«علامك يا جمل عوي قال اشفت فيني من عدال.» مثل شعبي.
(1)
ربما قدر الكويت أن تكون عين عذارى التي تسقي البعيد وتحرم القريب، مع أن الكويت ليست مسؤولة عن هذا الأمر، فهي أعطت أبناءها والقريب والبعيد دون أن تعرف حدوداً للعطاء، لكن حكومتنا الرشيدة وممارسات وزرائها ألصقت بالكويت هذه التهمة.
وبالأمس شهدنا فضيحة الفضائح التي لو علمت بها قناة «اللي خبري خبرك» ووسائل إعلام «الضد» لأصبحنا علكة تلوكها الأفواه، ولجاء الأمر كخبر عاجل حتى على القنوات الرصينة كـ«السي إن إن»، و«العربية»، وربما حتى «سبيس تون».
(2)
قد يظن البعض أن خبر فضيحة الفضائح متعلق بتصريح طائفي أو تكفيري أو تأزيمي، لكن ظن هؤلاء خاب، فقد اعتاد الجميع على التصريحات آنفة الذكر حتى لم تعد تحرك فيهم شعرة على رأي الشاعر المبدع حامد زيد.
لكن الخبر «اللي بمليون جنيه» أو دولار أو يورو، حسب العملة التي تتعامل بها وسائل الإعلام، هو بكل بساطة تكرر انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق الكويت، وبالطبع سيقول أغلب الناس «ما سمعنا» وهذا صحيح نسبياً فوسائل الإعلام المحلية من صحف وقنوات لم تورد الخبر ولا أحد يدري هل لم يصلهم الخبر أم أن هناك أمرا آخر!
(3)
استبشر الناس خيراً من عدم وصول مسجات «ترشيد» إلى هواتفهم، وحلت الطمأنينة في قلوبهم من تطمينات الوزير واختفاء تصريحات المسؤولين «الكهربائيين» من صفحات الجرائد، والتي كانت تنذر بأزمة كهرباء، بمناسبة ومن غير مناسبة، فاعتقد المواطنون أن هذا الصيف سيمر على خير دون منغصات «كهربجية»، لكن رياح الكهرباء أتت بما لا تشتهي سفن المواطنين.
فمنذ فترة انقطع التيار عن منطقة الأندلس ومن قبلها الجهراء، وبالأمس القريب عن المنطقة العاشرة والفحيحيل، ونتمنى ألا تطول القائمة!
(4)
منذ أيام اضطر المواطنون في الفحيحيل للتحول إلى لاجئين كهربائيين فأجلوا عائلاتهم من منطقتهم «المنكوبة» كهربائياً إلى منازل أقاربهم في مناطق أخرى لم تصب بالانقطاع، وهو أمر لو علمت به منظمات حقوق الإنسان لصدرت البيانات ولاستنكره العالم كله، لأن وضعاً كهذا يجعل من حقوق الإنسان وحرية التعبير رفاهية فكرية وبذخا لا حاجة به لمن يضطر للانتقال من منطقة لأخرى في درجات حرارة خمسينية من أجل الحصول على حرية وجوده «كهربائياً» وتكييفياً!
(5)
هل من المعقول أن نعيش أزمة كهرباء ونحن في الكويت، ديرة الخير التي تقدم المساعدات للقاصي والداني، والتي أعطت الشقيق والصديق وحتى حديث «المعرفة»؟
ويا ليتها بقيت على «الكهرب» فقط، فنحن نعيش كوكتيلاً من الأزمات والتأزيميات والمؤزمات وكل الاشتقاقات الممكنة من أفعال وأسماء مصدرها «أزم»، فمن الكهرباء إلى المرور، مروراً بالروتين، والبيروقراطية، والبطالة، وما يحكى عن فساد وتنفيع... إلى آخر قائمة ما يحيل حياة المواطن الكويتي إلى مجموعة من الكوابيس في عرض متواصل.
(6)
والله لو علم من نتبرع لهم في القارة السمراء أو الصفراء أو أياً كان لونها بما نعانيه نحن لاعتقدوا أننا نؤثرهم على أنفسنا ولرفضوا مساعداتنا وقالوا: ضبطوا ديرتكم أول وعقب نقبل مساعدتكم!
لو مشيت على طريق مولته الكويت أو زرت محطة كهرباء بنيت بأموال المساعدات الكويتية لتبادر إلى ذهنك سؤال كبير سرعان ما تتكاثر أسئلة كثيرة تحت عنوان «طب ليه؟»... لماذا ينجح ما نموله في الخارج ويفشل ما ننفذه في ديرتنا، هل الخطأ في روتيننا الحكومي أم في لعبة التعهدات والمناقصات وما بين هذا وذاك من تنفيعات، أم في حنة النواب وما شابههم من سابقين وحاليين التي نزعت البركة من المال العام؟
أليس من حق المواطن الكويتي أن يفتخر بطرق الكويت ومحطات كهربائها كما يفعل حين يشاهد ما بنته أموالها في الدول الشقيقة والصديقة؟
ماسيج:
- نتمنى من وزير الشؤون الذي فتح ملف جمعية الصليبية أن يلتفت لما يجري في جمعية الأندلس ويشملها بـ «حنانه»!
- بناء ملاحق كيربي على سطوح العمارات وتأجيرها أصبح ظاهرة في بنايات الجهراء، فأين البلدية والجهات المختصة عن هذه المخالفات التي تؤثر على الكهرباء والماء وكل الخدمات؟
- «الشهادات التجارية» فضيحة، والفضيحة الكبرى هي معادلتها من قبل وزارة التربية بكل سلاسة، أما محاولات البعض لدفع المؤسسة العسكرية لقبول حامليها فهي فضيحة الفضائح، والله عيب!
- يتردد أن تقرير لجنة معالجة أوضاع المسرحين شبه جاهز، وأنه بانتظار عودة الوزير لاعتماده، إن شاء الله يرجع بالسلامة!
- لا أحد يفهم كيف تدفع العلاوات الحكومية لموظفين وهميين في شركات القطاع الخاص، ولا المال العام نهيبة؟
- لمن يعنيه الأمر نصيحة تقول: «لا تكثر الدوس يا خلي تراهم يملونك لا أنت ولدهم ولا طفل يربونك!».
خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
Al_malaas@hotmail.com
(1)
ربما قدر الكويت أن تكون عين عذارى التي تسقي البعيد وتحرم القريب، مع أن الكويت ليست مسؤولة عن هذا الأمر، فهي أعطت أبناءها والقريب والبعيد دون أن تعرف حدوداً للعطاء، لكن حكومتنا الرشيدة وممارسات وزرائها ألصقت بالكويت هذه التهمة.
وبالأمس شهدنا فضيحة الفضائح التي لو علمت بها قناة «اللي خبري خبرك» ووسائل إعلام «الضد» لأصبحنا علكة تلوكها الأفواه، ولجاء الأمر كخبر عاجل حتى على القنوات الرصينة كـ«السي إن إن»، و«العربية»، وربما حتى «سبيس تون».
(2)
قد يظن البعض أن خبر فضيحة الفضائح متعلق بتصريح طائفي أو تكفيري أو تأزيمي، لكن ظن هؤلاء خاب، فقد اعتاد الجميع على التصريحات آنفة الذكر حتى لم تعد تحرك فيهم شعرة على رأي الشاعر المبدع حامد زيد.
لكن الخبر «اللي بمليون جنيه» أو دولار أو يورو، حسب العملة التي تتعامل بها وسائل الإعلام، هو بكل بساطة تكرر انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق الكويت، وبالطبع سيقول أغلب الناس «ما سمعنا» وهذا صحيح نسبياً فوسائل الإعلام المحلية من صحف وقنوات لم تورد الخبر ولا أحد يدري هل لم يصلهم الخبر أم أن هناك أمرا آخر!
(3)
استبشر الناس خيراً من عدم وصول مسجات «ترشيد» إلى هواتفهم، وحلت الطمأنينة في قلوبهم من تطمينات الوزير واختفاء تصريحات المسؤولين «الكهربائيين» من صفحات الجرائد، والتي كانت تنذر بأزمة كهرباء، بمناسبة ومن غير مناسبة، فاعتقد المواطنون أن هذا الصيف سيمر على خير دون منغصات «كهربجية»، لكن رياح الكهرباء أتت بما لا تشتهي سفن المواطنين.
فمنذ فترة انقطع التيار عن منطقة الأندلس ومن قبلها الجهراء، وبالأمس القريب عن المنطقة العاشرة والفحيحيل، ونتمنى ألا تطول القائمة!
(4)
منذ أيام اضطر المواطنون في الفحيحيل للتحول إلى لاجئين كهربائيين فأجلوا عائلاتهم من منطقتهم «المنكوبة» كهربائياً إلى منازل أقاربهم في مناطق أخرى لم تصب بالانقطاع، وهو أمر لو علمت به منظمات حقوق الإنسان لصدرت البيانات ولاستنكره العالم كله، لأن وضعاً كهذا يجعل من حقوق الإنسان وحرية التعبير رفاهية فكرية وبذخا لا حاجة به لمن يضطر للانتقال من منطقة لأخرى في درجات حرارة خمسينية من أجل الحصول على حرية وجوده «كهربائياً» وتكييفياً!
(5)
هل من المعقول أن نعيش أزمة كهرباء ونحن في الكويت، ديرة الخير التي تقدم المساعدات للقاصي والداني، والتي أعطت الشقيق والصديق وحتى حديث «المعرفة»؟
ويا ليتها بقيت على «الكهرب» فقط، فنحن نعيش كوكتيلاً من الأزمات والتأزيميات والمؤزمات وكل الاشتقاقات الممكنة من أفعال وأسماء مصدرها «أزم»، فمن الكهرباء إلى المرور، مروراً بالروتين، والبيروقراطية، والبطالة، وما يحكى عن فساد وتنفيع... إلى آخر قائمة ما يحيل حياة المواطن الكويتي إلى مجموعة من الكوابيس في عرض متواصل.
(6)
والله لو علم من نتبرع لهم في القارة السمراء أو الصفراء أو أياً كان لونها بما نعانيه نحن لاعتقدوا أننا نؤثرهم على أنفسنا ولرفضوا مساعداتنا وقالوا: ضبطوا ديرتكم أول وعقب نقبل مساعدتكم!
لو مشيت على طريق مولته الكويت أو زرت محطة كهرباء بنيت بأموال المساعدات الكويتية لتبادر إلى ذهنك سؤال كبير سرعان ما تتكاثر أسئلة كثيرة تحت عنوان «طب ليه؟»... لماذا ينجح ما نموله في الخارج ويفشل ما ننفذه في ديرتنا، هل الخطأ في روتيننا الحكومي أم في لعبة التعهدات والمناقصات وما بين هذا وذاك من تنفيعات، أم في حنة النواب وما شابههم من سابقين وحاليين التي نزعت البركة من المال العام؟
أليس من حق المواطن الكويتي أن يفتخر بطرق الكويت ومحطات كهربائها كما يفعل حين يشاهد ما بنته أموالها في الدول الشقيقة والصديقة؟
ماسيج:
- نتمنى من وزير الشؤون الذي فتح ملف جمعية الصليبية أن يلتفت لما يجري في جمعية الأندلس ويشملها بـ «حنانه»!
- بناء ملاحق كيربي على سطوح العمارات وتأجيرها أصبح ظاهرة في بنايات الجهراء، فأين البلدية والجهات المختصة عن هذه المخالفات التي تؤثر على الكهرباء والماء وكل الخدمات؟
- «الشهادات التجارية» فضيحة، والفضيحة الكبرى هي معادلتها من قبل وزارة التربية بكل سلاسة، أما محاولات البعض لدفع المؤسسة العسكرية لقبول حامليها فهي فضيحة الفضائح، والله عيب!
- يتردد أن تقرير لجنة معالجة أوضاع المسرحين شبه جاهز، وأنه بانتظار عودة الوزير لاعتماده، إن شاء الله يرجع بالسلامة!
- لا أحد يفهم كيف تدفع العلاوات الحكومية لموظفين وهميين في شركات القطاع الخاص، ولا المال العام نهيبة؟
- لمن يعنيه الأمر نصيحة تقول: «لا تكثر الدوس يا خلي تراهم يملونك لا أنت ولدهم ولا طفل يربونك!».
خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
Al_malaas@hotmail.com