| لندن - من إلياس نصرالله |
توصلت القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، أمس، إلى «تسوية تاريخية» لإقامة نظام مالي عالمي جديد ووضع الأساس لإنعاش الاقتصاد، من خلال الاتفاق على خطة قيمتها تريليون دولار، وانفاق ما مجموعه 5 آلاف مليار دولار بحلول نهاية العام 2010 لتحفيز الاقتصاد.
واعلن رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، امس، خلال مؤتمر صحافي، في ختام قمة مجموعة الـ 20 في لندن، ان المجموعة ستنفق بحلول نهاية العام 2010، ما مجموعه 5 آلاف مليار دولار لتحفيز الاقتصاد، مرحبا بانبثاق «نظام عالمي جديد» من الازمة الاقتصادية العالمية.
وأضاف ان «الزعماء اتفقوا على توجيه موارد جديدة تبلغ قيمتها تريليون دولار للاقتصاد العالمي عن طريق صندوق النقد الدولي ومؤسسات أخرى». ويشمل ذلك 250 مليار دولار من حقوق سحب خاصة لصندوق النقد الدولي.
وقال براون: «سيكون ذلك متاحا لجميع اعضاء الصندوق»، واضافة الى ذلك سيشهد صندوق النقد الدولي زيادة موارده الى ثلاثة امثالها بضخ 500 مليار دولار من الاموال الجديدة.
كما اتفقت المجموعة على خطة لتمويل التجارة بقيمة 250 مليار دولارعلى مدى عامين لدعم تدفقات التجارة العالمية.
واكد ان القمة اتفقت على ان يسيل صندوق النقد الدولي احتياطه من الذهب لمساعدة الدول الفقيرة.
ومهما تكن نتيجة قمة الـ 20 وقرارات المشاركين فيها من رؤساء الدول ذات الاقتصاد الأكبر في العالم، من الواضح أن بريطانيا حققت ما هو مرجو من القمة، الا وهو تعزيز علاقاتها مع الرئيس باراك أوباما وفتح صفحة جديدة من التعاون القائم على المودة والاحترام المتبادل لمواصلة الشراكة الاستراتيجية الحديثة بين البلدين التي دُشنت عام 1997 بين الرئيس السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء السابق توني بلير واستمرارها إلى أجل غير مسمى، وفقاً لما هو بادٍ الآن.
وبرز نجاح البريطانيين في احتضان أوباما وزوجته ميشيل في شكل شخصي واضحاً، أمس، بالطريقة التي تم بها استقبالهما من جانب الملكة اليزابيث الثانية، فوصلا إلى قصر باكنغهام الملكي قبل نحو ساعة تقريباً من بدء وصول رؤساء الدول الآخرين لحفل الاستقبال الذي أقامته الملكة للمشاركين في القمة، وتناولا الشاي معها ومع زوجها دوق إدنبره الأمير فيليب.
وقد فاجأت عدسات المصورين التي غطت وقائع حفل الاستقبال لقادة الـ 20، الرأي العام بظهور اليزابيث الثانية وهي تتجول في قاعة الاستقبال بين الضيوف وزوجاتهم وازواجهم ووزراء خارجيتهم، محتضنة ميشيل اوباما الأطول منها قامة وهي تلف ذراعها اليمنى حول خصر ميشيل وكأنهما صديقتان منذ زمن طويل. فالملكة معروفة برصانتها وحفاظها على الظهور بمظهر العاهل الحازم وعندما تبتسم تفعل ذلك بسرعة البرق، ثم يعود العبوس إلى وجهها حفاظاً على صورتها المترسخة في الأذهان منذ أصبحت ملكة قبل نحو 56 عاماً، لذلك فكسرها للتقاليد وللبروتوكول في حفل استقبال ضم أكثر من 20 رئيس دولة له دلالة شديدة الوضوح.
ونقلت صحيفة «دايلي ميل» (يو بي اي)، عن أحد الشهود: «وضعت أوباما يدها حول ذراعي الملكة ونظرتا الى ساقي بعضهما البعض وبدا انهما تتحدثان عن احذيتهما».
وذكرت ان الملكة والسيدة اوباما تبادلتا الكلام والضحك في حفل تبادل الأنخاب في ما بعد، ورجحت ان الحرارة التي تعاملت بها الملكة مع أوباما تعود إلى الهدية التي تلقتها منها ومن زوجها وهي جهاز «اي بود».
واوردت صحيفة «دايلي تلغراف»، ان الجهاز التي يحتوي على فيديو وصور من زيارة الملكة لكل من ريتشموند وجيمستاون ووليامسبيرغ وفرجينيا في 2007. وأشارت إلى ان الملكة قدمت إلى ضيفيها في المقابل هدية تقدمها عادة إلى كل الأشخاص رفيعي المستوى الذين يزورونها، وهي صورة لها ولزوجها دوق أدنبره الأمير وليام في إطار فضي اللون.
وتردد ان في الـ«اي بود» أيضاً عدداً من الأغاني ومن بينها مجموعة «اغان نادرة» للمغني ريتشارد روجرز.
يشار إلى ان أوباما سبق وقدم لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، يوم زار الولايات المتحدة، مجموعة من 25 فيلماً على أقراص «دي في دي». لكن هذه الخطوة تسببت ببعض الانتقادات، اذ ان هذه الأفلام لا تتناسب مع مشغلات الـ«دي في دي» البريطانية.
ولدى خروجه من قصر باكنغهام مع زوجته بعد حفل الاستقبال، اشار اوباما الى ان لقاءه مع الملكة كان «رائعا». واضاف «جلالتها لطيفة».
ومنذ اعتلاء اليزابيث الثانية، عرش بريطانيا في 1953 تعاقب على رئاسة الولايات المتحدة 12 رئيساً التقتهم جميعاً باستثناء الرئيس ليندون جونسون.
الى ذلك، اضطر زعماء قمة مجموعة الـ 20 الذين يبحثون سبل معالجة الازمة المالية العالمية الى الوقوف امام الكاميرا ليس مرة بل مرتين امس، لالتقاط الصورة التقليدية للقمة.
ففيما اصطف الرئيس الاميركي ونظراؤه من مجموعة العشرين امام عدسات الصحافة العالمية، لاحظ المنظمون متأخرين ان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر غائب عن الصورة.
ولم يكن باليد حيلة سوى إعادة الصورة بعد ساعتين. لكن في المرة الثانية تغيب عن الصورة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني كما اختفى الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو.
ولم يقدم الزعماء أسبابا لتغيبهم عن الصورة، فيما قال المنظمون انه لا توجد خطط لالتقاط صورة ثالثة يجتمع فيها كل الزعماء.