نسمات

وأيضاً... «الصلابة»!

تصغير
تكبير

حدثتكم سابقاً عن قصة «الصلابة» التي حدثني عنها والدي - رحمه الله - حيث كانت تستخدم في معاقبة الخارجين على القانون، بأن يتم ربطهم فيها وإيقاع العقوبات عليهم!
تروي القصة بأن أحد الأجانب قد وقف الى جانب الصلابة وأخذ يقبلها فسألوه عن سبب تقبيل تلك الآلة من دون سبب؟! فقال لهم: جئت من بلدي إلى الكويت، وقد أخبروني بأن الكويت بلد مفتوح تستطيع أن تفعل فيه ما تشاء من دون أن يحاسبك أحد، فقررت أن أنهب وأسرق قبل أن أرجع إلى بلدي، فشاهدت شخصاً مربوطاً في تلك الصلابة والناس تضربه، فسألت عنه فقالوا لي بأنه قد سرق شيئاً بسيطاً وهذه هي عقوبته، فقررت وقتها أن أمتنع عن السرقة وأن أحرص على الرزق الحلال كي لا أُعاقب، ووفقني الله تعالى لعمل الخير الذي أغناني عن السرقة، فذهبت لأقبل الصلابة التي كانت هي السبب في توبتي!
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الصلابة لردع المجرمين ولقطع دابر الجريمة في الكويت، فقد سئم الناس من انتشار حجم الفساد ووصوله إلى درجات غير مسبوقة أمام حيرة الناس واشمئزازهم من حجم انتشاره وتغلغله في المجتمع!


لقد أدرك الكويتيون في زمن فقرهم أن الجرائم مهما صغرت فإنها لا تنتهي ولا تنقطع ما لم يقابلها عقوبة تساويها، وصدق الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما قال: «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، فمهما ازداد مستوى التدين في المجتمع، فإن هنالك أناسا لا ينفع معهم إلا الشدة والقوة!
يتذكر الكويتيون بكل إجلال سيرة الشيخ عبدالله الأحمد - رحمه الله - حيث كان حازماً في تطبيق القانون على المخالفين، وأحياناً كان يظلم البعض من دون قصد، ولكنه قد استطاع فرض هيبة القانون وتأديب المارقين، ومن القصص التي تروى عن الخطأ في تطبيق القانون على المخالفين، أن رجلاً دخل ديوانه فقام الحرس بتجريده من ثيابه وضربه ضرباً مبرحاً، بعدها جاء الفداوية ليخبروا الشيخ بأنهم لم يجدوا المتهم المطلوب، فقال لهم: إذاً من هذا الذي عاقبناه؟! فلما سألوه قال: لقد جئت لأشتكي على أحد التجار الذي أخذ أموالي ظلماً!
لاحظ الناس أن حجم الأحكام بحق الخارجين على القانون قد ازداد بطريقة غير مسبوقة خلال الأيام الأخيرة، وأرجعوا ذلك إلى النهج الجديد الذي سلكته الحكومة الجديدة واعتبروه بارقة خير، ومهما يكن الأمر فإن صحوة الحكومة وتحركها للقضاء على التسيب والفوضى هو أمر يستحق الإشادة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي