وجع الحروف

الدكتور خالد مهدي والرأسمال البشري!

تصغير
تكبير

أكد الأمين العام للأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الدكتور خالد مهدي، على أهمية تطوير مهارات رأس المال البشري، ودعم قدراته باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق خطة تنموية.
أخي الفاضل الدكتور خالد مهدي اسمح لي أن أصارحك من قلب مُحب وبعيداً عن المجاملات و«هز الرأس» المنافق.
أولاً: التنمية البشرية «الرأسمال البشري»، هي الركن الأساس في سوق العمل والمبني عليه الاقتصاد في أي دولة في العالم.
ثانياً: التنمية البشرية - وتحديداً مواردها - تعتبر المعنية بتنمية وتطوير قدرات الإنسان وإمكاناته ومهاراته، ومنوط بها مهمة حصول الأفراد على العلم والمعرفة، وتمكينهم من العيش والرخاء وخدمة الوطن ومؤسساته العام منها والخاص.
ثالثاً: الأخلاق هي نقطة الارتكاز التي تأتي عبرها عملية اختيار القياديين ومن سواهم في الوظائف الإشرافية، لأن في صلاحهم نستطيع تعديل رؤية الكويت وتوجيه العاملين، لتحقيق الأهداف المرسومة العريضة منها والمحدّدة سنوياً، ولا أقصد هنا المشاريع تلك التي لها برامج معيّنة لإدارتها وتحديد نسبة الإنجاز فيها.
الرأسمال البشري هو الأساس الذي ترتكز عليه أهداف التنمية المستدامة، التي حدّدها برنامج الأمم المتحدة في 17 هدفاً، ووقّعت الكويت عليها والمفروض إنجازها بحلول عام 2030.
لنطرح التساؤل الآتي: هل المرجعية للأمانة العامة المتمثلة في أعضاء المجلس الأعلى للتخطيط، تتناسب في تركيبتها التحديات التي تواجه الكويت...؟ لا أظن ذلك.
في أي رؤية كانت يكون هناك حلم يراد تحقيقه، فمثلاً الكويت تريد أن تتحوّل إلى مركز مالي وتجاري عالمي.
لذلك، نحتاج هنا إلى تحديد فروع تنبثق من الرؤية، على هيئة مشاريع تخص الجوانب التي تحقّق بلوغ الكويت مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً، وهي بلا شك لن تصبح ممكنة ما لم يكن لدينا موارد بشرية، هي أساس التنمية البشرية التي حسب الشواهد لم نعمل بها.
نحتاج لأي مشروع تحديد معيار قياس كوحدة مقارنة، مثلاً... ميناء مبارك: هل سيصبح مشابهاً لأي ميناء عالمي شبيه بسنغافورة، هونغ كونغ، أو أي ميناء عالمي مميّز، التعليم: هل الرؤية لبلوغ مستوى تعليم بترتيب الأول/ الثاني عربياً، الرعاية الصحية: هل مستشفى جابر أو منطقة الجهراء الطبيّة، ستكون في مصاف المستشفيات العالمية كمايو كلينك، جون هوبكنز، كليفلاند، وقس عليها بقية المشاريع التي تمكننا من بلوغ الرؤية.
الزبدة:
الخطة التنموية ليست بمشاريع عمرانية، ولا هي وظائف نعيّن عليها مَن نشاء، بعيداً عن مفهوم القياس والتقويم ولنا في قانون الخدمة المدنية، وقانون دعم العمالة وقانون العمل في القطاع الأهلى والقوانين المنظمة في هيئة القوى العاملة، دليل على عدم فهمنا لمصطلح الرأسمال البشري، حيث استغلال الموارد البشرية لم يكن على النحو المطلوب، ناهيك عن سوق العمل ومخرجات التعليم وتمكين الكفاءات غير المفهوم منهجها.
نحتاج أن نفهم ماذا تعني لنا رؤية الكويت قبل وبعد جائحة كورونا، وهذا من أبجديات التخطيط الإستراتيجي ويعد المرحلة الأولى من مراحل الإدارة الإستراتيجية.
الحديث طويل في هذا الجانب، ويحتاج إلى المتمكنين من كفاءات وطنية، يؤسفني القول إنها ليست ضمن القيادات التي وقعَ عليها الاختيار... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي