No Script

تقنية طبية

الموجات فوق الصوتية تكبح جماح «الشلل الرّعاش»

No Image
تصغير
تكبير

بفضل تطور بحثي جديد، بات من الممكن تطبيق تقنية علاجية تعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية لتخفيف معاناة مرضى الشلل الرعاش (مرض باركنسون) وتهدئة ارتجافات أطرافهم بشكل فوري.

أثبتت دراسة طبية جديدة أجريت في مركز بحثي تابع لجامعة «لاكويلا» الإيطالية نجاح تقنية سهلة وآمنة في اجراء عملية غير جراحية تؤدي إلى تخفيف أعراض مرض باركنسون (الشلل الرعاش)، وذلك في خطوة تبشر بمنح مزايا أسرع وأكثر بكثير من الطرق العلاجية الأخرى التي تنطوي على مخاطر محتملة.
الدراسة أجريت تحت قيادة وإشراف الدكتور فيديريكو برونو، اختصاصي الأشعة في مركز أبحاث العلوم الحيوية والتكنولوجيا التطبيقية التابع للجامعة، والذي قال إنه هو وفريقه عرضوا نتائج اكتشافهم البحثي المثير للاهتمام أمام المؤتمر السنوي للجمعية الإشعاعية لدول أميركا الشمالية، والذي انعقد قبل أيام قليلة في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية.
وقال الدكتور برونو إن الطريقة تعتمد على جهاز يعمل بتقنية تُعرف اختصاراً بـMRgFU ومعتمدة منذ 3 سنوات من جانب إدارة الأغذية والأدوية الأميركية (FDA)، موضحاً أن العملية تتم من دون جراحة عن طريق تركيز حزمة أشعة طاقة فوق صوتية مركّزة وموجّهة بالرنين المغناطيسي لاستئصال جزء صغير من المهاد في الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن ارتجاف أطراف المريض لا إرادياً وعلى نحو شبه مستمر.
وتابع قائلاً إنه يتوقع لهذه الطريقة أن توفر بديلاً أكثر أماناً وفعالية مقارنة بالطرق العلاجية والتلطيفية الحالية، والتي من أشهرها وأنجحها طريقة «التحفيز الدماغي العميق»، وهي الطريقة التي تتطلب تدخلاً جراحياً دماغياً شديد الحساسية والتعقيد وتنطوي على مخاطر محتملة من بينها النزيف والالتهابات.
ووفقا لما جاء في سياق شرح الطريقة التي ابتكرها الدكتور برونو وزملاؤه، فإن تقنية MRgFU لا تستدعي عمل شق جراحي فضلاً عن أن مخاطرها الكامنة أقل بكثير.

*نتائج ممتازة
أجريت الدراسة على 39 شخصاً مصاباً بمرض باركنسون منذ 10 سنوات أو أكثر، وبلغ متوسط أعمارهم 64.5 عاماً، وكانوا جميعا يعانون من ارتعاشات مستمرة ولم تستجب حالاتهم للعلاجات الأخرى.
وجاءت نتائج الدراسة واعدة ومبشرة إلى درجة عالية، حيث طرأ على 37 من بين أفراد المجموعة الـ39 تحسناً «جوهرياً وفورياً» في وتيرة ونشاط الارتعاش لديهم، فضلاً عن أنه ليست هنالك مخاطر متوقعة.
وأضاف الدكتور برونو قائلاً: «إلى جانب ميزة التأثير الفوري الذي يوفره العلاج بتقنية MRgFUS، فإن الطريقة الجديدة لا تستدعي بقاء المريض في المستشفى لفترة طويلة، فضلاً عن أي مريض يستطيع أن يتحملها مهما كان واهناً أو صحته ضعيفة».
ويأمل الدكتور برونو وزملاؤه الباحثون أن تسهم هذه الدراسة في نشر معالجة الشلل الرعاش بتقنية MRgFU على أوسع نطاق ممكن حول العالم، بحيث تصبح متاحة من خلال مراكز علاجية متخصصة ومزودة بالأجهزة المناسبة.
جدير بالذكر أن مرض باركنسون (الشلل الرعاش) هو اختلال يصيب أحد مراكز الدماغ ويتسم بالارتجافات والتصلب في اليدين والذراعين والساقين والفك أو الرأس ويسبب هذا المرض اختلالات في القدرة على المشي وحفظ التوازن والقدرة على تنسيق حركات الجسم. وهو يبدأ طفيفاً ثم يسوء تدريجياً مع مرور الوقت. وفقا للمعهد الوطني للشيخوخة.
وتشمل أعراض المرض عادة الارتعاش في اليدين والذراعين والساقين والفك أو الرأس. ويعاني بعض المرضى من تصلب الجذع أو الأطراف، وحركات أبطأ، وانخفاض التوازن والتنسيق، والتي يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى السقوط. ويمكن أن تشمل الأعراض أيضا الاكتئاب، ومشاكل البلع والنطق، ومشاكل المسالك البولية، والإمساك، ومشاكل النوم، و ضعف حاسة الشم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي