ما تفعله الحكومة في هذه الأيام يثير لدى البعض تساؤلات عدة: ماذا تريد حكومة تصريف العاجل من الأمور، ولماذا تثير قضايا انتهت وأشبعت نقاشاً وخلافاً؟ هذه الحكومة توقد ناراً قد انطفأت سابقاً، فبكل صراحة لا نعرف كيف تدير شؤون البلد بهذه الطريقة العجيبة، إذ إنها في هذه الأيام الانتخابية الملتهبة تصر على إثارة المرشحين والمهتمين في الشأن السياسي، فجاءت بحكاية إزالة المساجد الموقتة، والتي أوقفتها في وقت سابق، لتؤكد بأنها تدور في حلقة مفرغة، فهي، بالتأكيد، ستشعل الندوات الانتخابية وتزيد النار في الهشيم، وسيسجل بعض المرشحين مواقف، وربما ينالون عضوية مجلس الأمة بسبب إثارة تلك القضية، لأنها بالتأكيد قضية تحرك العاطفة والحمية للإسلام، وهذا ما سيستغله بعض المرشحين.
لو كانت الحكومة أكثر توازناً في قراراتها لتريثت قليلاً حتى يأتي مجلس الأمة المقبل وتتفق معه على إقرار القانون من دون إثارة، ومن دون أن تتعرض إلى تجريح متوقع من المرشحين. نحن لا نختلف مع الحكومة على تطبيق القانون، وهذه المساجد صحيح أنها غير مرخصة وموقتة، وأنشئت بسبب عدم وجود مسجد قريب، خصوصاً في المناطق السكنية الجديدة، ولا نختلف أن إزالتها تثير شبهة شرعية، ولكن متى ما اتفقت الحكومة والمجلس المقبل على إزالتها فإن هذا الأمر سيكون مرحباً به شرط توافر البديل.
صحيح أننا نتألم من إزالة تلك المساجد، ولكن هناك أموراً عدة نعتقد بأنها ستجعل إزالتها أمراً مقبولاً نوعاً ما، فمن هذه الأمور عدم الاهتمام بها، وعدم نظافتها، وقدم بنيانها، وإهمال دورات المياه فيها، فالمساجد بيوت الله ونحن لا نتمنى أن تكون على هذه الحالة السيئة، ولابد أن نقر جميعاً بأن إنشاءها بسبب عدم وجود مساجد في السابق، ولكن في الوقت الحالي المساجد متوافرة ومتقاربة، ولله الحمد.
لا شك أن الحكومة أعطت المرشحين مادة دسمة للندوات الانتخابية، ولكن من سيتكلم بلغة المنطق، وبعيداً عن دغدغة المشاعر؟ الكلام حتماً سيكون متشابهاً، لأنهم سيجدون من يثني على كلامهم ويصغي إليهم. نحن نتمنى أن يتم طرح قضايا كثيرة تهم الوطن والمواطن، كالصحة، والتعليم، والإسكان، واختلال التركيبة السكانية، وتراجع البلد إلى مراتب متأخرة في الكثير من القضايا، فالبلد يمر بحالة يأس شديدة، والمواطن أصبح يضرب كفاً على كف بسبب خلافات الحكومة ومجلس الأمة، ولابد له أن يعدل من تركيبة مجلس الأمة ويحسن الاختيار نحو الأفضل، فمتى ما تم اختيار المرشح الصادق القوي الأمين الذي يحترم الدستور، وقوانين الدولة، ويهتم بمصالح الشعب، ولا يتكسب لمصلحته الشخصية، فسنعبر تلك الخلافات، وسيكون الحال أفضل مما كان، شرط اختيار حكومة قوية قادرة على إدارة البلد، والله من وراء القصد.
مسفر النعيس
كاتب كويتي
mesfir@gmail.com
لو كانت الحكومة أكثر توازناً في قراراتها لتريثت قليلاً حتى يأتي مجلس الأمة المقبل وتتفق معه على إقرار القانون من دون إثارة، ومن دون أن تتعرض إلى تجريح متوقع من المرشحين. نحن لا نختلف مع الحكومة على تطبيق القانون، وهذه المساجد صحيح أنها غير مرخصة وموقتة، وأنشئت بسبب عدم وجود مسجد قريب، خصوصاً في المناطق السكنية الجديدة، ولا نختلف أن إزالتها تثير شبهة شرعية، ولكن متى ما اتفقت الحكومة والمجلس المقبل على إزالتها فإن هذا الأمر سيكون مرحباً به شرط توافر البديل.
صحيح أننا نتألم من إزالة تلك المساجد، ولكن هناك أموراً عدة نعتقد بأنها ستجعل إزالتها أمراً مقبولاً نوعاً ما، فمن هذه الأمور عدم الاهتمام بها، وعدم نظافتها، وقدم بنيانها، وإهمال دورات المياه فيها، فالمساجد بيوت الله ونحن لا نتمنى أن تكون على هذه الحالة السيئة، ولابد أن نقر جميعاً بأن إنشاءها بسبب عدم وجود مساجد في السابق، ولكن في الوقت الحالي المساجد متوافرة ومتقاربة، ولله الحمد.
لا شك أن الحكومة أعطت المرشحين مادة دسمة للندوات الانتخابية، ولكن من سيتكلم بلغة المنطق، وبعيداً عن دغدغة المشاعر؟ الكلام حتماً سيكون متشابهاً، لأنهم سيجدون من يثني على كلامهم ويصغي إليهم. نحن نتمنى أن يتم طرح قضايا كثيرة تهم الوطن والمواطن، كالصحة، والتعليم، والإسكان، واختلال التركيبة السكانية، وتراجع البلد إلى مراتب متأخرة في الكثير من القضايا، فالبلد يمر بحالة يأس شديدة، والمواطن أصبح يضرب كفاً على كف بسبب خلافات الحكومة ومجلس الأمة، ولابد له أن يعدل من تركيبة مجلس الأمة ويحسن الاختيار نحو الأفضل، فمتى ما تم اختيار المرشح الصادق القوي الأمين الذي يحترم الدستور، وقوانين الدولة، ويهتم بمصالح الشعب، ولا يتكسب لمصلحته الشخصية، فسنعبر تلك الخلافات، وسيكون الحال أفضل مما كان، شرط اختيار حكومة قوية قادرة على إدارة البلد، والله من وراء القصد.
مسفر النعيس
كاتب كويتي
mesfir@gmail.com