| بيروت - من فاطمة قاسم |
«بوسطة عين الرمانة» أشعلت شرارة الحرب في 13 أبريل 1975، وأصبحت رمزاً لهذه للحرب. إلا أن بوسطة هذا العام ستبدل الصورة التي ترسخت في أذهان اللبنانيين عبر ثقافة سلام تنشرها في مختلف الأراضي اللبنانية، سعياً إلى نبذ العنف وتعزيز التضامن بين مختلف أطياف الشعب اللبناني.
على «هدير بوسطة» لا تشبه أي حافلة أخرى. انطلق عشرة ركاب يمثلون المجتمع المدني من خلفيات متنوعة في رحلة تجوب المناطق لشهر. هذه الرحلة ينظمها مشروع «تشبيك» الذي يضم 45 جمعية مدنية.
ويؤكد المسؤول في جمعية «زيكو هاوس» الثقافية الفنية مصطفى يموت لـ «الراي» أن «البوسطة ستكون صلة وصل بين جمعيات مختلفة عملت على مشاريع تنادي بالسلام وتنبذ العنف»، مشيراً الى أنها تضم ناشطين وصحافيين ومصورين.
ويلفت يموت الى أن «الفريق سينظم وشباب المناطق، التي ستزورها البوسطة، مسرحيات ومناقشات ومنتديات وانشطة تتمحور على المصالحة ونشر ثقافة السلام»، مؤكداً أن «الهدف هو جعل حب الوطن أولوية عند الشباب».
ويقول: «من حق كل شخص أن يتبنى وجهة نظر تتوافق مع مبادئه، لكن يجب عدم فرضها على الآخر»، موضحاً أن «خط سير الرحلة ينطلق من بيروت في اتجاه الجنوب، ثم جبل لبنان، وصولاً الى البقاع، فالشمال، على أن تعود في العاشر من مايو المقبل إلى بيروت بعد أن تكون أوصلت رسالتها لجهة تعزيز التضامن بين الشعب اللبناني عبر مسرحيات ومناقشات ومنتديات وأعمال فنية سيتم تنفيذها في القرى والبلدات اللبنانية، حتى تكون ذكرى الحرب دافعاً للوحدة ونبذ العنف».
ويؤكد يموت أن «البوسطة لا ترمز الى الحرب، فهيكلها يحمل رسوماً عن الحياة اللبنانية اليومية، تشير إلى حسن الضيافة الذي تمتاز به القرى اللبنانية، وتتوجه الرحلة إلى مناطق متنوعة لأننا نعتبر لبنان كلّه مكاناً يمكننا زيارته، وهذه الزيارة الشاملة من دون أي عوائق تؤكد أن الحرب انتهت».
ويتابع: «علينا التخلص من العنف، الأسلوب الصحيح للدفاع عن لبنان هو أسلوب السلام، وانطلاقاً من هنا علينا أن نفهم أنه لا يمكن لأحد أن يصنف لبنانياً آخر كعدو، فكلنا مواطنون يجمعنا لبنان».
وعن ركاب البوسطة يقول يموت: «إنهم شباب من المجتمع المدني سيناقشون أهالي القرى عن الحرب، وسيسرد الكبار في السن قصصهم وتجاربهم وسيشرحون الأسباب التي دفعتهم إلى خوض هذه الحرب، وفي النهاية سيؤدي هذا النقاش الى تبادل التجارب والخبرات».
شباب لبنانيون
في ذكرى الحرب، استطلعت «الراي» آراء عدد من الشباب وتفاوتت الانطباعات عن هذا اليوم الأليم.
هدى مرتضى ترفض استذكار الحروب ودعت إلى طي صفحة الماضي، إلا أن زياد يعتبر أنه لا يمكن نسيان هذه الحرب التي استمرت أعواماً طويلة.
أما كرم فيرى أن «الحروب ستستمر مادام النظام الطائفي والمذهبي على حاله، فزعامات الحرب هي التي تقود البلد اليوم، ويبدو أن النتائج ستكون متشابهة».
بدورها، تؤكد وفاء أن «الأمور لن تصحح حتى يحاسب المجرمون كلهم ويحاكمون»، علماً أنها مازالت تعيش خوفاً من حرب مقبلة وتدمير للبلد.
أما راوية فلا تتذكر الحرب، وأكدت أنّها تفضل عدم استذكار الأحداث لأن «الذي مضى مضى».
في المقابل، يقول عماد: «إن الحرب لم تنته وتنتظر تمويلاً من الخارج»، مضيفاً «النفوس لم تتبدل ولا نزال نعيش الطائفية البعيدة من الدين والمليئة بالعصبيات والقبلية والتخلف».
ويدعو عماد إلى «إرساء مصالحة على اساس الاعتراف بالجرائم كلها، مع تغيير الطاقم السياسي الحالي كله».
وترى حنان المتشائمة أن «البلد ينتظر من يشعل الشرارة»، مستنكرة «التخوين الدائم وتحميل كل فئة للأخرى مسؤولية الحرب».
كذلك، تؤكد ميساء أن «الوضع لا يزال على حاله، فالناس لم يتخطوا الحرب ولا يزالون يعيشون خوفاً متبادلاً. أما هؤلاء الذين استفادوا من الحرب فموجودون على الدوام والناس يصفقون لهم».
وفيما تقول مريم إن «الحرب لا تزال مسيطرة لكننا لا نراها مباشرة»، يعتبر علاء أن الحرب انتهت عسكرياً فقط، متسائلاً: «كيف تنتهي الحرب بطاقم سياسي خاض الحرب الماضية؟ لا يكفي مجرد التذكير بأننا أخوة». ويضيف: «مادام البلد مقسماً مناطق للمسيحيين وأخرى للمسلمين فلن يعود لبنان وطن العيش الواحد وبلد الوحدة والاستقرار والأمن، فالطائفية تسمح للأعداء بدفع اللبنانيين إلى التآمر على إخوانهم... لبنان لن يصحح الوضع فيه قريباً، نحتاج الى عقود طوال لتحقيق هذا الأمر».
أما لينا فتعلق: «هناك من يقول إننا نسينا الحرب، لكن المؤسف أن الخوف يعود في أي لحظة».
«بوسطة عين الرمانة» أشعلت شرارة الحرب في 13 أبريل 1975، وأصبحت رمزاً لهذه للحرب. إلا أن بوسطة هذا العام ستبدل الصورة التي ترسخت في أذهان اللبنانيين عبر ثقافة سلام تنشرها في مختلف الأراضي اللبنانية، سعياً إلى نبذ العنف وتعزيز التضامن بين مختلف أطياف الشعب اللبناني.
على «هدير بوسطة» لا تشبه أي حافلة أخرى. انطلق عشرة ركاب يمثلون المجتمع المدني من خلفيات متنوعة في رحلة تجوب المناطق لشهر. هذه الرحلة ينظمها مشروع «تشبيك» الذي يضم 45 جمعية مدنية.
ويؤكد المسؤول في جمعية «زيكو هاوس» الثقافية الفنية مصطفى يموت لـ «الراي» أن «البوسطة ستكون صلة وصل بين جمعيات مختلفة عملت على مشاريع تنادي بالسلام وتنبذ العنف»، مشيراً الى أنها تضم ناشطين وصحافيين ومصورين.
ويلفت يموت الى أن «الفريق سينظم وشباب المناطق، التي ستزورها البوسطة، مسرحيات ومناقشات ومنتديات وانشطة تتمحور على المصالحة ونشر ثقافة السلام»، مؤكداً أن «الهدف هو جعل حب الوطن أولوية عند الشباب».
ويقول: «من حق كل شخص أن يتبنى وجهة نظر تتوافق مع مبادئه، لكن يجب عدم فرضها على الآخر»، موضحاً أن «خط سير الرحلة ينطلق من بيروت في اتجاه الجنوب، ثم جبل لبنان، وصولاً الى البقاع، فالشمال، على أن تعود في العاشر من مايو المقبل إلى بيروت بعد أن تكون أوصلت رسالتها لجهة تعزيز التضامن بين الشعب اللبناني عبر مسرحيات ومناقشات ومنتديات وأعمال فنية سيتم تنفيذها في القرى والبلدات اللبنانية، حتى تكون ذكرى الحرب دافعاً للوحدة ونبذ العنف».
ويؤكد يموت أن «البوسطة لا ترمز الى الحرب، فهيكلها يحمل رسوماً عن الحياة اللبنانية اليومية، تشير إلى حسن الضيافة الذي تمتاز به القرى اللبنانية، وتتوجه الرحلة إلى مناطق متنوعة لأننا نعتبر لبنان كلّه مكاناً يمكننا زيارته، وهذه الزيارة الشاملة من دون أي عوائق تؤكد أن الحرب انتهت».
ويتابع: «علينا التخلص من العنف، الأسلوب الصحيح للدفاع عن لبنان هو أسلوب السلام، وانطلاقاً من هنا علينا أن نفهم أنه لا يمكن لأحد أن يصنف لبنانياً آخر كعدو، فكلنا مواطنون يجمعنا لبنان».
وعن ركاب البوسطة يقول يموت: «إنهم شباب من المجتمع المدني سيناقشون أهالي القرى عن الحرب، وسيسرد الكبار في السن قصصهم وتجاربهم وسيشرحون الأسباب التي دفعتهم إلى خوض هذه الحرب، وفي النهاية سيؤدي هذا النقاش الى تبادل التجارب والخبرات».
شباب لبنانيون
في ذكرى الحرب، استطلعت «الراي» آراء عدد من الشباب وتفاوتت الانطباعات عن هذا اليوم الأليم.
هدى مرتضى ترفض استذكار الحروب ودعت إلى طي صفحة الماضي، إلا أن زياد يعتبر أنه لا يمكن نسيان هذه الحرب التي استمرت أعواماً طويلة.
أما كرم فيرى أن «الحروب ستستمر مادام النظام الطائفي والمذهبي على حاله، فزعامات الحرب هي التي تقود البلد اليوم، ويبدو أن النتائج ستكون متشابهة».
بدورها، تؤكد وفاء أن «الأمور لن تصحح حتى يحاسب المجرمون كلهم ويحاكمون»، علماً أنها مازالت تعيش خوفاً من حرب مقبلة وتدمير للبلد.
أما راوية فلا تتذكر الحرب، وأكدت أنّها تفضل عدم استذكار الأحداث لأن «الذي مضى مضى».
في المقابل، يقول عماد: «إن الحرب لم تنته وتنتظر تمويلاً من الخارج»، مضيفاً «النفوس لم تتبدل ولا نزال نعيش الطائفية البعيدة من الدين والمليئة بالعصبيات والقبلية والتخلف».
ويدعو عماد إلى «إرساء مصالحة على اساس الاعتراف بالجرائم كلها، مع تغيير الطاقم السياسي الحالي كله».
وترى حنان المتشائمة أن «البلد ينتظر من يشعل الشرارة»، مستنكرة «التخوين الدائم وتحميل كل فئة للأخرى مسؤولية الحرب».
كذلك، تؤكد ميساء أن «الوضع لا يزال على حاله، فالناس لم يتخطوا الحرب ولا يزالون يعيشون خوفاً متبادلاً. أما هؤلاء الذين استفادوا من الحرب فموجودون على الدوام والناس يصفقون لهم».
وفيما تقول مريم إن «الحرب لا تزال مسيطرة لكننا لا نراها مباشرة»، يعتبر علاء أن الحرب انتهت عسكرياً فقط، متسائلاً: «كيف تنتهي الحرب بطاقم سياسي خاض الحرب الماضية؟ لا يكفي مجرد التذكير بأننا أخوة». ويضيف: «مادام البلد مقسماً مناطق للمسيحيين وأخرى للمسلمين فلن يعود لبنان وطن العيش الواحد وبلد الوحدة والاستقرار والأمن، فالطائفية تسمح للأعداء بدفع اللبنانيين إلى التآمر على إخوانهم... لبنان لن يصحح الوضع فيه قريباً، نحتاج الى عقود طوال لتحقيق هذا الأمر».
أما لينا فتعلق: «هناك من يقول إننا نسينا الحرب، لكن المؤسف أن الخوف يعود في أي لحظة».