المرشح، أو النائب، يختلف عن بقية البشر، وما يفعله صباحا، يختلف عما يفعله بقية الناس!
بالطبع لن يقوم من النوم ويركض باتجاه اجهزة وكلات أنباء «رويتر» و«فرانس برس»... ولن يدخل مكتبه كل صباح ليتابع عبر الاذاعات والانترنت، ليتابع آخر الاخبار الدولية!
لن يفتح ايميله، أو يقرأ بريده، أو يتصل بمصادره الخبرية، ليعرف آخر أخبار البلاد السياسية، وآخر الاشاعات!
لا يقرأ عن الوضع الاقتصادي العالمي، ولا يتابع البورصات العالمية، ولا اخبار الشركات الكرتونية، و«الشرق ورقية»!
ولن يسأل عن سعر النفط، كونه حيوياً لاقتصاد البلد، ومن خلاله يقيّم الوضع الاقتصادي، وفي ضوئه يقدم اقتراحات بمشاريع هامة، تساهم في التنمية!
لن يقرأ آخر الاقتراحات، ولا القوانين، ولا إجابات الوزراء على النواب، ولن يضع رؤيته العامة لخطابه الذي سيلقيه في المجلس!
أهم ما يقوم به النائب- بعد أن يغسل وجهه، ويفرش أسنانه، وبعد أن يصلي الفجر في المسجد، خاصة هذه الأيام- هو متابعة صفحة الوفيات، وإعلانات العزاء في الصحف، وعلى أساسه يبدأ تحركه اليومي بين المقابر في البلد، ثم الى مراكز العزاء، ويجب إظهار الحزن الشديد، ومشاركة أهله عزاءهم لفقيدهم العزيز، ولصوته العزيز الذي سيفقده المرشح، وعليه الا يطيل الجلوس حتى لا يقال انه بطالي، ولا يسرع بالخروج حتى لا يقال بأنه لم يقدر الفقيد واهله، وعليه الجلوس في اول المجلس ليشاهده الجميع!
لماذا يتحول النائب والمرشح الى حانوتي؟ لان السؤال الأول الذي يسأل عنه النائب هذه الايام، ليس عن آرائه في قضية الازالات، ولا رأيه في الفرعيات، ولا موقفه من مشروع الانقاذ الاقتصادي، ولا توجهاته السياسية والاقتصادية، ولا هل هو ممن قبض الشيكات أو العمولات أو الاراضي الصناعية، ولا عن دوره التشريعي، والاقتراحات التي قدمها في فترة دخوله المجلس، ولا عن برنامجه الانتخابي الذي سيقدمه مستقبلا... هذه الامور لا تهم عادة المواطنين، فالسؤال الاول الذي قد يواجه النائب السابق والمرشح هو: لماذا لم تحضر عزانا...! فالطريق الى البرلمان يمر عبر الصليبخات!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com
بالطبع لن يقوم من النوم ويركض باتجاه اجهزة وكلات أنباء «رويتر» و«فرانس برس»... ولن يدخل مكتبه كل صباح ليتابع عبر الاذاعات والانترنت، ليتابع آخر الاخبار الدولية!
لن يفتح ايميله، أو يقرأ بريده، أو يتصل بمصادره الخبرية، ليعرف آخر أخبار البلاد السياسية، وآخر الاشاعات!
لا يقرأ عن الوضع الاقتصادي العالمي، ولا يتابع البورصات العالمية، ولا اخبار الشركات الكرتونية، و«الشرق ورقية»!
ولن يسأل عن سعر النفط، كونه حيوياً لاقتصاد البلد، ومن خلاله يقيّم الوضع الاقتصادي، وفي ضوئه يقدم اقتراحات بمشاريع هامة، تساهم في التنمية!
لن يقرأ آخر الاقتراحات، ولا القوانين، ولا إجابات الوزراء على النواب، ولن يضع رؤيته العامة لخطابه الذي سيلقيه في المجلس!
أهم ما يقوم به النائب- بعد أن يغسل وجهه، ويفرش أسنانه، وبعد أن يصلي الفجر في المسجد، خاصة هذه الأيام- هو متابعة صفحة الوفيات، وإعلانات العزاء في الصحف، وعلى أساسه يبدأ تحركه اليومي بين المقابر في البلد، ثم الى مراكز العزاء، ويجب إظهار الحزن الشديد، ومشاركة أهله عزاءهم لفقيدهم العزيز، ولصوته العزيز الذي سيفقده المرشح، وعليه الا يطيل الجلوس حتى لا يقال انه بطالي، ولا يسرع بالخروج حتى لا يقال بأنه لم يقدر الفقيد واهله، وعليه الجلوس في اول المجلس ليشاهده الجميع!
لماذا يتحول النائب والمرشح الى حانوتي؟ لان السؤال الأول الذي يسأل عنه النائب هذه الايام، ليس عن آرائه في قضية الازالات، ولا رأيه في الفرعيات، ولا موقفه من مشروع الانقاذ الاقتصادي، ولا توجهاته السياسية والاقتصادية، ولا هل هو ممن قبض الشيكات أو العمولات أو الاراضي الصناعية، ولا عن دوره التشريعي، والاقتراحات التي قدمها في فترة دخوله المجلس، ولا عن برنامجه الانتخابي الذي سيقدمه مستقبلا... هذه الامور لا تهم عادة المواطنين، فالسؤال الاول الذي قد يواجه النائب السابق والمرشح هو: لماذا لم تحضر عزانا...! فالطريق الى البرلمان يمر عبر الصليبخات!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com