قم للمعلم وفيه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
بيت شعر خالد لأمير الشعراء أحمد شوقي جاء في محله تماماً، وكان شوقي دائماً يتحفنا بالحكم في أشعاره التي باتت خالدة حتى يومنا هذا، لأن شوقي كان يجمع في أبيات قصائده، دائماً، تجارب وخبرات الحياة، وكان حكيماً بقدر ما كان شاعراً. نعم على طالب العلم والمعرفة أن يقوم للمعلم ويحترمه ويقدره، لأن ما يقدمه هو العلم ومنهج الحياة والفكر والمعرفة، فتأثير المعلم على تلاميذه تأثير عظيم، خصوصاً في حياتنا فإما أن يجعلنا ناجحين وإما فاشلين. لذلك كان التعليم أهم شيء في حياة الناس.
ورغم أننا جميعاً نحفظ بيت الشعر السابق لشوقي ونتحدث عن أهمية التعليم إلا أننا لا نعمل بما نفهم ونعرف، فالتعليم هو الذي يرتقي بالإنسان، وهو الذي يجعله يعيش إما حياة سعيدة هانئة وإما حياة فاشلة مليئة بالمشاكل والصعاب. إن تأثير المعلم لا حدود له، ويظل هذا التاثير يلازمنا طوال حياتنا، وكان هذا محور حوار بيني وبين كملياء، والتي قالت لي إن معلمتها (أبلة سهام) أثرت في حياتها بشكل غير طبيعي، فقد كانت أبلة سهام دائماً تشجع كملياء على حفظ الأحاديث الشريفة والأدعية، وكانت تتفاعل مع الطلبة، حتى أصبح كل ما تقدمه أبلة سهام شيئاً مهماً في حياتهم، وكبرت كملياء وتزوجت وأنجبت ولدين أصبحا كباراً، ومازالت أبلة سهام تؤثر في كملياء، بل وامتد تأثير أبلة سهام إلى أولاد كملياء أيضاً.
أذكر في العام 1982 كانت هناك اختبارات لياقة في مدرسة أمامة بنت بشر الثانوية في الرميثية، وتم اكتشاف طالبة لديها لياقة بدنية عالية جداً جداً، وعندما سألتها المعلمات لماذا لم تشاركي في فرق العاب القوى؟ قالت إنها لا تعرف كيف تنضم ولا تعرف أن لديها من اللياقة ما يجعل المدرسة بحاجة إليها! وهذا كان أمراً طبيعياً لعدم اهتمام المعلمين بالطلبة ومواهبهم. مثال آخر شاهدته لطالب محب للرسم كان يرسم على كل شيء يصادفه حتى أوراق الامتحان، كان بارعاً، ولكن لم يجد العناية داخل الكويت، فأرسله أهله إلى الخارج وحصل على مراكز متقدمة وفاز في المسابقات. ولكن مع الأسف في الخارج، وها هي طالبة محبة للموسيقى كانت دائماً تقف بجوار غرفة الموسيقى تتلصص ماذا يحدث في الداخل وتتمنى المشاركة، لكنهم استبعدوها، لأن المعلمة كانت تبحث عن طالبة جاهزة، ولا تريد أن تتعب نفسها وتعلم الطالبة المحبة لهذه الهواية. وأيضاً هذا هو الحال في أنديتنا الرياضية، فالمدربون يبحثون عن اللاعب الجاهز ولا يريدون أن يرهقوا أنفسهم بتعليم المبتدئين، فهل هذا هو الحل للنهوض ببلدنا، ومن المسؤول عن ذلك؟
التعليم، ثم التعليم، ثم التعليم يا أصحاب الحناجر من النواب، ويا أصحاب الفكر، ويا أصحاب العقل والمنطق. بالتعليم لن يحل المجلس، ولن تستقيل الحكومة، وستكون لدينا لغة مشتركة ونفهم بعضنا البعض من دون صراخ، وبحوار هادف وليس كما يحدث في حوار الطرشان الحاصل حالياً. المعلم لابد أن نعتني به وندعمه، لكي يستمر في عمله بحب، وهو مرتاح البال، فتأثير المعلم في حياتنا ليس له حدود، وجميعنا نتذكر معلمينا، ونحن صغاراً وكيف تأثرنا بهم، فهل نجد من يحاول أن يطبق هذا، وهل نجد من المعلمين أنفسهم الاهتمام ويخشون الله في تعليم الأبناء وتنمية فكرهم ومواهبهم لتتغير نظرتنا لأولئك المعلمين الذين لم يعد لديهم هم سوى قضاء الوقت، حتى تأتي العطلة ليرتاحوا من المسؤولية الملقاة على عاتقهم؟ ما قاله شوقي عن المعلم في السابق كان طبيعياً، لأن المعلم وقتها كان له تأثير إيجابي لأبعد حد على الطالب. أما الآن فهل بيت أحمد شوقي ينطبق على المعلم في عصرنا الحالي ويستحق أن نقف له ونوفيه التبجيلا، وهل حقاً كاد أن يكون رسولا؟
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
كاد المعلم أن يكون رسولا
بيت شعر خالد لأمير الشعراء أحمد شوقي جاء في محله تماماً، وكان شوقي دائماً يتحفنا بالحكم في أشعاره التي باتت خالدة حتى يومنا هذا، لأن شوقي كان يجمع في أبيات قصائده، دائماً، تجارب وخبرات الحياة، وكان حكيماً بقدر ما كان شاعراً. نعم على طالب العلم والمعرفة أن يقوم للمعلم ويحترمه ويقدره، لأن ما يقدمه هو العلم ومنهج الحياة والفكر والمعرفة، فتأثير المعلم على تلاميذه تأثير عظيم، خصوصاً في حياتنا فإما أن يجعلنا ناجحين وإما فاشلين. لذلك كان التعليم أهم شيء في حياة الناس.
ورغم أننا جميعاً نحفظ بيت الشعر السابق لشوقي ونتحدث عن أهمية التعليم إلا أننا لا نعمل بما نفهم ونعرف، فالتعليم هو الذي يرتقي بالإنسان، وهو الذي يجعله يعيش إما حياة سعيدة هانئة وإما حياة فاشلة مليئة بالمشاكل والصعاب. إن تأثير المعلم لا حدود له، ويظل هذا التاثير يلازمنا طوال حياتنا، وكان هذا محور حوار بيني وبين كملياء، والتي قالت لي إن معلمتها (أبلة سهام) أثرت في حياتها بشكل غير طبيعي، فقد كانت أبلة سهام دائماً تشجع كملياء على حفظ الأحاديث الشريفة والأدعية، وكانت تتفاعل مع الطلبة، حتى أصبح كل ما تقدمه أبلة سهام شيئاً مهماً في حياتهم، وكبرت كملياء وتزوجت وأنجبت ولدين أصبحا كباراً، ومازالت أبلة سهام تؤثر في كملياء، بل وامتد تأثير أبلة سهام إلى أولاد كملياء أيضاً.
أذكر في العام 1982 كانت هناك اختبارات لياقة في مدرسة أمامة بنت بشر الثانوية في الرميثية، وتم اكتشاف طالبة لديها لياقة بدنية عالية جداً جداً، وعندما سألتها المعلمات لماذا لم تشاركي في فرق العاب القوى؟ قالت إنها لا تعرف كيف تنضم ولا تعرف أن لديها من اللياقة ما يجعل المدرسة بحاجة إليها! وهذا كان أمراً طبيعياً لعدم اهتمام المعلمين بالطلبة ومواهبهم. مثال آخر شاهدته لطالب محب للرسم كان يرسم على كل شيء يصادفه حتى أوراق الامتحان، كان بارعاً، ولكن لم يجد العناية داخل الكويت، فأرسله أهله إلى الخارج وحصل على مراكز متقدمة وفاز في المسابقات. ولكن مع الأسف في الخارج، وها هي طالبة محبة للموسيقى كانت دائماً تقف بجوار غرفة الموسيقى تتلصص ماذا يحدث في الداخل وتتمنى المشاركة، لكنهم استبعدوها، لأن المعلمة كانت تبحث عن طالبة جاهزة، ولا تريد أن تتعب نفسها وتعلم الطالبة المحبة لهذه الهواية. وأيضاً هذا هو الحال في أنديتنا الرياضية، فالمدربون يبحثون عن اللاعب الجاهز ولا يريدون أن يرهقوا أنفسهم بتعليم المبتدئين، فهل هذا هو الحل للنهوض ببلدنا، ومن المسؤول عن ذلك؟
التعليم، ثم التعليم، ثم التعليم يا أصحاب الحناجر من النواب، ويا أصحاب الفكر، ويا أصحاب العقل والمنطق. بالتعليم لن يحل المجلس، ولن تستقيل الحكومة، وستكون لدينا لغة مشتركة ونفهم بعضنا البعض من دون صراخ، وبحوار هادف وليس كما يحدث في حوار الطرشان الحاصل حالياً. المعلم لابد أن نعتني به وندعمه، لكي يستمر في عمله بحب، وهو مرتاح البال، فتأثير المعلم في حياتنا ليس له حدود، وجميعنا نتذكر معلمينا، ونحن صغاراً وكيف تأثرنا بهم، فهل نجد من يحاول أن يطبق هذا، وهل نجد من المعلمين أنفسهم الاهتمام ويخشون الله في تعليم الأبناء وتنمية فكرهم ومواهبهم لتتغير نظرتنا لأولئك المعلمين الذين لم يعد لديهم هم سوى قضاء الوقت، حتى تأتي العطلة ليرتاحوا من المسؤولية الملقاة على عاتقهم؟ ما قاله شوقي عن المعلم في السابق كان طبيعياً، لأن المعلم وقتها كان له تأثير إيجابي لأبعد حد على الطالب. أما الآن فهل بيت أحمد شوقي ينطبق على المعلم في عصرنا الحالي ويستحق أن نقف له ونوفيه التبجيلا، وهل حقاً كاد أن يكون رسولا؟
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية