No Script

بلا حدود

عبدالله بوشهري... وكادر العمل

تصغير
تكبير

هناك فرق بين نص يكتب للقراءة، ثم بعد ذلك ينتقل إلى عمل فني (مرئي ومسموع)؛ فهو يحتاج إلى عمل كبير وجهد مضاعف في صناعته، وهذا لا ينطبق على (مسلسل محمد علي رود )؛ لأن النص لم يكتب للقراءة، بل كتب ليكون عملاً فنياً مرئياً ومسموعاً عبر الشاشة الصغيرة (التلفزيون)؛ فجميع الأعمال الفنية التي تقدم للمسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما؛ إنما هي (فن وصناعة)، ومن يتحمل عبء الصناعة هم ثلاثة أشخاص يعدّون ركائز العمل الفني (الكاتب، المخرج، المنتج)؛ فالمنتج هو (ثالثة الأثافي).
كما ذكرنا في مقالات سابقة حول نص مسلسل محمد علي رود، الذي ألفه الكاتب محمد أنور محمد، بحرفية وعبقرية، واختير له المخرج المبدع مناف عبدال، الآن لا بد من منتج يؤمن بقدرات الكاتب والمخرج، ويثق بإخلاصهما لهذا العمل، لتكتمل الصناعة بإحساس وقدرات ومهارة الفنانين، ولعل التحدي الأكبر لهؤلاء الثلاثة الصنّاع أنهم تضافروا وتكاتفوا وأخرجوا هذا العمل الضخم في ظروف قهرية وصعبة للغاية.
المنتج عبدالله بوشهري، بما لديه من إحساس فني ملهم، استقطب أفضل صناع المسلسلات والأعمال الفنية (كاميرامان، مكياج، أزياء، كوافير، أضواء، اكسسوارات، منتجين فنيين، مساعد إخراج ....إلخ)، تمتع هذا الفريق (بلغة دالة موحية تحاكي المشهد... حركة وصورة)، فالمنتج عبدالله بوشهري، وكادره، أضفوا جمالاً على جمال النص وإخراجه، ونحن نعلم جد العلم بأنهم عملوا في مناخ مظلم ضبابي ولكنهم أناروه ونقوه فيما قدموه من إبداع. تحية للمنتج الذي آمن بقيمة هذا العمل الفني وتحية إلى كادر عمله الذين تحدوا الصعاب وقدموا لنا عملاً يستحق المشاهدة، لم يستخفوا بعقولنا كمشاهدين، بل قدموا لنا عملاً فريداً من نوعه، - ولا سيما - تلك اللقطة التي ركزت على وجه (مشاري) وهو يصرخ صرخة ندم بعد أن عاث الظلاميون والمتشددون والمستبدون فساداً وخراباً في البلاد. وجاءت بعدها لقطة في إطار مشهد الطمأنينة التي جُبل عليها أهل الكويت في ظل الأسرة الحاكمة حفظها الله.


هذا العمل الرائع ينبغي أن يخرج ليجد موضع قدم خارج نطاق دولة الكويت ودول الخليج العربية، الآن دول شمال أفريقيا لا سيما (الجزائر وتونس والمغرب) بدأت تنجذب نحو اللهجة الخليجية، ورأينا مسلسل (خالتي قماشة) كيف وجد صدى جميلاً أثناء عرضه في الجزائر، كذلك نجد كثيراً من مطربي هذه الدول قدموا أغاني باللهجة الخليجية ونجحوا بإجادتها، أضف إلى ذلك قنوات إقليم كردستان العراق، والقنوات التركمانية تشتري كثيراً من المسلسلات التركية والكورية وتدبلجها، فلماذا لا يكون لنا موضع قدم هناك. أيضاً بالنسبة للدول العربية؛ فمثلما نأخذ منهم، يجب أن يأخذوا منا، فهذا هو التبادل الثقافي من الطرفين، لماذا تفرض علينا مسلسلاتهم بأسعار باهظة، ومسلسلاتنا لا تعرض إلا على مستوى الكويت ودول الخليج.
أيضاً نقترح أن تكون هناك مجلة فنية بعنوان (الفن الكويتي) تصدر شهرية عن نقابة الفنانين على غرار مجلة الموعد ومجلة النجوم، لا سيما أن هناك مادة فنية ضخمة في أرشيف الصحف والمجلات تغطي سبعين في المئة من مادة العدد، والثلاثون الباقية للموضوعات الحديثة، هذه المادة الأرشيفية ستغطي المجلة لسنوات عدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي