إن اتخاذ موقف ما بعكس توجهات الشارع ليس بالأمر الهين، وأيضاً الإدلاء بكلام لا يرضي ولا يتماشى مع القاعدة الجماهيرية فيه مخاطرة كبيرة وتكلفة باهظة وخسارة قد تكون محققة ومؤكدة، ونادراً ما نرى شخصيات معروفة تنتهج هذا النهج، وتقتنع بهذا الاسلوب فتتبناه وتفصح به علانية على مرأى ومسمع الأقرباء والمؤيدين قبل الفرقاء والآخرين الذين لا فضل لهم ولا منَة من ورائهم.
هذا ما قام به النائب الشجاع شعيب المويزري رغم الضغوط التي مورست عليه، فقد آثر المصلحة العامة على مصلحته الشخصية. المويزري يعلم أنه قد يتضرر ويخسر كرسي النيابة الوثير، ولكنه داس على منافعه ورفض حطام الدنيا وزخرفها مقابل ألا يتخذ موقفا باطلاً وظالماً على حساب الحق كما يرى. المويزري يقدَر قبيلته ويحب ابن عمه الوزير السابق بدر الدويلة الذي لم يستوزر لاحقاً، بيد أن حبه للكويت يفوق حبه لقبيلته وابن عمه، وهذا هو قمة الإخلاص والتفاني في سبيل الوطن ورفعته.
الكل كان يعرف ويتوقع ردود أفعال الأعضاء المحترمين من أمثال الميع، والسيد القلاف، والوعلان، ود. رولا، ود. بو رمية، إلا أن موقف وكلام المويزري لم يكن متوقعاً البتة ولم يخطر على بال أحد، فكان مفاجأة المجلس وأصبح نجم الجلسة، وكشف عن معدنه الطيب ومخبره الأصيل.
المويزري نطق بكلمات سهلة جداً في دفاعه عن وزير الداخلية، إلا أن مضامين تلك الكلمات كبيرة وعميقة، فقد ربط وقرن أمانته ومصداقيته مع قسمه الدستوري، وسطر مروءة لا مثيل لها وإيثاراً واضح للعيان قلَما نلحظهما في هذا الزمان والمكان، وكذلك ترجم معاني الوحدة الوطنية وطبق مفاهيمها، ولم يلتفت إلى القيل والقال، ولم يرضخ للإرهاب الفكري والفئوي والانتخابي، فلم تأخذه في الله لومة لائم.
وفي هذا السياق، لا يجب التقليل من شأن الآخرين الذين هم على شاكلة المويزري، فلو خليت خربت، وهؤلاء موجودون بالتأكيد، فقط ينتظرون الفرص السانحة لاقتناصها من أجل إثبات وجودهم وإعلان مواقفهم الجريئة صراحة أمام الملأ في المستقبل، فكثر الله من أمثالك يا المويزري.
شاكر عبدالكريم الصالح
كاتب كويتي
sh-al-saleh@windowslive.com
هذا ما قام به النائب الشجاع شعيب المويزري رغم الضغوط التي مورست عليه، فقد آثر المصلحة العامة على مصلحته الشخصية. المويزري يعلم أنه قد يتضرر ويخسر كرسي النيابة الوثير، ولكنه داس على منافعه ورفض حطام الدنيا وزخرفها مقابل ألا يتخذ موقفا باطلاً وظالماً على حساب الحق كما يرى. المويزري يقدَر قبيلته ويحب ابن عمه الوزير السابق بدر الدويلة الذي لم يستوزر لاحقاً، بيد أن حبه للكويت يفوق حبه لقبيلته وابن عمه، وهذا هو قمة الإخلاص والتفاني في سبيل الوطن ورفعته.
الكل كان يعرف ويتوقع ردود أفعال الأعضاء المحترمين من أمثال الميع، والسيد القلاف، والوعلان، ود. رولا، ود. بو رمية، إلا أن موقف وكلام المويزري لم يكن متوقعاً البتة ولم يخطر على بال أحد، فكان مفاجأة المجلس وأصبح نجم الجلسة، وكشف عن معدنه الطيب ومخبره الأصيل.
المويزري نطق بكلمات سهلة جداً في دفاعه عن وزير الداخلية، إلا أن مضامين تلك الكلمات كبيرة وعميقة، فقد ربط وقرن أمانته ومصداقيته مع قسمه الدستوري، وسطر مروءة لا مثيل لها وإيثاراً واضح للعيان قلَما نلحظهما في هذا الزمان والمكان، وكذلك ترجم معاني الوحدة الوطنية وطبق مفاهيمها، ولم يلتفت إلى القيل والقال، ولم يرضخ للإرهاب الفكري والفئوي والانتخابي، فلم تأخذه في الله لومة لائم.
وفي هذا السياق، لا يجب التقليل من شأن الآخرين الذين هم على شاكلة المويزري، فلو خليت خربت، وهؤلاء موجودون بالتأكيد، فقط ينتظرون الفرص السانحة لاقتناصها من أجل إثبات وجودهم وإعلان مواقفهم الجريئة صراحة أمام الملأ في المستقبل، فكثر الله من أمثالك يا المويزري.
شاكر عبدالكريم الصالح
كاتب كويتي
sh-al-saleh@windowslive.com