إن الديموقراطية هي مجرد مجموعة من الإجراءات والوسائل المتخذة لإدارة أمور الناس والمجتمع وغيرها، ولها عيوب، وعيوبها وسلبياتها هي عيوب الإنسان نفسه، وبتطوير الإنسان ورعايته، وتطوير مفاهيمه ورؤاه وذلك عبر تطوير الأنظمة التعليمية والتربوية، والجو الديموقراطي الذي تعيشه الكويت في هذه الأيام بمثابة عرس ديموقراطي بمعنى الكلمة، ولو تصفح الواحد منا في كل يوم الصحف المحلية والتي تغطي أخبار المرشحين فسنجد المتعة في قراءة تلك الأخبار، ونتعرف على المرشح من خلال طروحاته وتصريحاته، ونتعرف على المرشح من اتجاهاته وميوله، هذا فضلاً عما تقدمه الفضائيات من مقابلات ولقاءات مع السادة المرشحين وهذا شيء جيد، ونفتخر بأن لدينا سقفا من الحرية في التعبير، ولكن لا بد أن يكون الإنسان حذرا ودقيقا في اختيار مرشحه ويبحث عن المرشح ذي المكانة العلمية، والأخلاقية، هذا فضلاً عن نزاهته وبعده عن النفاق لأي جهة كانت، ولكن البداهة لتقرر بأن العاطفة ونوازعها إذا ما تدخلت في المجال السياسي أفسدته، وان الإنسان الناضج ينبغي أن يخضع إلى مصالح البلاد بصرف النظر عن أي اعتبار طارئ أو غير طارئ، ومتى ما كانت النزاهة متأصلة في المرشح ويضع المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في سبيل الكويت فهذا هو المرشح الذي لا بد للإنسان أن يختاره، لأن البلاد تمر بأزمات وبأوقات حرجة من الناحية الاقتصادية، والأمن الداخلي، والمشاكل التي يعرفها الجميع من انفلات أمني، واستهتار، وعدم تطبيق القوانين من بعض فئات المجتمع! فلا بد من اختيار أشخاص قادرين على تحمل المسؤولية، ولا بد أن نتمسك بالقيم والمبادئ حتى نحافظ على الديموقراطية واستمرارها، وعلى أي حال فإن تلك القيم والمبادئ هي صناعة مجتمعية وليست صناعة فرد مهما عظم، وهي صناعة تراكمية تخلقها الأجيال جيلا إثر جيل، وليس تجيء هكذا على الصدفة والبداهة والارتجال.
وعلى كل حال إن الشعب الكويتي شعب مستنير، وعلى أصحاب الأقلام من الكتاب والمثقفين المساعدة في تنويرهم لاختيار الأفضل، والابتعاد عن العاطفة وألا ينظروا إلى الديموقراطية بمنظار ضيق.
علي غلوم محمد
كاتب كويتي
ali_gh93@hotmail.com
وعلى كل حال إن الشعب الكويتي شعب مستنير، وعلى أصحاب الأقلام من الكتاب والمثقفين المساعدة في تنويرهم لاختيار الأفضل، والابتعاد عن العاطفة وألا ينظروا إلى الديموقراطية بمنظار ضيق.
علي غلوم محمد
كاتب كويتي
ali_gh93@hotmail.com