سنتحدث عن القبائل وقبلهم عن الحكومة!
الحكومة الرشيدة، عمرها ما كانت رشيدة، ولا تعرف من هي رشيدة، ولا امها كانت رشيدة، وكل ما تفعله حالة من المراهقة، تسير في الشارع «رونغ سايد»، تقف في الممنوع، تقطع الاشارة الحمراء، وتمارس القبلية وتشجع عليها بأسوأ أشكالها!
في الجيش والشرطة، كل فريق وحصته، وكل قبيلة ومقسومها، فالامن مهم ولابد ان نعبث به بهذه الطريقة!
الوزارات الاخرى تعاني من نفس الحالة، اقرأ اسم الوزير القبلي أو الوكيل، وانت مغمض العينين، والفم، والاذن، ستعرف بسهولة كيف تسير الوزارة، ومن هم الاغلبية، الوزير يشجع والوكيل يمشي، والحكومة عارفة، ومسوية روحها نايمة، ولكل قبيلة ايام ودول، ويوم لك ويوم لقبيلة اخرى، هكذا مشتها الحكومة وهكذا تريدها!
الدوائر الانتخابية، لان الحكومة رشيدة، مرت على الخيّاط رشيد، ليقصر هنا ويطيل هناك، ويقسم الدوائر ويفصلها تفصيلا على القبائل، والكل يعرف النتائج قبل صدورها، الموضوع لا علاقة له بطرح المرشح، ولا جمعه، وقسمته، بل بفخذه وبطنه... الحكومة عارفة والحكومة تريد ذلك!
اعطني اسم الشارع، اعرف في اي منطقة، بل حتى في اي قطعة، قسمت الشوارع واسماءها على حسب القبائل وتجمعاتهم، فلا يجوز تسمية اسم عازمي في منطقة العجمان، ولا مطيري في منطقة الرشايدة، وهكذا الحكومة تسير في شوارعها، وهكذا تريد شوارعها!
نفس هذه الحكومات التي تشجع القبلية، وتضع معيار القبلية قبل الكفاءة، تريد محاربة الفرعيات القبلية، «هل كيف» ذلك؟ الحكومة التي توزع الوزارات، والوظائف والشوارع، والعلاج في الخارج، وفقا للقبلية، نفسها تدرب امنها الذي بنته وفق التقسيمات القبلية لمحاربة القبلية وانتخاباتها!
لا أؤيد الفرعيات القبلية، ولا اؤيد قانون منع الفرعيات، واستغرب كيف نريد تغيير عرف اجتماعي بقانون، كأن نصدر قانون منع زواج ابن العم من ابنة عمه مثلا، لدواع صحية! يا جماعة، يا قوم، يا حكومة، ان كنت جادة في الموضوع، فهناك اكثر من وسيلة ووسيلة للقضاء على الفرعيات سواء كانت قبلية أو طائفية، أولها الالتزام بالقانون والاحتكام اليه في كل الأمور، وليس وفقا للمزاج، والتعامل مع الجميع وفقا للكفاءة... اعلم انني احلم ولكن لو ارادت الحكومة لفعلت!
اتركوا القبائل وانتخاباتهم وشأنهم، ومارسوا نشر الوعي، بدلا من نشر القوات الخاصة، ففي النهاية اهل مكة ادرى بشعابها، واي اصلاح لا يكون من خارج القبائل بل من داخلها... وهم يعرفون ان المرشح الذي دخل المجلس على ظهر دبابة فخذه، لن ينظر ابعد من أظافر قدميه... وسلامتكم!


جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com