No Script

معالم الطريق في الخطاب الأميري

تصغير
تكبير

«عالم الغد بعد وباء (كورونا)، لن يكون كما هو عليه قبل هذه الجائحة، وإنما ستترك تداعيات مباشرة ومؤثرة محلياً واقليمياً وعالمياً على مختلف نواحي الحياة سواء منها الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها، الأمر الذي يفرض على الحكومة وعلى مجلس الأمة وعلى كل مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة اعتماد نهج جديد لمواجهة هذا التحدي الجاد، نهج يعيد رسم كويت المستقبل يطول نمط حياتنا وسلوكنا، ويستهدف تصويب مساراتنا، عبر خطوات فعالة... ولن يتأتى ذلك إلا بالتعاون والتعاضد وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس وتغليب المصلحة الوطنية».
ما سبق هو جزء من كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ـ حفظه الله ورعاه ـ بمناسبة تهنئة المواطنين والمقيمين بعيد الفطر السعيد، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات.
ونقرأ في هذا الخطاب السامي، أموراً عدة يجب الوقوف عندها، من بينها وأولها: أن سمو أمير الحكمة وربان السفينة شخّص، مستقبل الكويت بعد «كورونا» بوضوح وجلاء، لجهة وجود تداعيات كبيرة ومؤثرة خلّفها الفيروس، على جميع مناحي الحياة، وسموه عندما يؤكد هذه الحقيقة - وهو الذي بيده مقاليد الحكم ويعلم كل صغيرة وكبيرة في البلاد - فإن الأمر جد مهم، ويستوجب من الجميع الاستعداد للواقع الجديد.
الأمر الثاني: أكد سموه أن الوقت قد حان فعلاً للعمل الجاد للتكيف مع المرحلة المقبلة، وفق خطوات مدروسة وآلياتٍ ـ نهج جديد ـ بعيدة كل البعد عما يعرقلها، أو يؤخر إنجازها، وهذا النهج منوط بالسلطتين التنفيذية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني.
ثالثاً: أشار الأمير إلى ضرورة وضع خارطة طريقة واضحة المعالم لا مجال فيها، للتقاعس من أي قطاع لتنهض البلاد من جديد على جميع المستويات، وفق رؤية جديدة لا مجال فيها للأخذ والرد، والتسويف، أو التلاعب، والتصريحات الجوفاء التي تهدف في غالبيتها إلى «التمصلح» الانتخابي والتكسب السياسي على حساب المصلحة الوطنية.
رابعاً: ضرورة اعتماد الكويتيين على أنفسهم، للحد من موجات العمالة الوافدة، لا سيما الهامشية منها التي أظهرت أزمة «كورونا» وطأتها على الحكومة، أثناء محاولتها احتواء الفيروس.
خامساً: لا بد أن يستهدف نهج التغيير المقبل، نمط حياتنا، وسلوكياتنا، وتصويب المسارات على جميع الأصعدة، من ذلك التخلي عن النمط الاستهلاكي في كثير من مناحي حياتنا، وانخراط المواطن في جميع الأعمال والوظائف والمجالات كافة، حتى يتسنى لخطتي التكويت وتعديل التركيبة السكانية أن تريا النور، ويُبنى الوطن بسواعد أبنائه في تعاضد وتكاتف وتآزر وتحمل المسؤولية.
خلاصة القول: إن الأمر بحاجة إلى نفضة كبيرة جوهرها اعتماد الكويت على أبنائها، والبعد عن التصريحات الإعلامية الجوفاء، فللمرة الثانية في أقل من شهر يوجه سموه إلى ضرورة اعتماد الكويتيين على أنفسهم، في رسالة واضحة للجميع، قبل فوات الأوان، فقد حان وقت التغيير الجذري، ونحن منذ ستينات القرن الماضي، نعتمد على العمالة الوافدة في شتى مناحي الحياة، فإلى متى لا يمكن للمواطن أن يسد الفراغ الذي يمكن أن يتركه الوافد في مجالات عدة؟ لننزل جميعاً إلى الميدان ونبدأ التغيير المطلوب ونودع الوافد برحابة صدر، ونتولى كل صغيرة وكبيرة في وطننا ما أمكن وتكون الاستعانة بالوافد في أضيق الحدود.

h-alamer@hotmail.com
humodalamer

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي