كثر الحديث هذه الأيام تجاه المواطنين ومسؤوليتهم في اختيار نوعية أعضاء مجلس الأمة، باعتبارهم الأساس، وهم أصحاب القرار الأول والأخير في العملية الديموقراطية. صحيح أن المواطن الناخب هو المسؤول، ولكن ما يتحمله هو جزء بسيط من المسؤولية وليس كلها، ولا يجوز تحميله الأخطاء كلها، كيف؟
الناخب بطبيعته يلعب دوراً تابعاً وليس دوراً قائداً، من يقود المجتمعات ويحرك الشعوب هم المثقفون والنخبة والقيادات والصحافة والمؤسسات، أما الناخب، عموماً، فينساق وراء هذه الفئات والمؤسسات، ولا يمكن أن يتحرك من تلقاء نفسه، بل تحركه النخبة والمؤسسات. إذا كانت القيادات صالحة وصادقة وسيكون بالتبعية موقف الناخب كذلك، أما إذا كانت تلك القيادات فاسدة غير ناضجة فالناخب لن يتخذ الموقف السليم والقرار الصائب، وعليه لا يُلام الناخب المسكين على ذلك، ولهذا نرى أن الناخب مرة في هذا الجانب، وبعد فترة في الجانب الآخر تحركه ردود الأفعال الآنية والآراء المتقلبة المبهرجة والمواقف المشكوك فيها.
إن الكارثة تكمن في الواقع المحلي الذي تتربع عليه مجموعة من القياديين الفاسدين وثلة من السياسيين الطارئين الذين استولوا على الأدوار الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والقانونية وغيرها، ونصبوا أنفسهم علماء وخبراء في تلك المجالات الحيوية المتخصصة، وهم لا يفقهون ألف باء هذه العلوم والتخصصات، فأخذوا يفتون ويتفننون في عملية تشكيل وإخراج هذه القضايا، حسبما تحركهم الأهواء ويدفعهم مزاجهم السياسي المتخلف.
لا عتب على الناخب إذا تبع هذه العينات التي تتسلم زمام القيادة واغتر بأطروحاتهم واقتنع بأفكارهم، وتلك العينات هي الموجودة والظاهرة أمام الملأ ولا يسمع سوى صوتهم القوي المنتشر في كل زاوية مقابل الأصوات الحقة القليلة، فالمواطن يريد من يمسك بيده وينوره ويوعيه ويدله على الطريق المستقيم، ولكن المشكلة هي في غياب وانحسار وتقوقع النخبة المثقفة الصالحة الواعية، والتي تركت فراغاً في الشارع وعند المواطن ملأها واستغلها عوير وزوير.
شاكر عبد الكريم الصالح
كاتب كويتي
sh-al-saleh@windowslive.com
الناخب بطبيعته يلعب دوراً تابعاً وليس دوراً قائداً، من يقود المجتمعات ويحرك الشعوب هم المثقفون والنخبة والقيادات والصحافة والمؤسسات، أما الناخب، عموماً، فينساق وراء هذه الفئات والمؤسسات، ولا يمكن أن يتحرك من تلقاء نفسه، بل تحركه النخبة والمؤسسات. إذا كانت القيادات صالحة وصادقة وسيكون بالتبعية موقف الناخب كذلك، أما إذا كانت تلك القيادات فاسدة غير ناضجة فالناخب لن يتخذ الموقف السليم والقرار الصائب، وعليه لا يُلام الناخب المسكين على ذلك، ولهذا نرى أن الناخب مرة في هذا الجانب، وبعد فترة في الجانب الآخر تحركه ردود الأفعال الآنية والآراء المتقلبة المبهرجة والمواقف المشكوك فيها.
إن الكارثة تكمن في الواقع المحلي الذي تتربع عليه مجموعة من القياديين الفاسدين وثلة من السياسيين الطارئين الذين استولوا على الأدوار الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والقانونية وغيرها، ونصبوا أنفسهم علماء وخبراء في تلك المجالات الحيوية المتخصصة، وهم لا يفقهون ألف باء هذه العلوم والتخصصات، فأخذوا يفتون ويتفننون في عملية تشكيل وإخراج هذه القضايا، حسبما تحركهم الأهواء ويدفعهم مزاجهم السياسي المتخلف.
لا عتب على الناخب إذا تبع هذه العينات التي تتسلم زمام القيادة واغتر بأطروحاتهم واقتنع بأفكارهم، وتلك العينات هي الموجودة والظاهرة أمام الملأ ولا يسمع سوى صوتهم القوي المنتشر في كل زاوية مقابل الأصوات الحقة القليلة، فالمواطن يريد من يمسك بيده وينوره ويوعيه ويدله على الطريق المستقيم، ولكن المشكلة هي في غياب وانحسار وتقوقع النخبة المثقفة الصالحة الواعية، والتي تركت فراغاً في الشارع وعند المواطن ملأها واستغلها عوير وزوير.
شاكر عبد الكريم الصالح
كاتب كويتي
sh-al-saleh@windowslive.com