وجع الحروف

الإخفاقات و... الحظر الشامل!

تصغير
تكبير

خاطبني زميل عزيز وبنبرة حزينة مغتضبة بقوله «اكسر القلم... لم يعد أمامك إلا كسر القلم? فلا يوجد مبرر لاستمرارك بالكتابة وتوجيه النصح فالوضع سيظل على ما هو عليه ولا مجال للإصلاح»!
ماذا عساني أن أقول لصاحبي هذا... وهو غير ملام فالشواهد تؤكد أن التيه المؤسساتي والاجتماعي والإعلامي مستمر على الوتيرة السابقة نفسها التي امتدت لعقود ونحن لم نستوعب رغم أن الحقيقة مختلفة.
الحقيقة أننا أمام إخفاقات يصل بعضها إلى حد الإفساد وتصوير الفاسد بطلاً والمنادي بالإصلاح غوغائياً أو «ما عنده سالفة»، وفي المقابل يرى المصلحون أن مهمة التوجيه والنقد البنّاء على هيئة رسائل نصح واجبة لا يجب التوقف عنها.
هناك اجتهادات طيبة ترفع لها القبعة لكثير من أبناء جلدتنا العاملين في الصفوف الأولى، سواء من كفاءات الصحة? الفرق الأمنية والفرق التطوعية والخيرية لكن التخبط الإداري، هو ما جعل العمل غير منظم ناهيك عن رسائل الترهيب حول فرض الحظرالكلي/ الشامل الذي تسبب في حالة «رعب» شهدتها منافذ بيع المواد الغذائية.
وهنا يتساءل العاقل: مَنْ هو المتسبب في هذا كله؟ ومَنْ هو السبب في عدم توفير سُبل الوقاية؟ ولماذا لم تقم وزارة الصحة بعمل المسح الشامل؟ ومَنْ هم المتسببون في خلل التركيبة السكانية التي استنزفت الموارد بشكل عام بما فيها الطبية؟... هل هو الشعب أم الحكومة؟
هل حصل الأطباء والكادر التمريضي والعاملون في المراكز الطبية والخدماتية على مستلزمات الوقاية من كمامات ولباس طبي وقفازات وتعقيم؟ وهل حصل المواطنون«الشعب» على كمامات ومطهرات؟
الإخفاقات تقول إنها لم توفّر ناهيك عن البروتوكولات المعمول بها في دول آخرى، هي الآن بصدد فتح الأسواق والطيران وفق ضوابط معينة ونحن الآن نبدأ اليوم بالحظر الشامل/ الكلي؟
هذه المحصّلة الطبيعية للقيادات الباراشوتية... هذه المحصلة المنطقية لعدم العمل بالتخطيط الإستراتيجي.
في السابق كانت هناك قلة تنادي بإنشاء جهاز خاص بإدارة الأزمات والكوارث وتقديم الكفاءات وعزل القيادات الباراشوتية وتطبيق القانون بشكل عادل? والآن أصبحت «على عينك يا تاجر»... فالغالبية تنادي بذلك بعد أن بلغ الأمر أن المصاب بفيروس كورونا المستجد لا يجد سريراً? وبات واضحاً استغلال تجار الأزمات لوباء كورونا.
الزبدة:
سنظل نطرق باب الإصلاح... ونتحدث بشفافية عن مكامن الخلل، ولابُد في يوم ما علمه عند الله أن يتحقق الإصلاح ويُزج الفاسدون بالسجن.
التشاؤم وحالة الانهزام لا تبني وطناً... وليقولوا ما يقولون لأن الثابت وفق المعطيات عبر مر التاريخ? أن البقاء للأصلح.
لا نريد أن نصل إلى حالة الانهيار الذي علمت أسبابه وعُرف الداعمون له، من قيادات باراشوتية تعشق «الشو الإعلامي» ولهذا السبب طالبنا بعمل «هزة» قوية تزيح كل معوقات الإصلاح وتحاسب كل فاسد مفسد وأن نفوق من غفلتنا قبل فوات الآوان... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي