قبل أيام صادفت ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت، وهي الذكرى التي مرت عليها أعوام طويلة منذ الثاني من أغسطس عام 90. ورغم أن هذه الذكرى أليمة علينا وتحدث عنها الكثيرون، وطوال هذه الأعوام كتبت الكلمات المطولة والمقالات المختلفة عن هذه الذكرى الأليمة، ولكن ورغم كل مساوئ الغزو الغاشم والأليم إلا أن هناك العديد من الدروس المستفادة من هذه المناسبة القاسية والظالمة.
مساوئ الغزو عديدة ومتنوعة، ولكن أيضاً لهذا الغزو العديد من الإيجابيات والمحاسن التي لابد وأن ننظر إليها وندعمها وننميها، وأفضل ما كان في هذا الغزو الغاشم هو تلاحم الشعب الكويتي عن بكرة أبيه من حضر وبدو سنة وشيعة، وكان كل هم المجتمع الكويتي هو عودة أرضنا الغالية مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، ووضعنا جميعاً أرواحنا فداء للوطن الغالي، وامتزجت الدماء السنية والشيعية الحضرية والبدوية ولم يكن هناك فرق بيننا ولم ننظر لأي انتماء لغير الانتماء إلى هذه الأرض.
لقد وقف الشيعي إلى جوار السني يداً بيد، وتلاحم البدوي مع الحضري يداً بيد، واجتمعنا تحت راية آل صباح وأجمعنا أنه لا تنازل عن الأرض التي هي العرض، وهي الأهل، وهي المذهب، وهي الطائفة وهي القبيلة... ولذلك نقول ما أروعها من أيام كانت صعبة، خسرنا فيها الكثير من الشهداء، والكثير من الأموال، والكثير الكثير من القيم والمبادئ ولكننا كسبنا قيماً غالية أيضاً وأهمها أننا شعب واحد تحت راية آل صباح، وأننا أصحاب تاريخ مشترك، وبلد مشترك، وأرض غالية مشتركة.
في أيام الغزو الغاشم كان الغني يعطي للفقير بلا حساب، والقوي يدافع عن الضعيف بلا تراجع ولذلك عادت الأرض لأننا جميعاً كنا مخلصين على اختلاف التوجهات لأنه لا شيء يعلو فوق الكويت، ولم نسمع صوتاً غير صوت الكويت، ولم نسعَ إلا لعودة بلدنا الغالي الكويت، وكانت النتيجة أن عادت الكويت رغم كيد العدو، وقوة العدو، ووحشية العدو.
واليوم ونحن تمر علينا هذه الذكرى الأليمة علينا أن نسترجع الماضي ونستحضره لننظر ما يحدث في بلدنا الآن من تشرذم وتفرق وتناحر بين الطوائف والكتل بين القبائل والحضر، ولا ندفن رأسنا في الرمال، ولنواجه بصراحة ما يحدث الآن، وعلينا أن نعي تماماً أن الخطر المحيط كبير من كل الاتجاهات، وأن هذا التشرذم الذي نعيشه يزيدنا ضعفاً وبالتالي سنخسر أنفسنا ونخسر بلدنا بأيدينا وبفعل التعصب الأعمى لهذه المسميات التي لا تمت للحقيقة بصلة والتي تعمل عليها أيادٍ خفية لا تريد لنا الخير فتنفخ في نار الفتنة بيننا جميعاً.
في ذكرى الغزو علينا أن نستفيق اليوم من الذي يحدث، وعلينا أن نجنب بلدنا هذه المهاترات فنحن جميعاً سواسية فلا فرق بين ابن القبيلة وابن الطائفة وابن المذهب وابن الكتلة لأننا جميعاً كويتيون محبون لوطننا الذي أعطانا ما لم يعطه بلد آخر لمواطنيه... ويكفينا الديموقراطية التي نعيشها، ويكفينا الأمن والأمان والاستقرار تحت حكم آل صباح.
علينا أن نتحلى بالإيثار، وأن يحرص السني على إعطاء ابن بلده الشيعي الحقوق كافة، وعلى الحضري أن يدافع عن حق البدوي، وعلى الشيعي أن يكون غيوراً على مصلحة السني، وعلى البدوي أن يسارع للهفة الحضري... فإن التشرذم الذي نعيشه الآن مؤشر خطر ويخلق بيئة فاسدة تعمل على الفتنة وعلى شق الصف في ظل مخاطر محيطة، وفي ظل أزمات عالمية في الاقتصاد وفي القيم والمبادئ والأخلاق أيضاً.
درس الغزو درس لا ينسى وعلينا اليوم تحديداً، وهذا العام خصوصاً، أن نتحلى بالروح التي كانت موجودة أثناء الغزو، ونأمل أن يكون أعضاء مجلس الأمة ومن يمثلون الشعب، وهم صوت الشعب، أن يضعوا هذا في الحسبان فما نراه الآن من النواب وتصريحاتهم النارية يؤجج نار الفتنة ويزيد الفرقة والتشرذم، وليت نواب الأمة يجمعون على الوحدة الوطنية، وألا تكون تصريحاتهم مجرد أقوال لا أفعال، وعلى الحكومة أن تضع قوانين جديدة خاصة بالوحدة الوطنية حتى نحاسب هؤلاء الذين يدفعون باتجاه تقسيم الكويت لطوائف وفئات.
عاشت الكويت أميراً وحكومة وشعباً... بكل الفئات والاتجاهات. وصدقوني الوحدة الوطنية، وعدم الحديث بنفس الطائفية هي أفضل وأقصر الطرق للوصول ببلدنا لبر الأمان في ظل هذا الجو العاصف في العالم كله.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
مساوئ الغزو عديدة ومتنوعة، ولكن أيضاً لهذا الغزو العديد من الإيجابيات والمحاسن التي لابد وأن ننظر إليها وندعمها وننميها، وأفضل ما كان في هذا الغزو الغاشم هو تلاحم الشعب الكويتي عن بكرة أبيه من حضر وبدو سنة وشيعة، وكان كل هم المجتمع الكويتي هو عودة أرضنا الغالية مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، ووضعنا جميعاً أرواحنا فداء للوطن الغالي، وامتزجت الدماء السنية والشيعية الحضرية والبدوية ولم يكن هناك فرق بيننا ولم ننظر لأي انتماء لغير الانتماء إلى هذه الأرض.
لقد وقف الشيعي إلى جوار السني يداً بيد، وتلاحم البدوي مع الحضري يداً بيد، واجتمعنا تحت راية آل صباح وأجمعنا أنه لا تنازل عن الأرض التي هي العرض، وهي الأهل، وهي المذهب، وهي الطائفة وهي القبيلة... ولذلك نقول ما أروعها من أيام كانت صعبة، خسرنا فيها الكثير من الشهداء، والكثير من الأموال، والكثير الكثير من القيم والمبادئ ولكننا كسبنا قيماً غالية أيضاً وأهمها أننا شعب واحد تحت راية آل صباح، وأننا أصحاب تاريخ مشترك، وبلد مشترك، وأرض غالية مشتركة.
في أيام الغزو الغاشم كان الغني يعطي للفقير بلا حساب، والقوي يدافع عن الضعيف بلا تراجع ولذلك عادت الأرض لأننا جميعاً كنا مخلصين على اختلاف التوجهات لأنه لا شيء يعلو فوق الكويت، ولم نسمع صوتاً غير صوت الكويت، ولم نسعَ إلا لعودة بلدنا الغالي الكويت، وكانت النتيجة أن عادت الكويت رغم كيد العدو، وقوة العدو، ووحشية العدو.
واليوم ونحن تمر علينا هذه الذكرى الأليمة علينا أن نسترجع الماضي ونستحضره لننظر ما يحدث في بلدنا الآن من تشرذم وتفرق وتناحر بين الطوائف والكتل بين القبائل والحضر، ولا ندفن رأسنا في الرمال، ولنواجه بصراحة ما يحدث الآن، وعلينا أن نعي تماماً أن الخطر المحيط كبير من كل الاتجاهات، وأن هذا التشرذم الذي نعيشه يزيدنا ضعفاً وبالتالي سنخسر أنفسنا ونخسر بلدنا بأيدينا وبفعل التعصب الأعمى لهذه المسميات التي لا تمت للحقيقة بصلة والتي تعمل عليها أيادٍ خفية لا تريد لنا الخير فتنفخ في نار الفتنة بيننا جميعاً.
في ذكرى الغزو علينا أن نستفيق اليوم من الذي يحدث، وعلينا أن نجنب بلدنا هذه المهاترات فنحن جميعاً سواسية فلا فرق بين ابن القبيلة وابن الطائفة وابن المذهب وابن الكتلة لأننا جميعاً كويتيون محبون لوطننا الذي أعطانا ما لم يعطه بلد آخر لمواطنيه... ويكفينا الديموقراطية التي نعيشها، ويكفينا الأمن والأمان والاستقرار تحت حكم آل صباح.
علينا أن نتحلى بالإيثار، وأن يحرص السني على إعطاء ابن بلده الشيعي الحقوق كافة، وعلى الحضري أن يدافع عن حق البدوي، وعلى الشيعي أن يكون غيوراً على مصلحة السني، وعلى البدوي أن يسارع للهفة الحضري... فإن التشرذم الذي نعيشه الآن مؤشر خطر ويخلق بيئة فاسدة تعمل على الفتنة وعلى شق الصف في ظل مخاطر محيطة، وفي ظل أزمات عالمية في الاقتصاد وفي القيم والمبادئ والأخلاق أيضاً.
درس الغزو درس لا ينسى وعلينا اليوم تحديداً، وهذا العام خصوصاً، أن نتحلى بالروح التي كانت موجودة أثناء الغزو، ونأمل أن يكون أعضاء مجلس الأمة ومن يمثلون الشعب، وهم صوت الشعب، أن يضعوا هذا في الحسبان فما نراه الآن من النواب وتصريحاتهم النارية يؤجج نار الفتنة ويزيد الفرقة والتشرذم، وليت نواب الأمة يجمعون على الوحدة الوطنية، وألا تكون تصريحاتهم مجرد أقوال لا أفعال، وعلى الحكومة أن تضع قوانين جديدة خاصة بالوحدة الوطنية حتى نحاسب هؤلاء الذين يدفعون باتجاه تقسيم الكويت لطوائف وفئات.
عاشت الكويت أميراً وحكومة وشعباً... بكل الفئات والاتجاهات. وصدقوني الوحدة الوطنية، وعدم الحديث بنفس الطائفية هي أفضل وأقصر الطرق للوصول ببلدنا لبر الأمان في ظل هذا الجو العاصف في العالم كله.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية