أكدت في ندوة مركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات» أن المجتمع الكويتي ذكي ومتماسك

ديبورا جونز: الكويتيون ناجحون جداً في التعامل مع الدول الكبرى... وجيرانهم

تصغير
تكبير
  • في «الربيع العربي»  نجحت  «السوشيال ميديا»  من دون وجود قائد  يحرك الجماهير 
  • ما يجمع بين أوباما  وترامب أنهما يدركان  جيداً خطورة التورط  في حروب خارجية 
  • من العبث قطع  الولايات المتحدة  لعلاقاتها الديبلوماسية  مع دولة كبيرة  مثل إيران 
  • أصبح للشباب الكويتي  تطلعاته للحرية  أكبر بكثير  من الأجيال السابقة 
  • كلام غير دقيق  وقصة مشوهة  ما نقله «ويكيليكس»  عني بزوال  الكويت العام 2020 
  • جون ديوك:  الكويت تمتلك برلماناً  حقيقياً ودستوراً  متماسكاً وصحافة حرة

أكدت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الكويت ديبورا جونز، أن «الكويتيين ناجحون جداً في التعامل مع الدول الكبرى ومع جيرانهم، ويعلمون كيف يتحركون، برغم الاضطرابات التي تعيشها المنطقة، لأنهم يمتلكون مجتمعاً ذكياً ومتماسكاً، والتماسك صفة جيدة يمتلكونها».
وخلال ندوة نظمها مركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات» وأدارها رئيس المركز عبد العزيز العنجري، وتحدث فيها المؤسس والرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية الدكتور جون ديوك أنتوني، قالت جونز إن «الكويت مجتمع صغير يعرف بعضه البعض جيداً، ويتسم بالثراء والنجاح، ليس فقط النجاح الداخلي، بل على المستوى الخارجي، ويسعدني جداً القول، ومع قرب حلول 2020، أن كثيراً من النقاط التي تحدثنا عنها أخذت بعين الاعتبار في خطة 2035 لتنمية الكويت»، مطالبة بضرورة تصحيح الوضع، من دون إضاعة المزيد من الوقت، أو هدر المزيد من الفرص، «فالكويت مازالت أفضل بكثير من غيرها وفرص النجاح مازالت متاحة».
وفيما شددت السفيرة السابقة على حرص بلادها على نجاح سمو رئيس الوزراء المكلف الشيخ صباح الخالد، نفت في الوقت ذاته ما كان نسبه موقع «ويكيليكس» إليها، قبل سنوات، من أقاويل حول زوال الكويت في 2020، مشيرة إلى أن «هذا الكلام ليس دقيقاً، وهو عبارة عن قصة مشوهة من قبل بعض الأطراف»، معربة عن سعادتها لمن أعطوها الفرصة بعد كل هذه السنوات لشرح حقيقة قصة زوال الكويت، فقد كان يُمنع علينا قانونياً كسفراء في ذلك الوقت التعقيب على هذا التسريب أو غيره.
وأوضحت أنها كانت في رسالتها تعكس مفهوم العملية الاكتوارية من ناحية اقتصادية، حيث قارنت بين أرقام ومصادر الدخل والنمو الديموغرافي بالكويت، وحجم المصروفات وزيادتها السنوية، في ظل غياب استثمارات أجنبية مباشرة إضافية، وعدم وجود انفتاح، وتنويع في الاقتصاد، مبينة أنها كانت تقصد أن الكويت بحلول 2020، ستفتقر إلى وجود أموال كافية للحفاظ على مستويات معيشة المواطن الحالية، وأن الحكومة ستضطر الى سد العجز من خلال الصرف من الاحتياطي العام، وهذا الحاصل حالياً، «وأتى كلامي سابقاً مصدقاً للواقع الحالي».

«السوشيال ميديا»
وحول تأثير الطفرة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي في أسلوب ادارة الحكومات للشعوب، أكدت جونز أن «العلاقة بين الحكم والسياسة علاقة مركبة ومعقدة، وتمر بمراحل عدة، فأي شخص لديه أسرة يعلم جيداً صعوبة اتخاذ أو تمرير قرار»، مستذكرة مقولة الأب الروحي لما يعرف بالسياسة الحديثة ماكس فيبر «إن هناك شيئين يجب توافرهما لخلق دولة مستقرة، الأول احتكار العنف، إذا جاز التعبير، والثاني وجود القائد الكاريزمي صاحب الشخصية»، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وما صاحبها من تطور تكنولوجي غيرت الى حد كبير من شكل تلك المعادلة، فمثلا في الربيع العربي نجحت وسائل التواصل الاجتماعي في لعب دور بارز، بدون وجود قائد ذي كاريزما يحرك الجماهير، متابعة «فقد كانت الوسائط الاجتماعية والرسائل الإلكترونية القادمة من كل جهة وصوب - مجهولة الهوية أحيانا - هي البطل والمحرك»، لافتة إلى أنه أصبح من الصعب تحديد مركز الثقل الحقيقي سياسياً على الأرض والذي يجب التعامل معه، فتحديد مركز الثقل النوعي أمر شديد الأهمية لكل دارسي الاستراتيجيات.

مستقبل النفط
‎وحول مستقبل النفط بشكل عام والوجود الاميركي بمنطقة الخليج وتأثير ذلك على الكويت، أشارت جونز إلى أن البترول حيوي جداً ويكتسب أهميته من حركته بين البلدان، لا يهم إذا كان متجهاً للولايات المتحدة أو أوروبا أو للصين، المهم إنه دائما ما سيجد طريقة للحركة والوصول لمستهلكه، طالما ظلت الأرض مفتوحة، متمنية ألا تقرر الإدارة الأميركية سد كل المنافذ أمام أحدهم، حتى لا يتحتم علينا مواجهة ردود فعل غير متوقعة، فحينما لا يجد لنفسه مهرباً سيهاجمك بكل تأكيد، وهذا ما حدث في سورية وإيران.

الإدارة الجديدة
‎وعن سياسات الإدارة الأميركية الجديدة، قالت: «أعتقد أن هناك شيئاً مشتركاً بين إدارتي أوباما وترامب، وهي أن كليهما يدرك جيداً خطورة التورط في حروب خارجية لما لها من تأثير سلبي على مجتمعنا وسلامته النفسية»، مؤكدة أنه من العبث قطع الولايات المتحدة لعلاقاتها الديبلوماسية مع دولة كبيرة مثل إيران، مشيرة إلى أن سياسة ترامب الحالية هي «دعهم يسوون أمورهم مع بعضهم بأنفسهم، وسنتعامل نحن مع النتائج لاحقاً»، لافتة إلى أن «الفرق بين أوباما وترامب في جزئية رفض التورط في حروب خارجية هو في كيفية العرض، فأحدهما يعرضها بشكل مثالي والآخر بشكل ربما أيديولوجي».
وبخصوص مخاوف الشباب من مدى إمكانية تحقق «رؤية الكويت 2035»، أوضحت أن وجود قيادة متفائلة وطموحة أمر شديد الأهمية للبلدان، و«علينا دوماً رفع معدل التفاؤل ودعم الأمل وإلا لماذا سيتبعنا أحدهم؟».

تطور مذهل
ورأت أن هناك تطوراً مذهلاً في وسائل التواصل وانتقال المعرفة، مبينة أن «التحدي الذي يواجهنا جميعاً سواء في الكويت أو في أميركا أو أوروبا، هو قدرتنا على منح الفرصة وخلق مساحات أكبر لهؤلاء الشباب، إنهم ليسوا صبورين فهم يريدون حل الأزمة الآن وليس غداً، الشاب هنا في الكويت سافر ورأى واطّلع واشتبك عبر الانترنت مع العالم بأسره، وبحكم هذا التراكم المعرفي أصبحت للشباب تطلعاتهم للحرية أكبر بكثير من الأجيال السابقة»، متابعة «دورنا ليس اسكاتهم أو قمعهم، وإنما يجب الاستماع إليهم وتهيئة المناخ لهم، وتوفير الفرص لهم، ليكونوا شركاء في الحوار، هذا أساس لابد منه، فلا يجب إغفال اهمية إشراكهم في بناء مستقبلهم».

التجربة الكويتية
من جهته، أكد الدكتور جون ديوك في حديثه عن التجربة الديموقراطية في الكويت، أن الكويت تمتلك برلماناً حقيقياً ودستوراً متماسكاً وصحافة حرة، مبيناً أنها سبقت بلداناً خليجية أخرى، بأميال، على حد تعبيره، مستدركا، «لكن كلنا معرضون للخطأ، ولا يخلو أحدنا من العيوب، ولعل التذمر الحالي خطوة لنسترجع ذكريات ما كنا نحظى به، ونرى المستقبل بنظرة أكثر إيجابية، خصوصاً مع التغيرات الحالية بالكويت والمنطقة».‎

من الندوة

صباح الخالد نظيف اليد
ومطلوب منه
مزيد من الشفافية

فيما أكدت السفيرة جونز أن سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد شخص نظيف اليد، وجهت له نصيحة بالتزام «الشفافية... والمزيد من الشفافية، فلا يمكن الآن بأي حال من الأحوال إخفاء الحقيقة عن الناس، لذلك فنصيحتي الاولى والاهم له هي الصدق والوضوح مع الشعب، فالكويتيون يحترمون الشفافية والمصارحة».
وأضافت في حديثها بالندوة، أن «الشعب الكويتي شعب واعٍ وذكي، وفي الكويت ليست الازمة ان الناس لا تعرف ما يحدث، الأزمة دوماً ان لا أحد يخبرهم بحقيقة ما يجري وما الذي يدور حوله»، مضيفة «أعلم بنظافة يد سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وأتوقع مزيدا من الخير على يديه للكويت، فلا يمكن أن نحكم عليه من دون إتاحة الفرصة المناسبة له». ولفتت إلى أن «منصب رئيس الوزراء يختلف كليا عن منصب وزير، لذا فإن التواصل بينه وبين الشعب مهم جداً، وأعتقد أنه كرئيس جديد للحكومة لديه فرصة كبيرة للنجاح بناء على خبراته ودرايته بالتركيبة الكويتية».

العنجري: ديوك تحمّل
الكثير لتقاربه مع العرب

أثنى عبدالعزيز العنجري على جون ديوك، موضحاً أنه «رجل شجاع تحمّل وبثبات هجوم أطراف عدة عليه، جراء موقفه الواضح والمبدئي من تقاربه مع العرب، وقاوم ضغوطات كبيرة من جماعات داخل أميركا، كانت تسعى لإسكاته وحرمانه من نقل صورة إيجابية عن العرب في الولايات المتحدة». وعلى اثر كلمته اختتمت الندوة بتصفيق حار من الجمهور للدكتور ديوك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي