رسالتي

الربعي والنفيسي... والشيشة!

تصغير
تكبير

تابعت باستمتاع حلقات برنامج «الصندوق الأسود» والذي يقدمه الإعلامي عمار تقي، و كان ضيفه فيه عبر 30 حلقة الدكتور الفاضل عبدالله النفيسي.
وأسباب المتعة أن الدكتور النفيسي تحدث عن فترات مهمة من تاريخ الكويت، عبر سرده لمواقف من حياته الشخصية خلال تلك الفترات.
والمثير في الحلقات أنها كانت ملغّمة، وكانت صريحة لأبعد الحدود، ولعلي لا أكون مخطئاً لو قلت إن الدكتور النفيسي لم يترك أحداً. فقد هاجم الحكومة ونواب البرلمان، والمجتمع بمختلف أطيافه، كما أن التيارات السياسية والحركات الإسلامية، كان لها نصيب وافر من ذلك الهجوم.
النقطة الأساسية التي أريد الحديث عنها في هذا المقال والتي اقتبستها من حلقات الصندوق الأسود: هي قوة العلاقات والروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الكويتي رغم الاختلافات السياسية والفكرية والطائفية.
فلقد أشار الدكتور النفيسي في إحدى الحلقات أنه رغم الخلاف الفكري والسياسي بينه وبين الدكتور أحمد الربعي رحمه الله، ورغم مهاجمة كل منهما الآخر عبر بعض الإذاعات العربية خلال الثورة اليسارية في عدن، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يصطحب الربعي إلى أقرب مقهى لشرب «الشيشة» ثم الانتقال إلى أحد المطاعم لتناول بعض المشويات معاً.
هذه الصورة ليست غريبة على أهل الكويت، ولدي من الشواهد الشيء الكثير، فلقد قرأنا تغريدة للنائب السابق مبارك الدويلة وهو يدعو بالشفاء العاجل للإعلامية فجر السعيد، رغم هجومها الشرس ضد أتباع التيار الإسلامي خصوصاً المنتمين لفكر الإخوان.
وتابعنا زيارة الشيخ ناصر المحمد للدكتور وليد الطبطبائي لتقديم واجب العزاء في وفاة والدته، رغم الخلاف الكبير الذي كان بينهما.
ورأينا الموقف الأخلاقي الذي اتخذته النائب صفاء الهاشم، ضد أحد النواب والذي كان يسعى جاهداً لكشف بعض الأمور الخاصة والعائلية لأحد النواب خلال إحدى جلسات رفع الحصانة، واعتبرت أن الخوض في الأعراض والتشهير في الناس خط أحمر لا ينبغي تجاوزه، رغم خلافها السياسي مع ذلك النائب.
وقرأنا تأبين مجموعة من النواب الإسلاميين ونواب المعارضة للنائب السابق نبيل الفضل بعد وفاته، رغم شدة الهجوم وقساوته الذي كان يشنه ضدهم.
والكل تابع استنكار وشجب جميع أطياف أهل السنة لجريمة تفجير «مسجد الصادق»، والذي راح ضحيته العديد من المواطنين والمقيمين.
ورأينا مواقف المروءة من بعض النواب والسياسيين في الدعوة إلى العفو الشامل عن المحكومين في قضية دخول المجلس، رغم الاختلافات الفكرية والسياسية التي بينهم، وهذا إنما يدل على شرف الخصومة.
من هنا أقول إننا في الكويت «غير» وإن أحد أسباب الاستقرار في المجتمع الكويتي هو حرصهم ومحافظتهم على العلاقات الاجتماعية، رغم الاختلافات السياسية والفكرية والطائفية.
ولذلك كان من المهم جداً المحافظة على هذا النسيج الاجتماعي مهما وقعت من أحداث، أو تغيّرت من ظروف.

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي