أوضاع مقلوبة!

... (المُصارع) يترنّح!

تصغير
تكبير

تخيّلوا لو خرج على الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم رئيس دولة عربي أو مسلم، وأخذ يوجّهه ويملي عليه واجباته تجاه الآخرين، وحق الشعب عليه، ناصحاً إياه تطبيق الديموقراطية وحماية أرواح مواطنيه من القتل والتعذيب والبعد عن العنصرية؟!
هذا ما قام به ترامب بالأمس، حينما تخصّص في توجيه عالمنا العربي والإسلامي بالنصائح والإرشادات ووضع النظريات والشروط، وإلا سيتم تطبيق العقوبات عليهم، وكأنهم أطفال سنة أولى، يحتاجون إلى من يلقي عليهم الدرس!

عموماً ما زاد الطين بلة في مشهد غضب الشارع الأميركي الأخير - الذي خرجت فيه جموع المتظاهرين بالتكسير والنهب والتخريب مع الاحتجاجات السلمية بعد مقتل الشاب الأميركي الاسود جورج فلويد المتهم باستخدام ورقة الـ20 دولاراً المزوّرة على يد شرطي أميركي أبيض من خلال الدعس بركبته على رقبته حتى فارق الحياة - أنّ ترامب خرج في اليوم التالي يعرب عن أسفه وتعازيه لأسرة القتيل، ومتوعدا في الوقت نفسه باللجوء إلى الجيش لقمع المحتجين والمتظاهرين و(حركة انتيفا) اليسارية، التي يعتزم تصنيفها بالإرهابية!
ولعل تلك اللغة الحادة التي استخدمها في مخاطبة الشارع الأميركي لوقف الاحتجاجات أراد بها دغدغة أصحاب البشرة البيضاء من العنصريين - وما أكثرهم - وهم الذين استند عليهم في الفوز، وكانت لهجته العنصرية هي الركيزة الأساسية في اكتساح الأصوات ضد منافسته الديموقراطية آنذاك هيلاري كلينتون العام 2016!
ترامب لا يريد أن يخسر ما تبقى له من قاعدة جماهيرية، تحطّمت في المشهد الأخير، رغم هدوء الشارع الأميركي الآن، بعد سلسلة من الضربات السياسية والاقتصادية الموجعة التي تلقاها على يد (فيروس كورونا)، والصحية على يد (منظمة الصحة العالمية)، جعلت من أميركا صاحبة المركز الأول على العالم في عدد الإصابات وانتشار هذا الوباء!

على الطاير:
ما زال البعض من بنو عربنا يدعو ليل نهار للمصارع (المترنح)، الذي قضى حياته بين الحلبات... ليفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع... بإذن الله نلقاكم!

bomubarak1963@gmail.com
twitter: bomubarak1963

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي