No Script

اجتهادات

مو زين!

تصغير
تكبير

اختصر رئيس مجلس الوزراء الوضع الاقتصادي أمام نواب مجلس الأمة بكلمة (مو زين!). وأعلم علم اليقين أن رئيس مجلس الوزراء ووزراءه ونواب مجلس الأمة يدركون حقيقة كلمة (مو زين) والأدهى والأمرّ أننا - وغيرنا الكثير - يعلم أن (مو زين) ليست وليدة اليوم، بل مرتبطة بسنوات عديدة مضت!
العلة يا سمو رئيس مجلس الوزراء أن من سبقك، وأتمنى ألا تكون أنت كذلك، كانوا مطمئنين لأن برميل النفط كان يلبي احتياجات الدولة من دون غيره! فاعتمدنا عليه ونسينا غيره! أما اليوم فإن هذا البرميل لم يعد يكفي لسد العجز الواضح والمعلن في ميزانية الدولة لأسباب يعرفها الجميع!
قلناها سابقاً ولا بأس في الإعادة، المعروف أن الثروات الطبيعية قد تساعد في صناعة ثروات الدول، ولكن على النقيض، فإنه من المعروف أيضاً أن تلك الثروات لن تصمد في حفظ ثراء تلك الدول، لأنه سيأتي يوم من الأيام قد ينضب فيه هذا المصدر الطبيعي أو قد يجد العالم، بسبب ثورة التكنولوجيا المتسارعة، مصادر أخرى للطاقة قد تساهم في الاستغناء عن هذا المصدر بسبب وجود بديل أرخص أحياناً، وأفضل منه أحياناً أخرى!


ومن المعروف أيضاً أن دولاً كثيرة تعد من أغنى دول العالم احتواءً على تلك الثروات، كإيران وفنزويلا مثلاً، تعيش مستويات غير مسبوقة من ارتفاع حاد في معدلات التضخم وانهيار العملة المحلية وارتفاع في مستوى البطالة وضعف شديد في الاقتصاد المحلي، وتسارع غير معلوم النهاية في تزايد معدلات الفقر، وكل ذلك أدى إلى حالة من عدم استقرار تلك الدول، سياسياً واجتماعياً وديموغرافياً، ومما زاد الطين بلة أزمة كورونا!
وفي المقابل، فإن دولاً كثيرة أخرى أيضاً تعاني من انعدام الثروات الطبيعية التام، استطاعت من خلال الاعتماد على الثورة الصناعية والاقتصادية وفي جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وإنشاء مشاريع حيوية وخلق بنية تحتية بعيدة عن شبهات الفساد، وغيرها الكثير من عوامل النجاح التي لا يسع المجال لذكرها، أن تتحول إلى أكثر دول العالم تقدماً ورفاهية ومن أعلى الدول في إجمالي الناتج المحلي على مستوى العالم، ولا ننسى أنها الأعلى أيضاً نصيباً في متوسط دخل الفرد!
الواضح في الأمر، وبعد البحث، أن أكثر من 25 دولة في العالم تصنف في الوقت الحاضر كدول غنية إذا ما تم أخذ مقياس متوسط دخل الفرد، لكن واقع الحال يقول إن الكثير منها لا يملك أي ثروة طبيعية كما نملك نحن وغيرنا الكثير! ولكنها امتلكت الإرادة والرغبة الحقيقية كي تكون ضمن الدولة المتقدمة، فكان لها ما أرادت!
فهل تستطيع يا سمو الرئيس أن يكون لنا ما أردنا، وإن شاء الله ما تريد، حتى يعود الوضع مرة أخرى (زين)، والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي