No Script

الناطق باسمهم لـ «الراي»: 7203 طلبات هجرة من طرابلس والشمال قُدّمت أمس إلى السفارة

«هروب جَماعي» من «الكوابيس» في لبنان إلى... «الحلم» الكَنَدي

No Image
تصغير
تكبير

... كأنه «الهروب الكبير» من لبنان.
7203، رقمٌ مُفْجِع في سجلّ المآسي اللبنانية التي لا تنتهي، حرباً ولا سلماً.
هم لبنانيون يائسون، يحلمون بـ«الفرار» من بلادٍ كانت يوماً «سويسرا الشرق» و«دُرة الشرقين» قبل أن تصبح أرضاً لكوابيس «لا تنام» في السياسة والاقتصاد ولقمة العيش.


حين وَقَفوا قبل نحو أسبوعيْن على أسوار السفارة الكندية في لبنان، اعتقد كثيرون أن الأمرَ مجرّد «صورة» وتُطوى. لكن الـ150 مواطناً وغالبيتهم العظمى من طرابلس، أقدم مدن البحر المتوسط، الذين صَرَخوا مطالبين بفتْح باب الهجرة أمامهم، سرعان ما صاروا «حشداً» من أكثر من 7200 شخص تقدّموا أمس بطلباتٍ أشبه بـ«نداء استغاثة» لاستضافتهم في «بلاد الصقيع» وفي أحضان «الحرية والديموقراطية والعيش الكريم».
إنّهم مجموعة «بدنا نفلّ من لبنان» التي تحدّث باسمها لـ«الراي» الدكتور فوزي فري شارِحاً حيثيات ما يشبه «الهجرة الجماعية»، صاغَها في رسالة وُجهت إلى السفيرة الكندية في بيروت وبدت كأنّها أكثر من طلبِ نزوح لأسباب اقتصادية معيشية وأقلّ من طلب لجوء سياسي.
وأكد فري لـ«الراي» أن لبنانيين من كل المناطق والطوائف جزء من هذه المجموعة «وسبق أن اعتصموا أمام أبواب السفارة الكندية للتعبير عن مآسيهم وآلامهم المشتركة كمواطنين في دولة لا تحترم مواطنيها، يجمعهم فيها الفقر والعوز والإهمال وفقدان الأمل بأي مستقبلٍ واعد»، موضحاً «أن كندا تحوّلت وجهةً للهجرة بعدما باتت فرص العمل في الدول العربية والخليج العربي متاحة بصعوبة»، ومشيراً إلى أن الواقع المأسوي «من فقر وعوز وظلم وبطالة وتلوث ومرض وانعدام فرص العمل التي تتيح العيش بكرامة، وضع اللبنانيين أمام مستقبل بلا أفق، حتى إنه لو فُتح باب الهجرة اليوم لوجدنا أن غالبية أهالي طرابلس والشمال لن يترددوا في الهجرة إلى خلف البحار».
وكانت الرسالة إلى السفارة الكندية «باسم الشعب اللبناني»، والتي أُرفقت بطلبات الهجرة التي تم تقديمها أمس بعدما جرى «تجميعها» على مدى الأسبوعين الماضييْن، تضمّنت إشارة إلى «أننا في دولة فاشلة عنصرية طائفية مذهبية لا هوية لها، ولا معنى لحقوق المواطن فيها ولا لكرامته ولا لصحته ولمستقبل أولاده وتعليمهم»، لافتة إلى «أننا لم نعد نستطيع دفع إيجارات بيوتنا المتواضعة غير الصالحة للسكن، ولا تعليم أبنائنا حتى في أسوأ مدارس التعليم الرسمي، ولا حتى شراء الكتب والقرطاسية، وبتنا نخشى عليهم من الأمية والجهل وفقدان الأمل والذهاب نحو التطرف والمخدرات والتبعية التي تحيط بنا».
وأضافت: «أصبحنا نخاف على أولادنا من موت محتم على أبواب المستشفيات التي ترفض استقبالهم، من دون مقابل مالي لا نستطيع تأمينه. أمراض تصيب الجميع نتيجة تلوث الهواء والماء والغذاء الذي نقدمه لهم بأيدينا. حيث ننتظر لساعات طويلة أمام مكاتب الطبقة السياسية الفاسدة، لنستجدي وظيفة، مساعَدة مرضية أو استشفائية أو غذائية بذلٍّ ومهانة، وكأننا نستعطي أو نتسوّل من أموال سُرقت من جيوبنا (...) لم تعد لدينا قدرة على الصمود في بلدنا ولا حتى رفع الصوت لإيصال وجعنا وآلامنا... فحرية الرأي والتعبير ممنوعة في بلدنا المظلوم كأبنائه، والخوف من احتجازنا اعتباطياً أصبح يلازمنا (...)».
ويُذكر أن السفارة الكندية شهدت أيضاً في الأسابيع الثلاثة الماضية تحرّكات في اتجاهها من لاجئين فلسطينيين في لبنان رفعوا الصوت مطالبين بمنحهم حق اللجوء الإنساني في ظل أوضاعهم الصعبة في «بلاد الأرز»، وسط تقارير صحافية نقلت عن «الهيئة الشبابية الفلسطينية» أن عدد الطلبات المقدمة إلى السفارة الكندية بلغ قبل عشرة أيام 44 ألفاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي