لا أحد يعرف بماذا تفكر الحكومة، ولماذا هذا التحوّل العجيب والشهية المفتوحة لتطبيق القانون في هذا الوقت بالذات، فقد أثبتت أنها لا تعرف كيف تحتفظ بحلفائها، ونقصد أعضاء القبائل، خصوصاً الدائرة الخامسة، فالحكومة تحاول جاهدة أن ترصد فرعيات القبائل المخالفة للقانون، ولكن هل هي وحدها من يخالفه؟
هذا السؤال لا يعرف إجابته سوى الحكومة وحدها، التي يبدو أنها أضاعت بوصلتها أو ضبطتها على أبناء القبائل فقط، فهذا المصطلح الغريب، والذي بدأ ينتشر في الصحف والفضائيات، يجعلنا نتساءل: هل نحن نعيش في إقليم أو مقاطعة لكي يطلق هذا المسمى الذي يأتي بعد مسميات عدة ساهمت في تقسيم المجتمع الكويتي كالحضر والبدو والشيعة والسنة وغيرهم؟ هل هذه التسمية مقصودة ومخطط لها لتفكيك مجمتع وإدخال ثقافة جديدة علينا جميعاً؟ وهل يريد من يسعى إلى هذا التوجه أن يجعل البلد تعيش كالأقاليم، وغيرها؟
رغم صغر حجم البلد إلا أن الحكومة تحاول أن تطبق المثل القائل فرّق تسد، فالحصار الذي تفرضه على القبائل ليس مقبولاً أبداً، خصوصاً إذا كان انتقائياً، ونحن لا نتمنى أن يكون كذلك، فالقانون يحترم، وهو من يسيّر أمور حياتنا بعد الله سبحانه وتعالى، وأول من يطبقه أبناء القبائل، وإن كنا لا نحبذ تلك التسمية، فنحن نعيش في مجتمع مدني لابد أن يسود فيه القانون ويُطبق على الجميع، فالحكومة وضعتنا في حيرة شديدة لا نستطيع معها تحليل خطة عملها في هذه الانتخابات، هذا إذا كانت لديها خطة، فنحن لا نعرف ماذا تريد بالضبط، إذ كان من المفترض أن تسمح للقبائل بفرعياتها المجرمة، لأن نتائجها، حتماً، ستأتي سيئة وسيختار المتعصبون والجهلة من أبناء القبائل مرشحاً حكومياً أكثر من الحكومة، وربما تخرج ناطقاً شبه رسمي لها، كما فعلت في الانتخابات السابقة، فرغم تعهد المرشحين آنذاك بالتهديد والوعيد للحكومة ووزير داخليتها بتقديم الاستجوابات والمساءلة جاء نوابهم الى البرلمان ليتناسوا وعودهم التي قطعوها لمرشحيهم ودغدغوا بها مشاعرهم، ليصفوا مع الحكومة ويؤيدوها بقراراتها كلها. ذلك التأييد والتطبيل كله من نواب الفرعيات، ومع ذلك تحارب الحكومة فرعياتهم، ألم أقل لكم إن الحكومة وضعتنا في حيرة شديدة بتفكيرها غير المنطقي؟ نتمنى أن يكون لديها هدف من ذلك، والله من وراء القصد.
مسفر النعيس
كاتب كويتي
mesfir@gmail.com
هذا السؤال لا يعرف إجابته سوى الحكومة وحدها، التي يبدو أنها أضاعت بوصلتها أو ضبطتها على أبناء القبائل فقط، فهذا المصطلح الغريب، والذي بدأ ينتشر في الصحف والفضائيات، يجعلنا نتساءل: هل نحن نعيش في إقليم أو مقاطعة لكي يطلق هذا المسمى الذي يأتي بعد مسميات عدة ساهمت في تقسيم المجتمع الكويتي كالحضر والبدو والشيعة والسنة وغيرهم؟ هل هذه التسمية مقصودة ومخطط لها لتفكيك مجمتع وإدخال ثقافة جديدة علينا جميعاً؟ وهل يريد من يسعى إلى هذا التوجه أن يجعل البلد تعيش كالأقاليم، وغيرها؟
رغم صغر حجم البلد إلا أن الحكومة تحاول أن تطبق المثل القائل فرّق تسد، فالحصار الذي تفرضه على القبائل ليس مقبولاً أبداً، خصوصاً إذا كان انتقائياً، ونحن لا نتمنى أن يكون كذلك، فالقانون يحترم، وهو من يسيّر أمور حياتنا بعد الله سبحانه وتعالى، وأول من يطبقه أبناء القبائل، وإن كنا لا نحبذ تلك التسمية، فنحن نعيش في مجتمع مدني لابد أن يسود فيه القانون ويُطبق على الجميع، فالحكومة وضعتنا في حيرة شديدة لا نستطيع معها تحليل خطة عملها في هذه الانتخابات، هذا إذا كانت لديها خطة، فنحن لا نعرف ماذا تريد بالضبط، إذ كان من المفترض أن تسمح للقبائل بفرعياتها المجرمة، لأن نتائجها، حتماً، ستأتي سيئة وسيختار المتعصبون والجهلة من أبناء القبائل مرشحاً حكومياً أكثر من الحكومة، وربما تخرج ناطقاً شبه رسمي لها، كما فعلت في الانتخابات السابقة، فرغم تعهد المرشحين آنذاك بالتهديد والوعيد للحكومة ووزير داخليتها بتقديم الاستجوابات والمساءلة جاء نوابهم الى البرلمان ليتناسوا وعودهم التي قطعوها لمرشحيهم ودغدغوا بها مشاعرهم، ليصفوا مع الحكومة ويؤيدوها بقراراتها كلها. ذلك التأييد والتطبيل كله من نواب الفرعيات، ومع ذلك تحارب الحكومة فرعياتهم، ألم أقل لكم إن الحكومة وضعتنا في حيرة شديدة بتفكيرها غير المنطقي؟ نتمنى أن يكون لديها هدف من ذلك، والله من وراء القصد.
مسفر النعيس
كاتب كويتي
mesfir@gmail.com