|القاهرة - من وليد طوغان|
في مفاجأة مدوية يتوقع أن تشعل الجدل مجددا داخل وحول الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، خصوصا في ما يتعلق بخلافة البابا شنودة الثالث، كشفت مصادر كنسية لـ «الراي» أن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة يدرس حاليا اختيار نائب له قبل أو بعد سفره إلى الولايات المتحدة في رحلة علاجية ربما تطول تبدأ الأسبوع المقبل بعد احتفالات عيد القيامة.
وأرجعت المصادر سفر البابا شنودة إلى تأزم حالته الصحية، بعد توقفه عن العلاج الكيماوي منذ فترة، «ما أدى إلى تداعيات صحية خطرة». وقالت: «البابا سيصطحب معه الأنبا أراميا والأنبا يوأنس، وسيوكل أمور الكنيسة بصورة شبه كاملة إلى أسقف الشباب الأنبا موسى». واعتبرت أن «قرار البابا شنودة وكالة أمور الكنيسة إلى الأنبا موسى يحسم الجدل حول ما أشيع عن ترتيبات تجرى لخلافته».
وألمحت إلى إقامة سكرتير المجمع المقدس وأسقف دمياط الأنبا بيشوي في المقر البابوي منذ مرض البابا. وقالت: «كل الاشاعات أثيرت حول من يوكل البابا له إدارة أعمال الكنيسة في غيابه ، وقداسته وكّل الأنبا موسى، وهو ما يخلف ظن آخرين».
في سياق متصل، كشفت مصادر في المجلس الملي الأرثوذكسي عن دراسة البابا شنودة الثالث (86 عاما) اختيار نائب له في سابقة تحدث للمرة الاولى في تاريخ الكنيسة القبطية المصرية يحدده خلال أو بعد رحلته العلاجية، منوهة إلى أن «تعيين النائب يرجع إلى الرغبة في تخفيف عبء العمل عن قداسته بعد المرض الأخير».
وترفض الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حتى الآن الاعتراف باكتشاف إصابة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث بسرطان الغدة الدرقية، كما أوردت تقارير صحافية خلال رحلة العلاج الأخيرة للولايات المتحدة قبل شهور، وأنه رفض البقاء هناك لاستكمال العلاج وفضَّل أن يتلقى جرعات «كيماوي» في مصر. لكن بعد عودته «رفض الاستمرار فيه حتى لا يتساقط شعره، أو ربما حتى لاينكشف الأمر بين شعب الكنيسة». وفتح الحديث عن مرض البابا بـ «اشاعات» ملف خلافة العرش البابوي، التي تأرجحت بين مجموعة أبرزهم الأنبا موسى والأنبا بيشوي صقر المجمع المقدس وسكرتيره. ورغم إقامة الأنبا بيشوي في الكاتدرائية المرقسية منذ مرض البابا الأخير، إلا أن الأنبا موسى، فيما يبدو، هو الأقرب لمنصب النائب خصوصا أنه وجه مقبول ومحبب لدى عدد كبير من الأساقفة، خصوصا الشباب. كما أنه يعد الشخصية الكنسية المناسبة في هذه المرحلة الحساسة من مراحل «المواجهات المعلقة» بين الكنيسة المصرية والدولة، التي تحتاج كما يرى المراقبون الى «حكمة» موسى لا إلى «تصعيد» بيشوي.
على صعيد آخر(د ب ا)، أفاد مصدر أمني ان مسيحيين اثنين لقيا حتفيهما وأصيب ثالث في هجوم نفذه أربعة مسلمين مساء اول من أمس، عقب انتهاء قداس عيد القيامة للمسيحيين في احدى كنائس محافظة المنيا.
وأوضح ان أجهزة الأمن تعرفت على منفذي الهجوم الأربعة، والبحث جار عنهم.
ووصف المصدر الحادث بأنه «ثأري وليس له دوافع سياسية أو طائفية».