اقترح مقدما، على الحكومة القادمة، تعيين مفتي بدرجة وزير، دوره في الحكومة الافتاء حتى يرتاح الجميع، ويضمن دخول الوزراء والحكومة الجنة، وان كانت ليست بحاجة الى ضمان دخول الجنة، فالله رحيم بعباده وليس على حكوماتنا حرج، فهم من طيور الجنة ان شاء الله!
اقتراحي نابع من الواقع «المتنيل على عينه» بعد أن أصبح كل من يحمل لقب رجل دين، يتحول بقدرة قادر الى خبير في الشؤون الاستراتيجية، والاقتصادية، وعلوم الفضاء، والاخراج السينمائي... ولن تجد رجل دين في هذا البلد يقول «لا اعلم» فكلهم علماء دين ودنيا، والحكومة المتقية المؤمنة «استحلت» فكرة الفتاوى!
مشروع إسقاط فوائد قروض الموطنين، الحكومة بسرعة أخرجت من قبعتها السحرية أرنب الفتوى، اسقاط الفوائد حرام، الحكومة «ودها» تسقط القروض ولكنه حرام، والغريب ان الفتاوى تأتي «ديلفري» للحكومة سبحان الله، حكومتنا تستفتي قلبها، وقلبها ابيض، ونيتها صافية وقراراتها دائما مذبوحة بالحلال ومتربية على العز والدلال، ولذلك موفقة دائما، اللهم لا حسد!
انتهينا من قانون الفوائد، طرح قانون الاستقرار الاقتصادي، وخرجت الفتوى، حلال بلال زلال، ويقال ان المشروع ختم عليه ختم الدجاج «مذبوح بالحلال» ... الحكومة تريدها حلالا، الفتوى طلعت حلال... الحكومة فرحت وزغردت فقد كانت جالسة على أحر من الجمر بانتظار الفتوى، فلم تكن تتوقع هذه الفتوى!
الحكومة تزيل المباني المخالفة، هذه المرة الفتوى جاهزة من قبل، طالبوها بفتوى: يا جماعة الفتوى جاهزة بالمكتب، عندنا الحلال وعندنا الحرام «شتبون»؟ إحنا حاضرين!
الحكومة خرجت نساء محترمات، برتبة ضابط في الشرطة، الى الآن الموضوع طبيعي، غير الطبيعي سيل الفتاوى «الفنتكية» هل يجوز ان تحيي المرأة الرجل الاعلى مرتبة؟ هل يجوز الرجل تحية أمراة أعلى رتبة منه؟ هل يجوز تحية المرأة للمرأة الأعلى رتبة، حتى لو كانت «مرت أخوها»؟ طيب اذا حيت سهوا ما حكمها؟ واذا تعمدت التحية فما حكمها؟ هل هو عتق رقبة او نحر بعير؟ وهل يجوز ان تخالف الشرطية رجلا قطع الإشارة الحمراء حتى لو كان زوجها؟ وهل يجوز أن تقيم نقطة تفتيش دون محرم؟ هل في حالة الاضطرار، والضرورات تبيح المحظورات، قام الرجل بالتحية، فما هي صيغة التحية وطريقتها، هل يقف أمامها ويقول «السلام عليك يا أمة الله» ام يكتفي بـ «الله بالخير حجية» الاسئلة كثيرة، وارجو من رئيس المؤتمر الدولي للقضايا الاسلامية المعاصرة- هذا اسمه فقط وهناك اسم الاب والجد ايضا نعرضه في مناسبة اخرى- ان يساعدنا في حل هذه المعضلات الشرعية!
ذبحونا الشيوخ الافاضل بفتاواهم التي لا تنتهي من اسقاط القروض، الى الانتخابات الفرعية، وانتهاء بفتاوى عن قمة العشرين في لندن، ما شاء الله عليهم، ويقال انه قريبا سيفتتح مشروع على غرار بدالة المطاعم، يسمى «بدالة الفتاوى» تتصل وبعد الاتصال تسمع بعض الاعلانات، وبعدها تختار الفتوى!
اذا كان نبي الأمة، قال للناس انتم اعلم بدنياكم، فلماذا لا يدعون الناس يعيشيون دنياهم الفانية، ويتفرغون هم للآخرة؟!


جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com