|كتب محمد الجاموس|
اشاد نائب امين الصندوق الفخري لغرفة تجارة وصناعة الكويت عبد الوهاب الوزان بالعلاقات التي تربط الكويت وتونس وقال ان العلاقات التجارية قديمة ووطيدة لكن التبادل التجاري بين البلدين لم يصل الى المستوى المطلوب، مشيرا الى عدم انتظام في هذا التبادل، منوها بوجود عوائق وعقبات تحتاج الى تذليل، من جانبه قدر السفير التونسي لدى دولة الكويت هشام بيوض حجم الاستثمارات الكويتية في بلاده بنحو 8 مليارات دولار، وهي احدى المراتب الثلاث الاولى.
جاء ذلك خلال لقاء جرى امس في الغرفة جمع اعضاء في الغرفة مع وفد تجاري يتكون من 20 رجلا وسيدة اعمال تونسيين برئاسة مدير عام الديوان الوطني التونسي محمد بن سعيد، وهو اللقاء الثالث من نوعه بحضور ممثلين عن قطاع الاعمال في الكويت.
واضاف الوزان في كلمة ترحيبية استهل بها اللقاء ان هناك قصورا في عملية التعريف بالمنتج التونسي وهذا امر تجب معالجته، كما ان هناك شحا في اقامة المعارض التجارية التونسية للتعريف بالمنتجات التونسية، مشيرا الى اهمية تسليط الضوء على امكانات تونس السياحية، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود لتعريف رجال الاعمال والمواطنين الكويتيين على جدوى السياحة في تونس خصوصا ان الكويت تشجع التبادل السياحي بين الدول العربية.
واشار الوزان الى ان الهيئة العامة للاستثمار في دولة الكويت وشركات كويتية لديها استثمارات في تونس لكنها ليست بالمستوى المطلوب، معربا عن امله ان تنتظم العلاقات وتتوطد اكثر، داعيا الوفد التونسي الى الاهتمام اكثر في هذا الجانب، مشيرا الى علمه بأن تونس تهتم اكثر بأوروبا بحكم التبادل التجاري والعلاقة القديمة التي تربط الجانبين.
وتحدث عبد الوهاب الوزان عن معاناة امام المستثمر الكويتي في تونس تتعلق بالجمارك، التي قال انها لاتعترف بشهادة المنشأ الصادرة عن الكويت ما يستوجب دفع رسوم جمركية، داعيا الى معالجة هذا الامر.
من جهته استعرض السفير التونسي هشام بيوض خلال اللقاء النتائج الايجابية والمهمة التي ما فتئ يحققها الاقتصاد التونسي خلال السنوات الأخيرة من خلال استعراض عدد من المؤشرات والاحصاءات وشهادات وكالات التقييم الدولية للاقتصاد التونسي بالاضافة الى المزايا التفاضلية والتنافسية التي تمثلها الوجهة الاستثمارية في تونس.
واضاف ان الاقتصاد التونسي يتميز بالتطور والنمو المطرد من سنة الى أخرى حيث بلغ معدل نسبة النمو 5 في المئة خلال العشرية الأخيرة أي ما يقارب خمسة أضعاف نسبة النمو الديموغرافي، كما يتميز بالتنوع والثراء وقد استطاع الاقتصاد التونسي أن يعزز قدرته التنافسية وفي هذا الاطار صنّف تقرير منتدى « دافوس» العالمي تونس في المرتبة 36 عالميا من جملة 134 بلدا في مجال القدرة التنافسية سنة 2008.
واشار الى ان البنك العالمي صنف تونس سنة 2008 في المرتبة 73 من بين 181 بلدا في تقريره حول محيط الأعمال وتوافر المحيط المناسب لممارسة هذه الأعمال.
وقد ساعد هذا الانجاز على الحد من تشعب الاجراءات والتراتيب الادارية حيث احتلت تونس في تقرير منتدى دافوس العالمي لسنة 2008 المرتبة 16 من أصل 134 بلدا في تسهيل الاجراءات الادارية متقدمة على عدد من الدول المتقدمة من ضمنها فرنسا واسبانيا والدنمارك وكندا، كما ساعد هذا الانجاز في توفق تونس الى احتلال مرتبة متميزة في مجال « حياد الادارة في مستوى اتخاذ القرارات» حيث تحصلت تونس في تقرير منتدى دافوس سنة 2008 على المرتبة 14 عالميا من أصل 134 بلدا متقدمة على عدد من الدول من ضمنها اليابان وبلجيكا وايطاليا وكذلك توفيقها الى حسن التصرف في المالية العمومية و تطور البنية الأساسية وتسهيلات التجارة الدولية الى جانب وجود شبكة اتصالات متطورة حيث تمكنت تونس من احتلال المرتبة 35 عالميا في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات سنة 2008 والمرتبة الأولى افريقيا في هذا المجال.
وأحرزت تونس على جائزة منظمة الأمم المتحدة للامتياز في التجديد في مجال الادارة العمومية سنة 2008 وتعد هذه الجائزة أعلى مكافأة عالمية في هذا الميدان.
وتتمع تونس بميزة قربها الجغرافي من السوق الأوروبية والدخول اليها ميسر بفضل اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها مع الاتحاد الأوروبي سنة 1995 والتي أنشئت بمقتضاها أول منطقة للتبادل الحر للمنتوجات الصناعية سنة 2008 بين تونس وهذه السوق.
ويسمح هذا الاتفاق بدخول المنتجات الصناعية التونسية بإعفاء كامل عن الرسوم الجمركية وبشروط تفاضلية بالنسبة للمنتجات الفلاحية.
واشار بيوض الى ان تونس تتمتع كذلك بتخفيضات جمركية وبمزايا تفاضلية للدخول إلى العديد من الأسواق الافريقية وأسواق الولايات المتحدة وكندا واليابان واستراليا، كما انها تمثل وجهة استثمارية جذابة حيث حصلت سنة 1994 على «رتبة الاستثمار» الممنوحة من قبل المؤسسات المصرفية ووكالات التقييم العالمية.
وتتركز في تونس حاليا أكثر من 3000 مؤسسة أجنبية من عديد من الدول الأوروبية والخليجية و العربية وتعمل هذه الشركات في مجالات مختلفة ومتنوعة، وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية سنة 2008 قرابة 3.3 مليار دينار تونسي أي أكثر من 2.5 مليار دولار بزيادة 54 في المئة مقارنة مع سنة 2007 .
من جانبه وصف محمد بو سعيد العلاقة بين الكويت وتونس بأنها عريقة، ونريد لها ان تتدعم وتنمو اكثر، مشيرا الى التجربة الناجحة للاستثمارات الكويتية في تونس وقال انها من الامثلة الناجحة، لكن التبادل التجاري لا يزال دون المستوى المؤمل، مشيرا الى تحسن طفيف في هذا الجانب وقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بحدود 70 مليون دينار.
واضاف ان المطلوب تكثيف عمليات الترويج واستغلال الفرص المتاحة، واعتبر وجود قاعدة مبادلات شيئا ايجابيا ، لكن لايزال الامر يحتاج الى تنويع قائمة المنتجات التي يتم تبادلها، مشيرة الى رغبة بلاده في تبادل الخبرات لان هناك ارضية مناسبة ومناخا طيبا.
واستعرض بو سعيد جانبا من الحوافز المشجعة على التعاون بين البلدين ابرزها وجود العديد من الاتفاقيات ووجود مناخ ملائم للاستثمار وادارة متطورة، ووجود هياكل تنظيمية متخصصة بتشجيع الصادرات ودعم الصناعات.
اما مدير عام الغرفة احمد الهارون فقد اكد اهتماما بكل ما عرضه اعضاء الوفد التونسي، منوها أن الغرفة يمكن ان تتبنى جميع المعروضات في المعرض المصاحب لزيادرة الوفد الى الكويت، ووضع معلومات عنها في موقع الغرفة وتوفير المجال لمن يرغب في معرفة المزيدعن تلك المنتجات.
وتعليقا على دعوة سفير تونس لدى الكويت لتأسيس مجلس اعمال بين البلدين قال الهارون ان التعاون يخلق جوا مؤسسيا واللقاءات بين اعضاء الغرف التجارية هو عمل مزدوج، ومسألة تشكيل مجالس اعمال هو ما تقوم به الغرفة من خلال التعاون مع الغرفة التونسية، والمطلوب هو تفعيل الاتفاقات الموجودة.
اما الوزان فعلق على هذا الامر بالقول ان تشكيل مجالس اعمال سيبعدنا عن عملنا في الغرفة وستكون هناك فروع تبتعد عن المركز.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش اللقاء قال السفير بيوض ان المعرض الذي سيفتتح مساء اليوم (امس) في قصر حولي للمعارض والمؤتمرات سيعرض منتجات تونسية متنوعة، مشيرا الى ان 70 في المئة من المنتجات التونسية تصدر الى الاوروبية، وقال هناك اهتمام خاص بالاسواق العربية تنفيذا لتوصيات القمة الاقتصادية التي دعا اليها سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد ورغبة من الرئيس زين العابدين بن علي بتعزيز التعاون مع دولة الكويت.
وافاد السفير بيوض ردا على سؤال ان الاستثمارات الكويتية في تونس تعود الى العام 1964 ووصل حجمها حتى الان الى نحو 8 مليارات دولار وهي واحدة من احدى المراتب الثلاث الاولى بين الامارات والسعودية، مؤكدا ان بلاده ستحاول ازالة العوائق التي تحول دون تطور التبادل التجاري بين البلدين.
واشار الى ان هذا اللقاء وهو الثالث من نوعه يأتي ضمن توجه لارساء تعاون افضل بين تونس ودول الخليج العربي، بالاضافة الى تبادل الزيارات، التي قال انها تسهم في تعزيز التعاون.
اما محمد بو سعيد فقد اعتبر ان الترويج لمنتجات معينة التقليدية مثلا والتي تشتهر بها تونس يحتاج الى جهد سنة او اكثر، مضيفا ان استمرار مثل هذه اللقاءات دليل نجاح المسعى، مشيرا الى ان عدد المشاركين في المعرض هذه المرة تضاعف مقارنة مع المعرض الذي اقيم العام الماضي، وهناك تنوع اكثر في المعروضات.