تركيا كان يمكنها أمس أن تهدأ. باراك أوباما لم يعرف فقط أسماء لاعبي كرة السلة البارزين في تركيا، وأن يقول «نعم» بالتركية، بل كان يعرف أيضاً ما لا ينبغي أن يقول. مثلاً، ألا يدعو قتل الأرمن بالاسم الصريح «قتل شعب»، والاكتفاء بوصف ذلك بـ «الأحداث الفظيعة». هذا اللغم الحساس، الذي هدد علاقات تركيا مع واشنطن، فككه أوباما بحذر، ولكن ليس قبل أن تتعهد تركيا بتحسين علاقاتها مع أرمينيا.
/>أوباما، خلافاً لتصريحاته قبل الانتخابات، ينضم إلى الرؤساء الأميركيين السابقين الذين فضلوا استراتيجية سليمة معافاة على عقدة أخلاقية. عندما تقف الولايات المتحدة أمام تغيير خريطة الحروب لديها وتفضل سفك الدم في أفغانستان بدلاً من العراق، فإن الحلف مع تركيا، والحوار مع إيران هما عنصران حيويان في تطبيق الخطة. أما الأرمن فسيتعين عليهم أن ينتظروا.
/>إيران، بالتالي، تلقت أمس دعوة أميركية أخرى لأن تأخذ على عاتقها «الدور الذي تستحقه في أسرة الأمم» التعبير الذي يعني التقدير لإيران كدولة متساوية بين متساوين. ولكن أوباما سار مسافة بعيدة حين امتنع عن اشتراط تبني إيران إلى الحضن الدولي بوقف البرنامج لتخصيب اليورانيوم. أوباما تحدث صراحة فقط عن السلاح النووي وليس عن تطوير التكنولوجيا، أو عن تخصيب اليورانيوم، وكان لرسالته لإيران أيضاً جانب إسرائيلي مهم. فقد قال في هذا السياق أنه: «لن تنشأ لأحد أي منفعة من انتشار السلاح النووي في المنطقة»، ملمحاً بذلك أيضاً نحو الامكانيات النووية الكامنة لدى إسرائيل.
/>ترميم العلاقات مع تركيا بعد الأزمة التي نشبت في حرب الخليج الثانية، حيث رفضت تركيا السماح بعبور قوات أميركية إلى العراق، هو أيضاً مناسبة لترميم صورة أميركا في أوساط الدول العربية والإسلامية. يبدو أنه انتهى عهد التقسيم بين دول «معتدلة» و دول «متطرفة» وبين الإسلام الجيد و»محور الشر». حسب أوباما، العلاقة الاستراتيجية مع الدول الإسلامية لم يعد ممكناً أن تقام فقط على أساس المقاومة المشتركة لمنظمة «القاعدة» بل على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ولعل هذا هو التغيير الاستراتيجي الأكثر أهمية الذي يقترحه أوباما كعلاج لتدهور مكانة الولايات المتحدة في المنطقة في عهد بوش. وليس صدفة أن فضل أوباما ابقاء هذا الفصل في خطابه إلى النهاية، كي يطبع في الذاكرة.
/>أوباما، الذي تعد هذه أول زيارة له إلى دولة إسلامية، نقل رسالة قاطعة وواضحة لإسرائيل والفلسطينيين أيضاً. فقد «شرح» بأن «خريطة الطريق» ومؤتمر «أنابوليس»، ولا سيما مبدأ الدولتين للشعبين، قائمان وثابتان، حتى لو لم تكن حكومة إسرائيل ترى في «أنابوليس» إطاراً ملزماً. وهكذا رسم مسار الصدام المتوقع بين واشنطن وإسرائيل إذا أرادت الأخيرة التملص من هذه التفاهمات. هذه الأمور موجهة أيضاً لعباس، الذي دون تبني المبادىء التي وافقت عليها السلطة الفلسطينية فإن أوباما لن يرى فيه مرشحاً للحوار. صحيح أن محمود عباس يمكنه أن يكون راضياً من الأقوال التي تعزز موقفه، ولكن المعنى الحقيقي لها لن يكون إلا إذا ما بدأت الولايات المتحدة تعيد تحريك المسيرة.
/>تسفي بارئيل
/>«هآرتس»
/>
/>أوباما، خلافاً لتصريحاته قبل الانتخابات، ينضم إلى الرؤساء الأميركيين السابقين الذين فضلوا استراتيجية سليمة معافاة على عقدة أخلاقية. عندما تقف الولايات المتحدة أمام تغيير خريطة الحروب لديها وتفضل سفك الدم في أفغانستان بدلاً من العراق، فإن الحلف مع تركيا، والحوار مع إيران هما عنصران حيويان في تطبيق الخطة. أما الأرمن فسيتعين عليهم أن ينتظروا.
/>إيران، بالتالي، تلقت أمس دعوة أميركية أخرى لأن تأخذ على عاتقها «الدور الذي تستحقه في أسرة الأمم» التعبير الذي يعني التقدير لإيران كدولة متساوية بين متساوين. ولكن أوباما سار مسافة بعيدة حين امتنع عن اشتراط تبني إيران إلى الحضن الدولي بوقف البرنامج لتخصيب اليورانيوم. أوباما تحدث صراحة فقط عن السلاح النووي وليس عن تطوير التكنولوجيا، أو عن تخصيب اليورانيوم، وكان لرسالته لإيران أيضاً جانب إسرائيلي مهم. فقد قال في هذا السياق أنه: «لن تنشأ لأحد أي منفعة من انتشار السلاح النووي في المنطقة»، ملمحاً بذلك أيضاً نحو الامكانيات النووية الكامنة لدى إسرائيل.
/>ترميم العلاقات مع تركيا بعد الأزمة التي نشبت في حرب الخليج الثانية، حيث رفضت تركيا السماح بعبور قوات أميركية إلى العراق، هو أيضاً مناسبة لترميم صورة أميركا في أوساط الدول العربية والإسلامية. يبدو أنه انتهى عهد التقسيم بين دول «معتدلة» و دول «متطرفة» وبين الإسلام الجيد و»محور الشر». حسب أوباما، العلاقة الاستراتيجية مع الدول الإسلامية لم يعد ممكناً أن تقام فقط على أساس المقاومة المشتركة لمنظمة «القاعدة» بل على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ولعل هذا هو التغيير الاستراتيجي الأكثر أهمية الذي يقترحه أوباما كعلاج لتدهور مكانة الولايات المتحدة في المنطقة في عهد بوش. وليس صدفة أن فضل أوباما ابقاء هذا الفصل في خطابه إلى النهاية، كي يطبع في الذاكرة.
/>أوباما، الذي تعد هذه أول زيارة له إلى دولة إسلامية، نقل رسالة قاطعة وواضحة لإسرائيل والفلسطينيين أيضاً. فقد «شرح» بأن «خريطة الطريق» ومؤتمر «أنابوليس»، ولا سيما مبدأ الدولتين للشعبين، قائمان وثابتان، حتى لو لم تكن حكومة إسرائيل ترى في «أنابوليس» إطاراً ملزماً. وهكذا رسم مسار الصدام المتوقع بين واشنطن وإسرائيل إذا أرادت الأخيرة التملص من هذه التفاهمات. هذه الأمور موجهة أيضاً لعباس، الذي دون تبني المبادىء التي وافقت عليها السلطة الفلسطينية فإن أوباما لن يرى فيه مرشحاً للحوار. صحيح أن محمود عباس يمكنه أن يكون راضياً من الأقوال التي تعزز موقفه، ولكن المعنى الحقيقي لها لن يكون إلا إذا ما بدأت الولايات المتحدة تعيد تحريك المسيرة.
/>تسفي بارئيل
/>«هآرتس»
/>