة جاء الشيخ ومعه شخص وادعى أنه كشاف، أي يستطيع أن يرى الجن في الشقة ويعرف مكانه، وقام هذا المعالج «الكشاف» وقال: إن الجنية موجودة في غرفة النوم وأنه عند حضور أي شيخ فهي تخرج وتعود مرة أخرى بعد خروجه، وقام بكتابة ورقة فلوسكاب كبيرة وكتب عليها حروفاً متفرقة وقام بحرقها في غرفة النوم مع تمتمة بكلمات لم نسمعها وانتشر الدخان في أنحاء الغرفة وقام بنثر الرماد من الورقة المحروقة في أنحاء الغرفة وقال الشيخ: إنني سوف أحضر ومعي تحويطتان لك ولزوجتك، وفعلا استطعت أن أمارس حياتي الزوجية في هذه الليلة وحضر الشيخ في اليوم التالي وأعطاني التحويطتين واحدة كبيرة لي والأخرى صغيرة لزوجتي وطلب وضعهما معنا في أي مكان نذهب إليه.
والغريب أنه قال إذا تركت التحويطة ونسيتها في أي مكان لمدة 3 أيام متتالية ولم أحتفظ بها معي فسوف أفتقدها، والغريب أيضا أنني إذا تركتها أشعر بالأعراض السابقة نفسها وطلب مني أن تظل معي مدة كبيرة حتى يتم العلاج نهائيا، ومنذ ذلك اليوم وأنا أمارس حياتي الزوجية بصورة جيدة.
علاج بالصدفة
ويقول المريض الثالث عن خطوات علاجه: إن الشيخ قد جاء بعد صلاة المغرب وجاء أمر العلاج بالصدفة وأنا أتحدث مع أحد أصدقائي وأعلمته بالموضوع، وأشار لي بأن هناك رجلا يعمل مدير مدرسة وهو يقوم بعلاج مثل هذه الأمور وهو ليس ماديا بالدرجة الأولى ولكن ما تعطيه له سوف يأخذه، وذهبت إليه في منزله وقد كان مخصصا حجرة لمقابلة أمثالي بها مكتبة كبيرة كلها كتب قرآن وفقه وسنّة وطلب صورة فوتوغرافية لي وكانت معي بالصدفة وأعطيتها له وطلب مني الحضور غدا وحضرت إليه في الغد وقال لي أنت معمول لك عمل بعدم الإنجاب وذلك عن طريق منع المني.
وسألني إن كنت خاطبا قبل ذلك وقلت له نعم، ولم يحدث نصيب، وطلب مني أن أقوم بسلق 10 بيضات بلدي وأحضرها له وذهبت في اليوم نفسه وقامت زوجتي بسلق البيض وأخذته وذهبت إليه وطلب مني الحضور غدا في الميعاد نفسه وحضرت إليه في الميعاد نفسه بعد المغرب وأعطاني البيض بعد كتابة حروف متفرقة لا أعرف محتواها ومكتوب على البيض بالقلم الأحمر لعدد 9 بيضات والبيضة العاشرة مكتوب عليها باللون الأزرق.
وطلب مني أن آكل 8 بيضات من المكتوب عليها باللون الأحمر ونصف البيضة المكتوب عليها باللون الأزرق وتأكل زوجتي بيضة من المكتوب عليها بالأحمر ونصف البيضة المكتوب عليها باللون الأزرق وبعد الانتهاء من أكل البيض يلقى القشر في ماء جاري - ترعة أو بحر - ولابد أن يكون ماء جاريا، وفعلت ذلك، والغريب أن هذا الربط تفكك ونزل السائل المنوي وزوجتي حملت من أول دورة لها.
ويقول المريض الأول: الشيخ لم يطلب نقودا ولكن والدي أعطاه النقود في يده ولم أعرف ماذا أعطاه والدي ولكن كنت على علم أن المبلغ الذي يأخذه هذا الشيخ لا يقل عن 50 جنيها، وقد كانت التجربة بالنسبة لي مريرة وصعبة ولكن الحمد لله ربنا عداها على خير.
وقد طلب الشيخ مني قراءة الفاتحة وأول سورة البقرة والآية 102 من سورة البقرة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين حتى تحميني من الشيطان وأعطاني تحويطتين لي ولزوجتي وطلب أن ألفهما بسلوتيب أو أي مادة عازلة من الماء وطلب أن تعلقها زوجتي في منطقة الصدر ولا تفارقها، وقد احتفظت بها لمدة 9 أشهر حتى أحسست بأنني أصبحت بحال جيدة.
ويقول المريض الثاني: الأعراض التي كنت أشعر بها اختفت ولكن تدريجيا والحال النفسية ظللت فترة متأثرا بما حدث وعندما جاءت الدورة لزوجتي طلب الشيخ التوقف لحين تطهر زوجتي وأكمل الشيخ بعد التطهر، وكان عمر الشيخ الثاني 35 عاما نحيف الجسم طويلا ويقوم ببيع الفول المدمس للقرى المجاورة لنا وحاصلاً على دبلوم زراعة ولم يطلب نقودا ولكن الذي طلبه هو 50 جنيها ثمن العطارة.
ولكن كنت في كل مرة أعطيه بعض النقود نحو 20 جنيها والكشاف 20 جنيها لكنه لم يطلب سوى ثمن العطارة، والتجربة كانت بالنسبة لي مريرة لكن الحمد لله، كنت فقدت الأمل في الشفاء وقد نصحني الشيخ بالمواظبة على الصلاة، وقد اختفت الأعراض التي كنت أشعر بها تدريجيا.
أما المريض الثالث فيقول: الشيخ كتب على البيض حروفا متفرقة واختفت الأعراض تدريجيا ولم يطلب مني الشيخ أي نقود لكني أعطيته 50 جنيها.
الخرافة والسحر... والدجل والشعوذة... ليس لها وطن... أو قارة أو دولة... وإنما هي معتقدات قد تختلف من مكان الى آخر، ولكن داخل أي مجتمع تجد هذه الأشياء أماكن بذاتها قد تكون أحياء أو قرى أو حتى مدنا... تشتهر فيها، وتجد من يروج لها، ومن يقبل عليها.
وفي مصر - مثلها في ذلك مثل كل الدول - أماكن للسحر والسحرة والدجل والدجالين والشعوذة والمشعوذين وقد يشتهر مكان بشيء، قد لا تكون في غيره، حتى إن هناك «قرى أو أحياء» تعمل في غالبيتها ـ وإن كان عددها قليلا - في السحر، ويفد إليها الناس من كل صوب وحدب، قد تكون شهيرة «خارجيا»، أكثر من كونها معروفة «داخليا».
وأيضا... تختلف الطقوس ما بين مجتمع وآخر، في مصر، فالوسائل قد تكون في بحري «الشمال»، مختلفة عن الصعيد «الجنوب»، والأكيد أن للقبائل وسكان الصحراء طقوسا غير سكان الحضر.
والخرافة في مصر. عُنيت بها دراسات وأبحاث كثيرة... حاولنا التعرف عليها والاقتراب منها، حتى إنها تمكنت من تحديد «274» خرافة موجودة بالفعل في القرى والمدن والتجمعات المصرية، ولعل أشهرها خرافة «الربط» - أي تجميد العلاقة الزوجية - وأيضاً أعمال الزواج والتطليق والحب والكراهية.
والدراسات والأبحاث... عن الخرافة في مصر... لم تهتم بها دراسات مصرية وفقط، ولكن اهتمت بها دراسات غربية أيضا، ووصل الأمر أن الباحثين عاشوا وعايشوا أماكن السحر واقتربوا من السحرة، وتعرفوا على خرافات العلاج بالسحر وأدوات وأدوية السحرة... وفي السطور التالية الكثير من الحكايات عن أرض السحر في قرى وأحياء ومدن مصر.
كما ذكرنا في الحلقة السابقة... تحتل الممارسات الشعبية السحرية المرتبطة بالوقاية من الربط «توقيف أو تجميد العلاقة الزوجية» وعلاجه مكانا بارزا في الاهتمام بالمعتقدات الشعبية، وهو ما دفع الباحث المصري مصطفى سالم حسن - الذي يروي لـ «الراي» وقائع عاشها وشاهدها - للالتقاء مع «3» ممن تعرضوا للربط عولجوا من خلال الدجل والشعوذة.
وقال لنا: الغريب أنهم على درجة من التعليم فأحدهم حاصل على دبلوم تجارة والآخر مهندس زراعي والثالث مدرس ابتدائي... وقد حاولت الغوص داخل نفوس هؤلاء المرضى لمعرفة لماذا اتجهوا لعملية الدجل والشعوذة في علاج الربط الذي يؤمن به الكثير من الطوائف داخل مصر؟!
مضيفا: بسؤالهم عن اعتقادهم في السحر وافق المرضى الثلاثة، وذلك لأن السحر مذكور في القرآن الكريم.
أما عن تعرضهم للسحر ونوعه وعدم الاحتياط منه فأكد المريض الأول أنه قد تعرض للربط، وذلك الأمر لم يخطر بباله ولكنهم في البلد أحيانا يذهبون إلى شيخ يقوم بعمل تحويطة - حجاب - لكي يتقي شر الربط في هذه الليلة، وتكون عبارة عن حزام يلف حول الوسط وهو يمنع الربط، ومعظم الناس يهتمون بمثل هذه الأمور، ويكون ذلك قبل يوم «الدخلة» وأحيانا قبل كَتْب الكتاب - عقد القران - خصوصا إذا كان العريس أو العروس - قد تمت خطبتهما من قبل ولم يتم الزواج، وفي الغالب الذي يهتم بهذه الأمور هم الحريم - السيدات - لأنهن هن اللاتي يفكرن في هذه الأشياء... في حين يقول الثاني إنه تعرض للربط ولم يخطر في باله أن يحدث له ذلك.
أحداث غريبة
أما المريض الثالث فيقول: تعرضت للربط، وما حدث لي غريب جدا وللمرة الأولى أسمع عنه، وأنا أعرف أن الربط هو منع العلاقة الزوجية لكن الربط الذي حدث لي هو منع نزول المني «السائل المنوي»، وظل هذا الموضوع فترة ثم ذهبت إلى طبيب متخصص وطلب فحوصات وتحاليل وقمت بعملها ولكن دون فائدة، ولكنني كنت طبيعيا من الناحية الجنسية والمعاشرة، ولم يخطر في بالي أن أحطاط من هذا الموضوع.
أما عن الأعراض التي شعروا بها أثناء الربط فقد قال المريضان الأول والثاني... إنهما شعرا بآلام بالظهر والاكتئاب والعنف مع زوجاتهم، والثالث كان يشعر بآلام بالظهر والخصيتين.
في حين كان الأول يرى في أحلامه كوابيس وموتى وأحداثا غريبة وغالبا لم يكن يتذكر ما يحدث في الأحلام، وكان يرى حيوانات مثل الكلاب والقطط والذئاب... أما شكل الأشخاص الذين كان يراهم في أحلامه فكان يرى أشخاصا كثيرين وأطفالا «أولاد وبنات» ولكن كان عندما يرى الأولاد كان يراهم في حال من الزعل والنكد.
في حين كان يرى المريض الثاني في منامه - أثناء الربط - كوابيس وأحلاما مزعجة وحيوانات كثيرة من القطط والكلاب والجمال والحمير، كما كان يرى امرأة تشبه إحدى أقاربه وكانت تلازمه باستمرار في المنزل وعند خروجه لم تكن تخرج وراءه، وكان يراها يوميا وكانت تظهر له في الحلم وهي عارية تماما وشعرها «منكوش» وكان عندما يخرج يجدها جالسة على السلم تنتظره ـ في الحلم طبعا.
في حين كان المريض الثالث يرى أحلاما مزعجة ويقول: لم أر حيوانات ولكني كنت أرى أشجارا مثل العنب والنخيل وغيرها، ولم أكن أرى أشخاصا معينين في منامي.
أعراض مرضية
أما عن الأعراض التي كانوا يشعرون بها وتظهر عليهم أثناء الربط فقال المريض الأول: عندما تزوجت... ويوم الدخلة في الصباح نصحني أحد أصدقائي بأن أقرأ سورة البقرة أو أستمع إليها من الكاسيت حتى تطرد الشياطين، ونفذت تلك النصيحة.
لكني كنت في ذلك اليوم مضطربا وأحس بإحساس غريب، وبعد إتمام الزفاف وانصراف المعازيم كما يفعل كل عروسين، ولكن عندما أقترب من زوجتي لا أحس بأي شيء ولا أستطيع المعاشرة وحاولت أكثر من مرة ولكني لم أستطع وعرفت وقتها أنني مربوط.
أما المريض الثاني فيقول: كنت أشعر بآلام في الظهر والاكتئاب والعنف مع زوجتي، حيث إنني كنت أضربها كثيرا... أما الثالث فقد كان يشعر بآلام في الظهر والخصيتين.
وعن زيارتهم لأولياء الله الصالحين... فقد ذكر المريض الأول: أنه لم يحاول زيارة الأولياء كنوع من العلاج ولم يكن هناك وقت، فلا أستطيع الخروج يوم الصباحية لزيارة أحد الأولياء وكان لابد أن يتم العلاج بسرعة.
في حين يقول المريض الثاني إنه لم يقم بزيارة أحد الأولياء على الرغم من أنهم كثيرون في البلد لأنه لا يعتقد في الأولياء لأنه ليس هناك وسيط بين الفرد والله سبحانه وتعالى... أما الثالث فيقول إنه لم يعتقد في الأولياء... والنذور مجرد كلام فارغ.
المعالجون متنوعون
وعمن استعانوا بهم لفك الربط يقول المريض الأول: استعنت بشخص في القرية من الذين يقومون بفك الربط والذي طلبه والدي عندما علم بالموضوع، وكان المعالج رجلا من المشايخ الذين يقومون بقراءة القرآن الكريم في المآتم ويرتدي عمامة وجبة وقفطانا وهو بدين الجسم وكفيف ولا يعمل بوظيفة أخرى فعمله الأساسي قراءة القرآن الكريم.
في حين يقول المريض الثاني: لقد استعنت بشخص من البلد معروف في علاج الربط، والذي دلني عليه أحد أصدقائي الأوفياء جدا، وكان المعالج متوسط الطول ونحيفا وحاصلا على دبلوم زراعة وهادئ الطبع وهو مقرئ في المآتم والمناسبات الدينية، وقال لي الشيخ إن هناك ربطا أو سحرا سفليا وهو معمول بنجاسة ... من حيض المرأة.
في حين يقول المريض الثالث: لقد استعنت لفك الربط بشخص من البلد معروف يفكك العمل، والذي دلني عليه أحد أصدقائي لأنه يعمل معه في المدرسة، وكان شكل المعالج متوسط الطول ومتوسط الحجم وأسمر اللون وعيناه تميلان إلى الاحمرار، وهو يعمل مدير مدرسة إعدادي وقال إن الربط يمنع المني.
ويقول المريض الأول: الشيخ يقوم بفك الربط في منزل الزوج عندما يكون عريسا يوم الصباحية لأنه مش معقول أن يخرج العريس هو وعروسه يوم الصباحية لكن لو كان الزوج متزوجا منذ فترة كبيرة يذهب إلى الشيخ في منزله، ويوجد في منزل الشيخ مكان مخصص لاستقبال زبائنه.
في حين كان للمريض الثاني رأي آخر حيث يقول: الشيخ يقوم بفك الربط في منزل المريض فليس لدى الشيخ في منزله مكان مخصص لفك الربط.
أما المريض الثالث فيقول: لقد عولجت في منزل الشيخ الذي خصص حجرة لذلك وبها مكتبة مملوءة بالكتب الدينية.
هات وفك
وعن طلبات المعالجين لفك الربط يقول المريض الأول: عندما أبلغ والدي الشيخ بالموضوع طلب مني أن يتم فض بكارة زوجتي والاستحمام قبل أن يأتي ولا تكون هناك نجاسة مثل الدورة الشهرية بالنسبة لزوجتي، وجاءت أم العروس وأختها وخالتها وعمتها وقمن بفض البكارة وتقبلت ذلك بشكل عادي لأن هذا الموضوع منتشر ومتوقع في معظم الزيجات.
وقد كنت في حال من «الزعل» ولكن ماذا أفعل غير ذلك وأنا كنت أتوقع حدوث مثل ذلك من كثرة ما أسمع عنه في البلد ومن أصحابي، وأحيانا الشيخ هو الذي يقوم بالربط حتى نذهب إليه ويستفيد هو ماديا أو أن أحد الأشخاص يريد أن يضربني ويضايقني فأذهب إليه لفك الربط، وبذلك لم أفكر في الذهاب إلى الأطباء المتخصصين لأني أشعر بأني طبيعي ولكن الموضوع لم يتم لأنني عرفت أنه تم ربطي.
أما المريض الثاني فيقول: المعالج طلب مني قبل حضوره أن تكون زوجتي طاهرة وليس عليها حيض وأن تنتظر قبل حضوره، وعندما حضر طلب منا الوضوء قبل عمل أي شيء وطلب مني فض بكارة زوجتي، وقد قامت والدتها وأختها بذلك، وقد شعرت حينها «بالزهق» لكن ماذا أفعل، ولم أفكر في الذهاب للأطباء المتخصصين لأن الفترة لم تطل كثيرا.
أما المريض الثالث فيقول: الشيخ لم يطلب مني أن أكون على طهارة كما لم يطلب مني فض بكارة زوجتي لأني كنت طبيعيا مع زوجتي وقمت بفض البكارة بنفسي يوم الزفاف، وكنت مستاء من الألم في الخصية وسؤال الناس لزوجتي عن الحمل ففكرت فعلا وذهبت لطبيب متخصص ولكن لم يتم العلاج.
طرق العلاج
وعن خطوات العلاج يقول المريض الأول: الشيخ جاء بعد صلاة المغرب وجلس في غرفة الصالون وطلب مني أنا وزوجتي أن نطفئ النور، وطلب مني الجلوس أمامه ووضع يده على رأسي وأخذ يتمتم بكلمات لم أستطع فهم شيء منها ثم قمت... وما فعله معي فعله مع زوجتي، وبعد ذلك طلب البيض المسلوق وذلك بعد أن طلب إضاءة النور وقام بسحب شعرة من شعر زوجتي وقام بتقطيع البيض المسلوق بها وأمرنا بأكله أنا زوجتي، وطلب مني إبلاغه بالنتيجة بعد المحاولة، وبالفعل ربنا يسّر الأمر واستطعت أن أمارس العلاقة الزوجية بصورة جيدة.
ويقول المريض الثاني: جاء الشيخ بعد صلاة المغرب وقد كنت قد تزوجت... ويوم الدخلة فوجئت بأنني طبيعي وعندما أقترب من زوجتي أحس بأنني لا أستطيع معاشرة زوجتي، وفي يوم الصباحية أحضرت أمي الإفطار لنا وعندما سألت زوجتي أبلغتها بما حدث فقالت لها إن زوجك مربوط.
ولأن الموضوع معروف بصورة كبيرة في البلد طلب أبي وأمي وأخي الأكبر إحضار الشيخ لفك الربط فرفضت بشدة وقلت لهم إنها حالة نفسية وستمر، ولكن طالت المدة وأنا على هذه الحال والأمور تزداد تعقيدا فذهبت إلى طبيب أمراض جلدية وتناسلية وعقم وأمراض ذكورة ولكن دون فائدة من علاجه، وعندما ألح عليّ أهلي خصوصا أخي الأكبر... ما اضطرني أن ألجأ إلى ذلك الشيخ، وذهب إليه أخي وطلب منه الحضور وسأل الشيخ أخي عن اسم والدتي ووالدة زوجتي وقال قبل أن أحضر لابد من فض البكارة وطلب سلق 5 بيضات وأن أكن أنا وزوجتي طاهرين ودخل معي إلى حجرة مظلمة وجلست أمامه ووضع يده على رأسي وأخذ يردد كلمات بصوت منخفض جدا لم أسمعه.
وقمت وجاءت زوجتي وحدث معها الذي حدث معي نفسه وبعد ذلك أضاء النور وقطع البيض المسلوق بشعرة من شعر زوجتي وطلب مني أن يأكل كل واحد بيضتين والبيضة الخامسة كل واحد يأكل نصفها... وبالفعل قامت والدتها وأختها بفض بكارة الزوجة.
ويقول: ذهبت إليه مرة أخرى وقال إنني محسود وأخذ يرقيني أكثر من مرة ولكن دون فائدة، وازدادت الأمور تعقيدا وساءت حالتي النفسية إلى أن دلني أحد معارفي على شيخ يقولون إنه أستاذ في فك الربط المعمول بالسفلي.
وجاء الرجل وسألني عن الذي حدث فحكيت له بالتفصيل ما حدث فطلب ورقة وقلما وسأل عن اسم والدتي ووالدة زوجتي، كما سأل الشيخ السابق، وعن اليوم بالهجري والساعة وسألني إن كان هناك أحد أقاربك كان يريد أن يزوجك لابنته وأنت رفضت قلت له كانت تريد بنت عمتي أن تزوجني ابنتها وأنا رفضت مع أنها أرسلت إلى أناسا «كلموني» وأنها كانت تريد أن تشتري لي الشبكة أيضا ولكني رفضت لأني لا أحبها وطلب أن أقف أمامه ووضع يده على رأسي وتمتم بكلمات لم أسمعها ثم قال بصوت مرتفع أو مسموع: إذا كان بهذه الجثة مس من الجن فميلي إلى اليمين فملت فعلا جهة اليمين وفعل ذلك مع زوجتي أيضا فمالت جهة اليمين هي الأخرى.
ثم طلب أنواعا من العطارة وماء ورد وبخوراً وقلم فلومستر أحمر عريضا وورق فلوسكاب وكيلو عسل نحل ورطلين زبدة بلدي، وعندما سألته عن مكان هذه العطارة قال سأشتريها وأحاسبك عليها وسوف أحضر غدا.
ثم حضر الشيخ في المرة التالية وطلب «قلّة» من الفخار وملأها بالماء وأخذ يقرأ عليها فمالت القلة وأخذت تجر يديه إلى غرفة النوم... ورشت قليلا من الماء على السرير وجدت يديه تتجهان أيضا إلى السلم المؤدي إلى الشقة ورش أيضا قليلا من الماء عليه.
وقال: أنت مرشوش لك على السرير وعلى سلم الشقة... ثم طلب الشيخ الورق والقلم الفلومستر الأحمر وماء الورد والعطارة وقام بضرب العطارة في الخلاط ثم أضاف إليها العسل النحل والزبدة بعد أن «تم قدحها» على النار وخلطها ببعضها وطلب مني أن آخذ منها ملعقة كل يوم في الصباح على الريق ومساءً قبل النوم.
وقال لي: إن الخلطة هذه سوف تمنع نفخ العفريت في مكان الربط وقام بكتابة حروف عربية متفرقة على الورق الفلوسكاب بعد بلّ القلم بماء الورد بحروف لم أفهمها وبعد أن تمت كتابتها وضعها في حلة «إناء» صغير به ماء وطلب مني أن أشرب أنا وزوجتي منه والباقي يرش على السرير والسلم وأنه سوف يأتي غدا وخرج وفعلت ما قاله ولكن دون فائدة.
وفي المرة التالية جاء وأخبرته بما حدث فقام بكتابة ورقتين فلوسكاب ووضعهما في حلة متوسطة الحجم وطلب وضعها فوق السطح، وسألته لماذا فوق السطح قال تحت النجوم - تنجيم - بعد صلاة العشاء وترتيلها قبل الفجر وأن أستحم بها أنا وزوجتي في الصباح وباقي الماء يرش في أنحاء الشقة وعلى السلم، وفعلت ذلك لكن دون جدوى، وفي المرة التالية جاء وأخبرته بما حدث فقام بكتابة ورقتين فلوسكاب ووضعهما في كمية من زيت الزيتون ووضعها فوق السطح - تنجيم - بعد العشاء ونزولها بعد الفجر أيضا وأن يدهن بها الجسم خصوصا الأماكن الحساسة بالجسم لي ولزوجتي ولكن دون جدوى وقبل أن ينصرف هذا المعالج طلب بلطتين من الحديد وربع متر من مواسير الرصاص المستخدم في السباكة.
طلبات أخرى
وعندما حضر في المرة التالية طلب البلطتين وكتب عليهما بعض الحروف المتفرقة أيضا وطلب تسخينهما إلى درجة الاحمرار... وتوضع في طبق من الألومنيوم ويوضع عليها الماء البارد من الحنفية ويصب عليها وهي في الطبق وهي ساخنة إلى درجة الاحمرار ويلبس جلباب على العري ويوضع الطبق تحت الجلباب وأنا أرتديه ويوضع الماء فوق البلطة وهي ساخنة فيتصاعد البخار ويدخل بين الجلباب والجسد، ويكرر هذا مع زوجتي أيضا ويرش الماء الباقي في أنحاء الشقة، ولم يحدث أي تغيير ولكني كنت أشعر بتحسن.
ثم في المرة التالية حضر وطلب الرصاص وما فعله مع البلطة فعله مع الرصاص وكتب عليه أيضا الكلام نفسه وطلب صهر الرصاص في طبق من الألومنيوم أيضا مع تكرار رش الماء عليه تحت الجلباب مثل البلطة وأنه بعد ذلك عند نزع الرصاص من الطبق سيكون له تكوين شكل سوف يعرف منه الشيخ من الذي قام بعمل السحر وتم عمل ذلك أنا وزوجتي ولم يحدث جديد ولكنه طلب أن توضع واحدة تحت باب الشقة وتوضع تحتها قطعة الرصاص ودفنت الثانية تحت باب البيت، ولم يحدث جديد أيضا.
وفي المرة الثالثة جاء الشيخ ومعه شخص وادعى أنه كشاف، أي يستطيع أن يرى الجن في الشقة ويعرف مكانه، وقام هذا المعالج «الكشاف» وقال: إن الجنية موجودة في غرفة النوم وأنه عند حضور أي شيخ فهي تخرج وتعود مرة أخرى بعد خروجه، وقام بكتابة ورقة فلوسكاب كبيرة وكتب عليها حروفاً متفرقة وقام بحرقها في غرفة النوم مع تمتمة بكلمات لم نسمعها وانتشر الدخان في أنحاء الغرفة وقام بنثر الرماد من الورقة المحروقة في أنحاء الغرفة وقال الشيخ: إنني سوف أحضر ومعي تحويطتان لك ولزوجتك، وفعلا استطعت أن أمارس حياتي الزوجية في هذه الليلة وحضر الشيخ في اليوم التالي وأعطاني التحويطتين واحدة كبيرة لي والأخرى صغيرة لزوجتي وطلب وضعهما معنا في أي مكان نذهب إليه.
والغريب أنه قال إذا تركت التحويطة ونسيتها في أي مكان لمدة 3 أيام متتالية ولم أحتفظ بها معي فسوف أفتقدها، والغريب أيضا أنني إذا تركتها أشعر بالأعراض السابقة نفسها وطلب مني أن تظل معي مدة كبيرة حتى يتم العلاج نهائيا، ومنذ ذلك اليوم وأنا أمارس حياتي الزوجية بصورة جيدة.
علاج بالصدفة
ويقول المريض الثالث عن خطوات علاجه: إن الشيخ قد جاء بعد صلاة المغرب وجاء أمر العلاج بالصدفة وأنا أتحدث مع أحد أصدقائي وأعلمته بالموضوع، وأشار لي بأن هناك رجلا يعمل مدير مدرسة وهو يقوم بعلاج مثل هذه الأمور وهو ليس ماديا بالدرجة الأولى ولكن ما تعطيه له سوف يأخذه، وذهبت إليه في منزله وقد كان مخصصا حجرة لمقابلة أمثالي بها مكتبة كبيرة كلها كتب قرآن وفقه وسنّة وطلب صورة فوتوغرافية لي وكانت معي بالصدفة وأعطيتها له وطلب مني الحضور غدا وحضرت إليه في الغد وقال لي أنت معمول لك عمل بعدم الإنجاب وذلك عن طريق منع المني.
وسألني إن كنت خاطبا قبل ذلك وقلت له نعم، ولم يحدث نصيب، وطلب مني أن أقوم بسلق 10 بيضات بلدي وأحضرها له وذهبت في اليوم نفسه وقامت زوجتي بسلق البيض وأخذته وذهبت إليه وطلب مني الحضور غدا في الميعاد نفسه وحضرت إليه في الميعاد نفسه بعد المغرب وأعطاني البيض بعد كتابة حروف متفرقة لا أعرف محتواها ومكتوب على البيض بالقلم الأحمر لعدد 9 بيضات والبيضة العاشرة مكتوب عليها باللون الأزرق.
وطلب مني أن آكل 8 بيضات من المكتوب عليها باللون الأحمر ونصف البيضة المكتوب عليها باللون الأزرق وتأكل زوجتي بيضة من المكتوب عليها بالأحمر ونصف البيضة المكتوب عليها باللون الأزرق وبعد الانتهاء من أكل البيض يلقى القشر في ماء جاري - ترعة أو بحر - ولابد أن يكون ماء جاريا، وفعلت ذلك، والغريب أن هذا الربط تفكك ونزل السائل المنوي وزوجتي حملت من أول دورة لها.
ويقول المريض الأول: الشيخ لم يطلب نقودا ولكن والدي أعطاه النقود في يده ولم أعرف ماذا أعطاه والدي ولكن كنت على علم أن المبلغ الذي يأخذه هذا الشيخ لا يقل عن 50 جنيها، وقد كانت التجربة بالنسبة لي مريرة وصعبة ولكن الحمد لله ربنا عداها على خير.
وقد طلب الشيخ مني قراءة الفاتحة وأول سورة البقرة والآية 102 من سورة البقرة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين حتى تحميني من الشيطان وأعطاني تحويطتين لي ولزوجتي وطلب أن ألفهما بسلوتيب أو أي مادة عازلة من الماء وطلب أن تعلقها زوجتي في منطقة الصدر ولا تفارقها، وقد احتفظت بها لمدة 9 أشهر حتى أحسست بأنني أصبحت بحال جيدة.
ويقول المريض الثاني: الأعراض التي كنت أشعر بها اختفت ولكن تدريجيا والحال النفسية ظللت فترة متأثرا بما حدث وعندما جاءت الدورة لزوجتي طلب الشيخ التوقف لحين تطهر زوجتي وأكمل الشيخ بعد التطهر، وكان عمر الشيخ الثاني 35 عاما نحيف الجسم طويلا ويقوم ببيع الفول المدمس للقرى المجاورة لنا وحاصلاً على دبلوم زراعة ولم يطلب نقودا ولكن الذي طلبه هو 50 جنيها ثمن العطارة.
ولكن كنت في كل مرة أعطيه بعض النقود نحو 20 جنيها والكشاف 20 جنيها لكنه لم يطلب سوى ثمن العطارة، والتجربة كانت بالنسبة لي مريرة لكن الحمد لله، كنت فقدت الأمل في الشفاء وقد نصحني الشيخ بالمواظبة على الصلاة، وقد اختفت الأعراض التي كنت أشعر بها تدريجيا.
أما المريض الثالث فيقول: الشيخ كتب على البيض حروفا متفرقة واختفت الأعراض تدريجيا ولم يطلب مني الشيخ أي نقود لكني أعطيته 50 جنيها.