«لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك... إلا إذا كنتَ منحنياً»، مارتن لوثر.
(1)
بالأمس جاءت مكرمة صاحب السمو بتقديم 30 مليون دينار لتؤكد من جديد أن للبنان مكانة عظيمة في قلب الكويت وحكيمها وشعبها، وتعظم قيمة المكرمة الأميرية عندما نرى أنها تهدف إلى إنشاء متحف تراثي وثقافي في بيروت، فيا لعظم المكرمة ويا لسمو الهدف.
فلبنان والكويت متشابهان، وبينهما كثير من العوامل المشتركة والظروف المتشابهة، فكلاهما يتمتعان بانفتاح متميز على المستوى العربي، وينعمان بديموقراطية قل مثيلها، وفيهما من التنوع الاجتماعي والثقافي ما يجعلهما واحة في محيط من الصحراء، وإن لم تكن قاحلة.
لذلك كان للعلاقات بين هذين البلدين الشقيقين خصوصية قل نظيرها حتى بين البلدان الشقيقة المتجاورة، ربما لإدراك كل منهما لتشابهه مع الآخر في التركيبة والحاضر والمستقبل.
(2)
في الظرف السياسي الراهن للبلدين هناك تشابه في الشكل، وإن لم يكن هذا التشابه منسحباً على المضمون وتفاصيل التفاصيل، لكن في الشكل العام هناك شيء ما يتقاطع بين الظروف السياسية للبلدين.
في كلا البلدين هناك انقسام، ويتجلى هذا الانقسام لبنانياً بين فريقين لكل منهما خيارات سياسية واضحة يسميهما اللبنانيون موالاة ومعارضة، أما كويتياً فالانقسام هو بين المؤزمين وغير المؤزمين، وتحت كل من هذين العنوانين هناك اصطفاف لقوى وحركات وشخصيات مختلطة بين موالاة الحكومة ومعارضتها، فإن كان الأمر في لبنان هو تصنيف بين أبيض وأسود، إذ لا مكان للون الرمادي، فإن واقع حالنا هنا في الكويت بأن اللون الرمادي هو الموضة الغالبة، وإن اشتهرنا بلبس رجالنا للأبيض ونسائنا للأسود!
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الانتخابات النيابية التي ستجري في البلدين في الوقت نفسه تقريباً هي انتخابات مصيرية وحاسمة، وستحدد المسار الذي ستجري عليه الأمور في البلدين لفترة طويلة مقبلة.
في لبنان ستحدد الانتخابات لون لبنان المستقبل وهويته وخياراته، أما في الكويت فإن تشكيلة المجلس القادم ستحدد إن كان مجلس الأمة سيبقى أم سيختفي عن الساحة بفعل حل غير دستوري سيكون هو آخر الدواء في علة التأزيم!
(3)
لم يعرف العالم العربي مصطلح «الترويكا» من العربة الروسية ذات الأحصنة الثلاثة، ولا من اقتراح الاتحاد السوفياتي السابق بتولي أشخاص ثلاثة لمنصب أمين عام الأمم المتحدة في الوقت ذاته، لكنهم عرفوه من لبنان، ذاك البلد الذي يشكل الثقافة السياسية العربية بشكل أو بآخر، و«الترويكا» في لبنان أشبه بالفتوش السياسي، إذ تطلق «الترويكا»على الحالة التي يتفق فيها الرؤساء الثلاثة أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ولا داعي للسؤال عن هوية من اتفق الثلاثة عليه!
ماسيج:
- يجب أن يقنن استخدام المال العام في مشروع الإنقاذ الاقتصادي حتى لا ينطبق علينا المثل القائل لا طبنا ولا غدا الشر!
- يقول المثل اليوناني «متى أصبحت المرأة تتساوى مع الرجل أصبحت سيدته». نتمنى أن تحقق نتائج الانتخابات المقبلة «المساواة»، ولو بطريقة الفاضلة فوزية الدريع!
-عادت أزمة طلبتنا في البحرين لتطرق الأبواب، فهل من يفتح لها؟
-عاد بن همام ليكمم أفواه الرياضيين الكويتيين من جديد، فمتى ستنتهى أزمة علاقتنا بـ «الفيفا» بشكل جذري؟
خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
al_malaas@hotmail.com
(1)
بالأمس جاءت مكرمة صاحب السمو بتقديم 30 مليون دينار لتؤكد من جديد أن للبنان مكانة عظيمة في قلب الكويت وحكيمها وشعبها، وتعظم قيمة المكرمة الأميرية عندما نرى أنها تهدف إلى إنشاء متحف تراثي وثقافي في بيروت، فيا لعظم المكرمة ويا لسمو الهدف.
فلبنان والكويت متشابهان، وبينهما كثير من العوامل المشتركة والظروف المتشابهة، فكلاهما يتمتعان بانفتاح متميز على المستوى العربي، وينعمان بديموقراطية قل مثيلها، وفيهما من التنوع الاجتماعي والثقافي ما يجعلهما واحة في محيط من الصحراء، وإن لم تكن قاحلة.
لذلك كان للعلاقات بين هذين البلدين الشقيقين خصوصية قل نظيرها حتى بين البلدان الشقيقة المتجاورة، ربما لإدراك كل منهما لتشابهه مع الآخر في التركيبة والحاضر والمستقبل.
(2)
في الظرف السياسي الراهن للبلدين هناك تشابه في الشكل، وإن لم يكن هذا التشابه منسحباً على المضمون وتفاصيل التفاصيل، لكن في الشكل العام هناك شيء ما يتقاطع بين الظروف السياسية للبلدين.
في كلا البلدين هناك انقسام، ويتجلى هذا الانقسام لبنانياً بين فريقين لكل منهما خيارات سياسية واضحة يسميهما اللبنانيون موالاة ومعارضة، أما كويتياً فالانقسام هو بين المؤزمين وغير المؤزمين، وتحت كل من هذين العنوانين هناك اصطفاف لقوى وحركات وشخصيات مختلطة بين موالاة الحكومة ومعارضتها، فإن كان الأمر في لبنان هو تصنيف بين أبيض وأسود، إذ لا مكان للون الرمادي، فإن واقع حالنا هنا في الكويت بأن اللون الرمادي هو الموضة الغالبة، وإن اشتهرنا بلبس رجالنا للأبيض ونسائنا للأسود!
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الانتخابات النيابية التي ستجري في البلدين في الوقت نفسه تقريباً هي انتخابات مصيرية وحاسمة، وستحدد المسار الذي ستجري عليه الأمور في البلدين لفترة طويلة مقبلة.
في لبنان ستحدد الانتخابات لون لبنان المستقبل وهويته وخياراته، أما في الكويت فإن تشكيلة المجلس القادم ستحدد إن كان مجلس الأمة سيبقى أم سيختفي عن الساحة بفعل حل غير دستوري سيكون هو آخر الدواء في علة التأزيم!
(3)
لم يعرف العالم العربي مصطلح «الترويكا» من العربة الروسية ذات الأحصنة الثلاثة، ولا من اقتراح الاتحاد السوفياتي السابق بتولي أشخاص ثلاثة لمنصب أمين عام الأمم المتحدة في الوقت ذاته، لكنهم عرفوه من لبنان، ذاك البلد الذي يشكل الثقافة السياسية العربية بشكل أو بآخر، و«الترويكا» في لبنان أشبه بالفتوش السياسي، إذ تطلق «الترويكا»على الحالة التي يتفق فيها الرؤساء الثلاثة أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ولا داعي للسؤال عن هوية من اتفق الثلاثة عليه!
ماسيج:
- يجب أن يقنن استخدام المال العام في مشروع الإنقاذ الاقتصادي حتى لا ينطبق علينا المثل القائل لا طبنا ولا غدا الشر!
- يقول المثل اليوناني «متى أصبحت المرأة تتساوى مع الرجل أصبحت سيدته». نتمنى أن تحقق نتائج الانتخابات المقبلة «المساواة»، ولو بطريقة الفاضلة فوزية الدريع!
-عادت أزمة طلبتنا في البحرين لتطرق الأبواب، فهل من يفتح لها؟
-عاد بن همام ليكمم أفواه الرياضيين الكويتيين من جديد، فمتى ستنتهى أزمة علاقتنا بـ «الفيفا» بشكل جذري؟
خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
al_malaas@hotmail.com