فخر لنا نراكم تساهمون في بناء الوطن ورفع شأنه، وجميل أن نرى أحدكم يقف في نصرة قضايانا العالقة، وما هو أجمل عزيزي الانسان السليم من ألا تستغل قضايانا ومشاعرنا بحجة اعاقتنا!
جميل أن نراك تتحدث، وأجمل أن نراك تمشي على قدميك مع وبين أسرتك حيث الأمان والحنان الذي فقدناه نحن، لكن كم هو قبيح أن تتاجر بنا!
صحيح أن أهل الخير كثيرون، وهناك صادقون يساعدوننا، لكن هناك أنت أيضاً من تستغلني، صحيح لا يوجد من يمثلني في مجلس أمتنا، وأنا لا أطالب بحق التمثيل، لكن كل أملنا أن يكون هناك من يتبنى قضيتنا بصدق واخلاص تام لوجه الله، لا نريد نظرة الشفقة لأنها لا تساعد في علاجنا بل هي مؤلمة، وعلى فكرة كم هو عظيم عندما لا نرى منكم ابتسامة العطف لأننا لا نقل عنكم في شيء، قد تكون مشيئة الله سبحانه أن يأخذ منا شيئاً لكنه عوضنا بأمور لا تستطيع أنت اغتنامها، عوضنا بالعزيمة، والارادة، والاصرار على الحياة رغم كل الألم. نحن لا نقل عنكم في حب هذا الوطن، ونحاول المساهمة في رفع شأنه أيضاً مثلكم تماماً لكن بطريقتنا وامكاناتنا.
نحن نعاني في اليوم آلاف المرات ليس بسبب الاعاقة بل بسببك أنت يا من تتاجر بنا ويا من لا تحترمنا، ماذا قدمتم لنا أيها النواب... اسألوا أنفسكم ماذا فعلتم لنا وبنا، أعلم أنني أحد قضاياك الأساسية في فترة الانتخابات، وأعرف أنني آخر همك عندما تكون من العشرة الأوائل، وأعرف أيضاً أنه اذا كان لي حق التصويت ستتغير سياستك وحسبتك تجاهي!
أيها الوزراء... هل تعرفوننا، هل لاحتياجاتنا وقضايانا حيز ومكان ولو صغير في غرفة اجتماعاتكم بين صفحات مصالحكم؟
أيها الشعب... نرجوكم لا توجهوا نظرات الاستغراب الينا، فنحن بشر لا نختلف عنكم في شيء، نحب تراب هذا الوطن مثلكم بل نعشقه، ونحاول المساهمة من أجل ارتقائه بطرقنا الخاصة، نحن لا نطلب الشفقة من أحد لكن نرجوكم أيضاً بتطبيق القوانين خصوصاً المتعلقة بنا فاسمحوا لنا... لا تركنوا سياراتكم في مواقفنا الخاصة! هذا أبسط ما تستطيعون فعله لأخوتكم... نحن.
ان لم تتمكنوا من اجابة الأسئلة المطروحة أعلاه، ولم تستطعوا عمل شيء مما ذكرناه، فأبسط شيء تستطيعون فعله هو عدم مناداتنا بالمعاقين، واستبدلوها بذوي الاحتياجات الخاصة لأننا نرى بعضكم أو غالبيتكم معاقين!... نعم غالبيتكم، فالله سبحانه رزقكم نعمة العقل، ونعماً كثيرة يحسدكم عليها فاقدها، لكن نراكم تستخدمون كل هذه النعم من أجل مصالحكم فقط، مشغولين بكل شيء عدا مصلحة الوطن، فمن المعاق الآن؟


عمر الطبطبائي
مهندس كويتي
altabtabaee@gmail.com