لبنانية أميركية متهمة بتسريب أسماء عملاء خلال عملها في العراق
واشنطن تحاكم مترجمة تجسست لـ «حزب الله»
وجّه المدعون العامون في وزارة العدل الأميركية، تهمة التجسس الى مواطنة أميركية من أصل لبناني، بتهمة تمرير معلومات سرية حساسة إلى «حزب الله» اللبناني، كشفت فيها عن هوية ثلاثة مصادر لـ«الاستخبارات البشرية» (هيومنت)، أي مخبرين، ممن يزودون الولايات المتحدة بمعلومات على الأرض، بما في ذلك حول شخصيات تسعى القوات الأميركية لاستهدافها في المنطقة.
المواطنة الأميركية هي مريم طه، مواليد لبنان العام 1959، كانت تعيش في السعودية يوم تعرّفت الى ستيفن آرثر تومسون، الذي كان يعمل متخصصاً في مختبر أسنان في المملكة، واقترنا العام 1986، وانتقلا في 1993 للعيش في مدينة روتشستر في ولاية مينيسوتا الشمالية، وانجبا أربعة أولاد.
وفي 2002، توفي ستيفن، وبعد ذلك بفترة قصيرة، عثرت مريم طه تومسون، المتخصصة في اللغويات، على وظيفة مترجمة في الجيش الأميركي، وانتقلت للعيش في العراق. ومع مرور السنوات في عملها، حازت على ترقيات سمحت لها بالحصول على أذونات مرور بدرجة سرية عالية، وهو ما سمح لها بدخول ملفات سرية عبر شبكة وزارة الدفاع (البنتاغون).
وأثناء إقامتها في العراق، أخذت تتردد على أقاربها في لبنان، فنشأت علاقة عاطفية بينها وبين رجل يعمل ابن أخيه في وزارة الداخلية ويتمتعان بعلاقات مع «حزب الله». وفي نص الادعاء الذي قدمه محققو «شعبة مكافحة التجسس» في «مكتب التحقيقات الفديرالي»، ان الرجل اللبناني ينتسب الى مجموعات تابعة لـ«حزب الله» على مجموعات التواصل الاجتماعي، وينشر صورا للأمين العام للحزب حسن نصرالله.
وفور ولوجها ملفات حساسة في 30 ديسمبر الماضي، تنبهت أجهزة الرقابة الأميركية... ومع حلول 27 فبراير، اعتقل ضباط في «اف بي آي» مريم في مكان إقامتها في أربيل (شمال العراق)، وفتشوا شقتها، وعثروا تحت سريرها على ورقة كتبت عليها بالعربي أسماء وتفاصيل المخبرين الذين نقلتها من الملفات الأميركية الحساسة.
واعترفت مريم بأنها ارتبطت بعلاقة عاطفية مع اللبناني، وانها كانت تأخذ صوراً بهاتفها المحمول للمعلومات، وترسلها عبر إحدى تطبيقات الفيديو الهاتفية اليه، وانها عملت على حفظ بعض المعلومات، بما في ذلك هوية شخصية تابعة لـ«حزب الله» كانت أميركا تضعها في دائرة الاستهداف، وتزويدها الى شريكها في لبنان.
وأظهرت التحقيقات أن مريم طه حاولت الايحاء بأنها تكره «حزب الله»، وبأنها لا تعرف الميول السياسية لشريكها في المؤامرة، وبأنها كانت تعتقد أنه وابن أخيه العامل في وزارة الداخلية ينتميان الى حركة «أمل» التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري. ثم راحت تردد بان لا فارق يذكر بين الحزبين، وان «حزب الله المنظمة الإرهابية» مثل الاخطبوط، وانه استولى على لبنان، ويسيطر على «أمل» كذلك.
وأظهرت التحقيقات انكشاف هوية أربعة مصادر محلية لـ«هيومنت»، وهو ما سيجبر مشغليهم الأميركيين على نقلهم في الغالب الى الولايات المتحدة وتغيير هوياتهم.
وتصل عقوبة التهم ضد مريم، حد السجن مدى الحياة.