هل هناك سر غريب وراء «المايك»؟ ما إن يمسكه أحد بيديه حتى يفقد اتزانه، فتراه يهذي بكلمات ومفردات تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، إذ إن العصبية والجهل والقتل الذي ساد تلك الحقبة المظلمة، فلا إله يعبدون، ولا ديناً يتبعون، حياتهم في ضلالة، وموتتهم على ضلالة، فأي خير كان يُرتجى منهم! نحن الآن في القرن الواحد والعشرين الميلادي، ويوافق القرن الخامس عشر الهجري، ونعيش هذه الأيام عرساً انتخابياً، ولكن ما ينغص هذه الأجواء هو خروج بعض المرشحين عن طورهم وهدوئهم، ومحاولتهم كسب الشارع الكويتي بأي طريقة كانت وبأي وسيلة تؤدي إلى الكرسي البرلماني الوثير!
أحدهم أمسك «المايك»، معلناً تحديه للدولة، مهدداً إياها بالجموع البشرية التي تأتمر بأمره! من يسمع تهديدات هذا المغوار يعتقد أنه مارتن لوثر كينغ داعية الحقوق المدنية الأميركي الشهير، الذي ناهض وبشدة التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة أواسط القرن الماضي، ولكن نحن هنا لسنا بحاجة إلى مارتن لوثر كينغ كويتي، فالمواطن بحمدالله يمتلك كافة حقوقه من دون نقصان، فهل هذا جزاء الدولة منك لكي تسيء إليها هذه الإساءات البالغة، ودعوتك إلى الفوضى والغوغائية؟
من يرد الوصول إلى مجلس الأمة فعليه أن يتمسك بالأصول الديموقراطية، وأن يلجأ إلى الحوار الهادئ، والمنطق، والتعقل، عند إثارة المواضيع التي تهم الوطن ومواطنيه، لا أن يقذف هذا وذاك، طمعاً بأصوات الناخبين الذين سئموا هذه المسرحيات الفاشلة، والتي سترتد حتماً على أصحابها يوم الانتخابات!
* * *
«التكتل الشعبي»، اسم فقد بريقه بعدما كان لامعاً فترة من الزمن! أصابنا الملل والضجر، ونحن نرى مسلسل التكتل المليء بالصراخ والصخب، فلا بصيص أمل يُرى، ولا تفاؤل، هكذا احتوت سيمفونية التكتل! ولمن لا يؤيدني في قولي هذا، فليرجع إلى صفحات التكتل، فسيجدها خاوية على عروشها، وسبب استمراره، هو إجادته لفن التحلطم على الأوضاع، التي أصبحت شماعة لكل من يأمل بالعودة إلى البرلمان مجدداً! لا أقول هذا تجنياً، وإنما هو الواقع الذي لا يحيد قيد أنملة عن الحقيقة، وأترك لك الحكم عزيزي القارئ!

* * *
جاءني اتصال من شخص عزيز يخبرني فيه بأن الدكتور المصري مدحت فرغلي الشاهد الرئيسي على الأخطاء الطبية في مستشفى العدان، قد أُنهيت خدماته أخيراً بحجة وصوله إلى السن القانونية، بينما تُرك أطباء آخرون يزاولون أعمالهم وبالمستشفى نفسه وقد تخطوا السن القانونية بأعوام! رجل خدم الكويت 33 عاماً واستشهدت زوجته أثناء عملها معه في مستشفى العدان أثناء الغزو الغاشم، فهل هذا جزاؤه؟


مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
mubarak700@gmail.com