كل عام وأنتم بخير. ها هو شهر رمضان المبارك يهل علينا بكل ما فيه من رحمة ومغفرة وعتق من النار... فمبارك عليكم الشهر و «عساكم من العايدين الفايزين» بإذن الله. وفي كل رمضان نجد المحطات الفضائية والمشاهدين أيضاً يقبلون على المسلسلات الرمضانية التي يستغرق الإعداد لها وقتاً طويلاً، وأصبحت المنافسة على أشدها خلال الأعوام الأخيرة بعد أن زاد عدد المحطات الفضائية بشكل مخيف، وزاد عدد المسلسلات المقدمة بشكل لا يمكن تصوره، وأصبح المشاهد في حيرة بين المسلسلات المعروضة لكبار النجوم سواء المحلية أو العربية، خصوصاً المصرية والسورية.
هنا يجب أن نتحدث عما تقدمه هذه المسلسلات وبالأخص المحلية، فمنذ أعوام والإنتاج المحلي يزيد على العام الذي يسبقه، ولم يعد الأمر يقتصر على مسلسل أو اثنين بل أصبح هناك عدد كبير من الصعب أن تشاهده كله خلال رمضان، وأصبح هناك اهتمام بالكم على حساب الكيف، وأصبحنا نشاهد مسلسلات لا تمت للواقع الكويتي بصلة، وقدمت المواطن الكويتي والمجتمع الكويتي كله بشكل غير لائق وغير واقعي جعل من يشاهد هذه المسلسلات من المجتمعات الأخرى يتعجب على ما يحدث في المجتمع الكويتي، بل إننا وجدنا مسلسلات تتعرض لطوائف وقبائل وغير ذلك مما يزيد من التباعد بين المواطنين ويضرب الوحدة الوطنية في مقتل.
نحن لسنا ضد المسلسلات الرمضانية المحلية أو حتى العربية، ولكننا نريد أن يقدم الفن، على اختلاف مجالاته، المطلوب منه، وأن يكون له رسالة بالفعل وله هدف، ويسعى لغاية... فالفنون والتقدم في مستواها عنوان حضارات الأمم، وكما قال برنارد شو «أعطني خبزاً ومسرحاً أعطك مجتمعاً صالحاً». ولا شك أن الفن احد أرقى أنواع التعبير عن الرأي، ولكن مع الأسف الشديد هناك من لا يعي أهمية الفن، والمصيبة العظمى أن هناك فنانين وكتابا ومخرجين لا يعون هذه الرسالة.
الفن في الأساس موهبة يمكن أن تدعم بالدراسة، ولا يمكن أن يتفوق دارس الفن إلا إذا كان صاحب موهبة وغالباً ما يتفوق غير الدارسين للفن في تقديم الأعمال الجيدة، ومشكلة الفن أنه نسبي ولا يمكن تقييمه بمقاييس محددة لأن الأذواق تختلف، لكن ما نطلبه على الأقل أن يكون هناك أهداف وغايات ترتقي بالمجتمع من خلال هذه المسلسلات الكثيفة التي تقدم لنا على مائدة الإفطار الرمضاني، فالفن لابد أن يتأثر بالمجتمع ويؤثر فيه أيضاً، ولنا في الرعيل الأول قدوة فيما قدموه من أعمال تأثرت بالمجتمع وأثرت فيه، ولله الحمد الكويت عامرة بالفنانين والكتاب والمخرجين والمنتجين المتميزين، فالكويت بحق هي هوليوود الخليج، ولكن في الأعوام الأخيرة كما كل المجالات وجدنا تراجعاً في المضمون المقدم.
أسماء كعبدالحسين عبدالرضا، وسعد الفرج، وسعاد عبدالله، وحياة الفهد، وخالد النفيسي، وغيرهم لا يمكن أن نجد من لم يتأثر بأعمالهم القديمة والجديدة أيضاً، ولكن تظل الأعمال القديمة هي الأميز والأحلى والأجمل... لأن هذه الأعمال قدمت المجتمع الكويتي بكل ما فيه من تفاصيل وكل ما فيه من معان وعبر، ونجد تلك الأعمال تاريخ خالد لأنها كانت صادقة ولا تسعى للربح المادي بقدر ما تبحث عن المتعة الفنية الهادفة، أما اليوم فأصبح هم المنتج هو الربح ولا شيء غير ذلك فظهرت لنا أعمال كثيرة دون المستوى وإن كان القليل الجيد والممتاز في بعض الأحيان.
هنا لا نستطيع أن نحمل مسؤولية الفن الرديء لأشخاص أو جهات بعينها، ولكننا نطالب المؤلفين قبل غيرهم أن ينتقوا الموضوعات التي يقدمونها قبل أي شيء، ونطالب المحطات الفضائية أن تنتقي ما تقدم لأن الجمهور حتماً لن يستمر في تقبل الأعمال الرديئة في موضوعاتها قبل أي شيء، ولابد له من يوم يرفض فيه مسلسلات رمضان إن استمرت في الاستخفاف بعقلية المشاهد. وأخيراً نتمنى أن نشاهد في رمضان هذا العام مسلسلات ترتقي لأن نفخر بها كأعمال كويتية، وكل عام وأنتم بخير.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
هنا يجب أن نتحدث عما تقدمه هذه المسلسلات وبالأخص المحلية، فمنذ أعوام والإنتاج المحلي يزيد على العام الذي يسبقه، ولم يعد الأمر يقتصر على مسلسل أو اثنين بل أصبح هناك عدد كبير من الصعب أن تشاهده كله خلال رمضان، وأصبح هناك اهتمام بالكم على حساب الكيف، وأصبحنا نشاهد مسلسلات لا تمت للواقع الكويتي بصلة، وقدمت المواطن الكويتي والمجتمع الكويتي كله بشكل غير لائق وغير واقعي جعل من يشاهد هذه المسلسلات من المجتمعات الأخرى يتعجب على ما يحدث في المجتمع الكويتي، بل إننا وجدنا مسلسلات تتعرض لطوائف وقبائل وغير ذلك مما يزيد من التباعد بين المواطنين ويضرب الوحدة الوطنية في مقتل.
نحن لسنا ضد المسلسلات الرمضانية المحلية أو حتى العربية، ولكننا نريد أن يقدم الفن، على اختلاف مجالاته، المطلوب منه، وأن يكون له رسالة بالفعل وله هدف، ويسعى لغاية... فالفنون والتقدم في مستواها عنوان حضارات الأمم، وكما قال برنارد شو «أعطني خبزاً ومسرحاً أعطك مجتمعاً صالحاً». ولا شك أن الفن احد أرقى أنواع التعبير عن الرأي، ولكن مع الأسف الشديد هناك من لا يعي أهمية الفن، والمصيبة العظمى أن هناك فنانين وكتابا ومخرجين لا يعون هذه الرسالة.
الفن في الأساس موهبة يمكن أن تدعم بالدراسة، ولا يمكن أن يتفوق دارس الفن إلا إذا كان صاحب موهبة وغالباً ما يتفوق غير الدارسين للفن في تقديم الأعمال الجيدة، ومشكلة الفن أنه نسبي ولا يمكن تقييمه بمقاييس محددة لأن الأذواق تختلف، لكن ما نطلبه على الأقل أن يكون هناك أهداف وغايات ترتقي بالمجتمع من خلال هذه المسلسلات الكثيفة التي تقدم لنا على مائدة الإفطار الرمضاني، فالفن لابد أن يتأثر بالمجتمع ويؤثر فيه أيضاً، ولنا في الرعيل الأول قدوة فيما قدموه من أعمال تأثرت بالمجتمع وأثرت فيه، ولله الحمد الكويت عامرة بالفنانين والكتاب والمخرجين والمنتجين المتميزين، فالكويت بحق هي هوليوود الخليج، ولكن في الأعوام الأخيرة كما كل المجالات وجدنا تراجعاً في المضمون المقدم.
أسماء كعبدالحسين عبدالرضا، وسعد الفرج، وسعاد عبدالله، وحياة الفهد، وخالد النفيسي، وغيرهم لا يمكن أن نجد من لم يتأثر بأعمالهم القديمة والجديدة أيضاً، ولكن تظل الأعمال القديمة هي الأميز والأحلى والأجمل... لأن هذه الأعمال قدمت المجتمع الكويتي بكل ما فيه من تفاصيل وكل ما فيه من معان وعبر، ونجد تلك الأعمال تاريخ خالد لأنها كانت صادقة ولا تسعى للربح المادي بقدر ما تبحث عن المتعة الفنية الهادفة، أما اليوم فأصبح هم المنتج هو الربح ولا شيء غير ذلك فظهرت لنا أعمال كثيرة دون المستوى وإن كان القليل الجيد والممتاز في بعض الأحيان.
هنا لا نستطيع أن نحمل مسؤولية الفن الرديء لأشخاص أو جهات بعينها، ولكننا نطالب المؤلفين قبل غيرهم أن ينتقوا الموضوعات التي يقدمونها قبل أي شيء، ونطالب المحطات الفضائية أن تنتقي ما تقدم لأن الجمهور حتماً لن يستمر في تقبل الأعمال الرديئة في موضوعاتها قبل أي شيء، ولابد له من يوم يرفض فيه مسلسلات رمضان إن استمرت في الاستخفاف بعقلية المشاهد. وأخيراً نتمنى أن نشاهد في رمضان هذا العام مسلسلات ترتقي لأن نفخر بها كأعمال كويتية، وكل عام وأنتم بخير.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية