عندما يسأل سائل عن هوية أعظم أمة كرة قدم في العالم، فإن المجيب لا يتردد في تحديد البرازيل، ليس لأن «بلاد السامبا» خرّجت لاعبين أفذاذاً كالاسطورة بيليه وغارينشيا وسقراط وزيكو وروماريو ورونالدو وغيرهم بل لأن سجل بطولة كأس العالم يشير، بما لا يدع أي مجال للشك، إلى أن «بلاد البن» احتست من فنجان المجد خمس مرات قياسية (فازت بكأس العالم في خمس مناسبات).
وعندما نطرح السؤال نفسه على مستوى أوروبا، فإن سجل ألمانيا يجعلها زعيمة «القارة العجوز» رغم أنف الطليان والاسبان والانكليز والفرنسيين، وذلك على خلفية أن الألمان توجوا أبطالاً لكأس أوروبا ثلاث مرات (رقم قياسي) فضلاً عن حلولهم في مركز الوصيف في ثلاث مناسبات، دون ان نغفل احرازهم كأس العالم ثلاث مرات وحلولهم في المركز الثاني اربع مرات.
هذا يعني أن الفرق والمنتخبات لا تُقاس إلا بألقابها التي أثبتت عبر التاريخ أنها الوحيدة الباقية... والراسخة.
ففي مونديال 1986، سجل الأرجنتيني مارادونا هدفاً شهيراً بقبضة يده في مرمى شيلتون، حارس انكلترا، في ربع النهائي خلال مباراة شهدت اضاعة لينيكر، هداف البطولة، هدفاً لا يمكن أن يضيع أمام مرمى حارس «راقصي التانغو» بومبيدو عندما كانت النتيجة تشير الى تقدم الأرجنتين 2/1.
قبضة اليد وفرصة لينيكر، للاسف، لا يمكن أن تشكلا أكثر من تفاصيل راسخة في الظل أمام سطوع شمس الأرجنتين في مونديال المكسيك.
وفي كأس العالم 2006، «سرقت» ايطاليا الفوز من استراليا بركلة جزاء خيالية عند الدقيقة الأخيرة في الدور الثاني ثم انتزعت اللقب، واليوم لم يبق من تلك البطولة سوى صورة كانافارو وهو يرفع تلك الكأس الذهبية عالياً في سماء برلين.
أمثلة نسوقها هنا للتأكيد على ان الألقاب وحدها هي التي تلعب دور المعيار لقياس عراقة ذاك وقيـــاس قـــــــوة ذاك.
وعندما يلتقي ريال مدريد الاسباني، مثلاً، ببايرن ميونيخ الألماني، مثلاً، في دوري ابطال أوروبا فإن المواجهة تعتبر «قمة» بكل ما للكلمة من معنى، غير ان «الملكي» يبقى متفوقاً على «البافاري» بدليل احرازه اللقب القاري تسع مرات «قياسية» مقابل اربع مــــرات للفــــــريق الألمــــاني.
صحيح ان البايرن تفوق فنياً في بعض المواسم على ريال مدريد، كل في دوري بلاده، غير ان الأخير يبقى «أعلى» بفضل التاريخ وألقابه الأوروبية تحديداً.
اليوم، يحل بايرن ميونيخ ضيفاً على برشلونة.
فنياً، يعتبر الـ «بارسا» أفضل وأكثر امتاعاً وأكثر فناً وأكثر ضماً للنجوم وأعلى كعباً وأجمل وأروع وأحسن من «البايرن»، غير ان الاخير يبقى متفوقاً على الفريق الكاتالوني لسبب واحد يتمثل في كونه انتزع لقب بطل أوروبا في أربع مناسبات مقابل اثنتين لبرشلونة.
هذه هي القاعدة، وإلا لأجاب مجيب عند سؤاله عن أفضل منتخب في التاريخ بالقول: جزر فارو لأنها حافظت على نظافة شباكها في نهائيات كؤوس العالم (هي التي لم تشارك بتاتاً في المونديال)!
القاعدة واحدة، والاستثناءات (وبينها «سالفة» جزر فارو) بالآلاف.
القاعدة واحدة: بايرن ميونيخ «أعلى» من برشلونة حتى اثبات العكس في سجلات دوري الابطال.
• بالامكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت.
www.alraimedia.com
سهيل الحويك
souheilh11@yahoo.com
وعندما نطرح السؤال نفسه على مستوى أوروبا، فإن سجل ألمانيا يجعلها زعيمة «القارة العجوز» رغم أنف الطليان والاسبان والانكليز والفرنسيين، وذلك على خلفية أن الألمان توجوا أبطالاً لكأس أوروبا ثلاث مرات (رقم قياسي) فضلاً عن حلولهم في مركز الوصيف في ثلاث مناسبات، دون ان نغفل احرازهم كأس العالم ثلاث مرات وحلولهم في المركز الثاني اربع مرات.
هذا يعني أن الفرق والمنتخبات لا تُقاس إلا بألقابها التي أثبتت عبر التاريخ أنها الوحيدة الباقية... والراسخة.
ففي مونديال 1986، سجل الأرجنتيني مارادونا هدفاً شهيراً بقبضة يده في مرمى شيلتون، حارس انكلترا، في ربع النهائي خلال مباراة شهدت اضاعة لينيكر، هداف البطولة، هدفاً لا يمكن أن يضيع أمام مرمى حارس «راقصي التانغو» بومبيدو عندما كانت النتيجة تشير الى تقدم الأرجنتين 2/1.
قبضة اليد وفرصة لينيكر، للاسف، لا يمكن أن تشكلا أكثر من تفاصيل راسخة في الظل أمام سطوع شمس الأرجنتين في مونديال المكسيك.
وفي كأس العالم 2006، «سرقت» ايطاليا الفوز من استراليا بركلة جزاء خيالية عند الدقيقة الأخيرة في الدور الثاني ثم انتزعت اللقب، واليوم لم يبق من تلك البطولة سوى صورة كانافارو وهو يرفع تلك الكأس الذهبية عالياً في سماء برلين.
أمثلة نسوقها هنا للتأكيد على ان الألقاب وحدها هي التي تلعب دور المعيار لقياس عراقة ذاك وقيـــاس قـــــــوة ذاك.
وعندما يلتقي ريال مدريد الاسباني، مثلاً، ببايرن ميونيخ الألماني، مثلاً، في دوري ابطال أوروبا فإن المواجهة تعتبر «قمة» بكل ما للكلمة من معنى، غير ان «الملكي» يبقى متفوقاً على «البافاري» بدليل احرازه اللقب القاري تسع مرات «قياسية» مقابل اربع مــــرات للفــــــريق الألمــــاني.
صحيح ان البايرن تفوق فنياً في بعض المواسم على ريال مدريد، كل في دوري بلاده، غير ان الأخير يبقى «أعلى» بفضل التاريخ وألقابه الأوروبية تحديداً.
اليوم، يحل بايرن ميونيخ ضيفاً على برشلونة.
فنياً، يعتبر الـ «بارسا» أفضل وأكثر امتاعاً وأكثر فناً وأكثر ضماً للنجوم وأعلى كعباً وأجمل وأروع وأحسن من «البايرن»، غير ان الاخير يبقى متفوقاً على الفريق الكاتالوني لسبب واحد يتمثل في كونه انتزع لقب بطل أوروبا في أربع مناسبات مقابل اثنتين لبرشلونة.
هذه هي القاعدة، وإلا لأجاب مجيب عند سؤاله عن أفضل منتخب في التاريخ بالقول: جزر فارو لأنها حافظت على نظافة شباكها في نهائيات كؤوس العالم (هي التي لم تشارك بتاتاً في المونديال)!
القاعدة واحدة، والاستثناءات (وبينها «سالفة» جزر فارو) بالآلاف.
القاعدة واحدة: بايرن ميونيخ «أعلى» من برشلونة حتى اثبات العكس في سجلات دوري الابطال.
• بالامكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت.
www.alraimedia.com
سهيل الحويك
souheilh11@yahoo.com