«الراي» كشفت خطط واشنطن لاغتيال سليماني والمهندس قبل يوم من التنفيذ
- مصادر أميركية لـ"الراي": واشنطن حرصت على قانونية خطوتها والتزامها بالقانونين الأميركي والدولي
- اغتيال سليماني لم يخترق سيادة إيران بحصوله على الأراضي العراقية
- الاستهداف طال أشخاصا هم على لائحة الإرهاب الأميركية
عندما أشارت «الراي»، في تقريرها أول من أمس حول ردود الفعل الأميركية على اقتحام مجموعات عراقية موالية لايران المحيط الخارجي للسفارة الأميركية في بغداد، لم تكن تتوقع الجدية التي كان يتحدث بها المسؤولون الاميركيون حول «اعادة تأسيس توازن رعب» اميركي مع ايران.
وفي المقابلة مع مايكل بريغانت، قال المسؤول السابق في وزارة الدفاع لـ «الراي» انه «قدم عددا من الاقتراحات لزملائه العاملين في الادارة، ومنها تأسيس توازن رعب في العراق، بما في ذلك استهداف الشخصيات العراقية التي تعمل بإمرة (قائد فيلق القدس الايراني قاسم) سليماني، وفي طليعتهم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس وقائد ميليشيا بدر هادي العامري ورئيس الحشد الشعبي السابق فالح الفياض».
وأضاف بريغانت «ان المهندس، مثلا، هو على لائحة الشخصيات الارهابية، وهو ما يمنح ادارة ترامب المسوغ القانوني لاستهدافه».
ويبدو ان بريغانت كان يعكس نقاشا جديا داخل ادارة الرئيس دونالد ترامب، وهو نقاش صار جليا انه انتهى لمصلحة مؤيدي استهداف القياديين الايرانيين والتابعين لايران داخل العراق، بعد ان استهدفت اميركا في غارة جوية سليماني والمهندس وآخرين اثناء خروجهم بسيارتين من مطار بغداد الدولي.
وعلمت «الراي» ان واشنطن حرصت على قانونية خطوتها والتزامها بالقانونين الاميركي والدولي، فاغتيال اميركا سليماني لم يخترق سيادة ايران، اذ هو حصل على الاراضي العراقية، التي تعمل فيها القوات الأميركية بإجازة من الدولة العراقية لمكافحة الارهاب. وتقول المصادر الأميركية ان واشنطن استهدفت اشخاصا هم على لائحة الارهابيين الاميركيين.
وفي وقت اكتفى ترامب ببث تغريدة هي عبارة عن العلم الاميركي، اصدرت وزارة الدفاع «بنتاغون» بيانا حاولت فيه تصوير اغتيالها سليماني على انه خطوة استباقية لمنع هجمات مستقبلية كان يخطط سليماني القيام بها ضد القوات الأميركية في العراق.
وكانت ميليشيا «كتائب حزب الله» العراقية الموالية لايران استهدفت قاعدة عسكرية اميركية في كركوك، الاسبوع الماضي، ما ادى الى مقتل متعاقد عسكري اميركي، فردت اميركا باستهداف مواقع تابعة للميليشيا، ما ادى الى مقتل قرابة 30 شخصا، قيل ان منهم ضباطا في «الحرس الثوري الايراني».
وتحمّل الولايات المتحدة سليماني مسؤولية مقتل الف من اربعة الاف جندي اميركي لقوا حتفهم اثناء الحرب الأميركية في العراق، ويبدو ان واشنطن كانت تخشى ان يسعى سليماني للتصعيد ضد قواتها المنتشرة حاليا في العراق، لكن العارفين في العاصمة الأميركية يؤكدون ان حسابات اميركا الاستراتيجية في تصفية المسؤول الايراني هي اعمق وابعد بكثير من السبب المباشر المعلن.
وكان وزير الدفاع مارك اسبر قال في بيان، قبل وقت قصير من اغتيال سليماني، ما يلي: «الى ايران والميليشيات الموالية لها، لن نقبل الهجمات المتواصلة على قواتنا في المنطقة، والهجمات ضدنا سيتم التعامل معها بالرد في الوقت والشكل والمكان المناسب».
وختم بالقول: «نحض النظام الايراني على وقف نشاطاته الخبيثة».
وفي وقت حاول الديموقراطيون التشكيك في خطوة ترامب والتحذير من مغبة عواقبها وامكانية الانزلاق الى حرب مع ايران، أعلنت مصادر بنتاغون ان القوات الأميركية في عموم منطقة الشرق الاوسط رفعت من حالات التأهب في صفوفها لمواجهة أي تطورات.