مثليون يتبجّحون بـ «الإفك المسموم» ويزعمون أن كونهم مسلمين لا يمنعهم من ممارسة اللواط والسحاق
«صفعة» كويتية للمروِّجين للشذوذ باسم الإسلام
- - منظمة «إيمان» المروّجة للمثلية بين المسلمين تستعد لمهرجان العام المقبل بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسها
- - محمد زاهد الفرنسي ذو الأصول الجزائرية يُقدّم نفسه بأنه «إمام» يُصلّي بالناس... وتزوّج رجلاً!
على وقع العزف على وتر الحريات الشخصية، ما زال أنصار المثلية الجنسية يروّجون لأفكارهم المنحرفة مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات الإعلامية التي لا تكلّ من النعيق، لكن الأمر أخذ منحى جديداً بالتمسح في الإسلام والادعاء زوراً وبهتاناً أنه لا تعارض بين كون الشخص مثلياً ومسلماً في الوقت نفسه.
وفي هذا السياق، خرجت منظمة «إيمان» التي تروّج للمثلية بين المسلمين لتعلن أنها تسعى لإقامة مهرجان هو الأول من نوعه العام المقبل، تزامناً مع احتفالها بالعقد الثاني لتأسيسها حيث كانت قد تأسست في لندن العام 1999، فاتحة باب «التبرع» لمن يريد أن يدعم نشاطاتها المنحرفة.
ومنظمة «إيمان»، التي لا تملك من اسمها نصيباً، لا تعزف منفردة، فقد ظهرت قبل سنوات حالات لأناس يدّعون أنهم رجال دين ومثليون في الوقت نفسه، أشهرهم شخص يدعى محمد زاهد الذي قدّم نفسه كأول «إمام» عربي مسلم مثلي الجنسية تزوّج من رجل، وهو مسلم من أصول جزائرية يصلّي بالناس في المسجد!
كما يدّعي زاهد أنه يمارس الصلاة والصيام والحج، زاعماً أنه لا يوجد أي دليل يُحرّم المثلية بل إن الخطأ في التفسير الخاطئ للنصوص.
ورداً على «الإفك المسموم» الذي بثته منظمة «إيمان» في مقطع لها بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسها، تصدّى لتلك الأكاذيب جمع من الدعاة الكويتيين الذين أكدوا في أحاديثهم لـ «الراي» أن «ما تقوم به هذه المنظمة مخالف للفطرة ويتعارض ليس فقط مع الشرائع الإسلامية بل مع الشرائع السماوية كافة»، مشددين على ضرورة التصدي لمثل هذه «البروباغندا المنحرفة» التي تعمل على تسميم عقول الشباب والأجيال الجديدة.
«المثلية كبيرة من الكبائر أهلك الله قرية سدوم بسببها وما زالت آثار الإهلاك باقية»
عبدالرحمن الجيران:
الحضارة الغربية أفلَسَتْ والترويج للشذوذ
جزء من حملة كبيرة على الإسلام
قال أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور عبدالرحمن الجيران في تصريح لـ «الراي»، إن «هذا دليل على أن الحضارة الغربية أفلست ولم يعد هناك ما تفخر به من إنجاز حضاري أو علمي، وعندما تفقد قيمها فستفقد أساس وجودها وقد بدأ نسيجها الاجتماعي يتفكك وأصبحت الشهوة مقدّمة على المبادئ والقيم».
وأضاف «في السابق كانوا يزعمون أنهم يسعون لنشر الحرية المزعومة لكن الآن الغرب يعاني من معدلات الجرائم والمخدرات والانتحار وجرائم الاغتصاب وهذا هو الوجه الآخر»، مشيراً إلى أن «الشذوذ الجنسي تاريخه يعود لقوم لوط الذين أرسل لهم الله نبيه لوط لأنهم يرتكبون جريمة مغلظة لإتيانهم الرجال، وهي جريمة منكرة في كل الشرائع السماوية ولا يمارسها سوى أراذل الناس».
وتابع إن «عقوبة اللواط في الفقه الإسلامي أن يُقتل الفاعل والمفعول به إذا كان بالرضا، وطريقة التنفيذ أن يتم الإلقاء من شاهق ثم يتم القذف بالحجارة حتى يكون عِبرة لغيره، كما أن ممارسة جريمة اللواط تعد انتكاساً وانحرافاً للفطرة»، مشيراً إلى أن «الترويج لهذه الأمور يعد جزءاً من حملة كبيرة تستهدف الإسلام ومن بينها موجات الإلحاد واللا دينية، والقول بأنه لا يضر أن تكون مثلياً ومسلماً يعود لعقيدة من عقائد المعتزلة أنه لا يضر مع الإيمان معصية لأن الإيمان عندهم هو مجرد التصديق، وهو مفهوم قاصر للإيمان لأن الإيمان قول وعمل ولو سلمنا أن الإيمان بمجرد التصديق لقلنا إن إبليس مؤمن لأنه يعرف الله سبحانه وتعالى، وواضح من المقطع أن كلام المتحدثين فيه ليس نابعاً من الشهوة فقط وإنما من أمور يعتقدونها، ولذلك نؤكد لهم أن المثلية الجنسية كبيرة من الكبائر أهلك الله قرية سدوم بسببها وما زالت آثار الإهلاك باقية».
وخلص الجيران إلى أنه «لا يجوز هذا الفعل ولا يجوز تمني أن ينتشر في بلاد المسلمين، فالإنسان ليس حراً ليفعل في نفسه ما يشاء، فجسده ليس ملكاً له وإنما ملك لله عز وجل، وعمليات تغيير الجنس هي تغيير محرم لخلق الله وكذلك إتيان الذكران للذكران مرفوض ومحرم إسلامياً وعقائدياً».
«المواجهة بتحصين المجتمع وتشريع القوانين الرادعة وتنظيم حملات توعوية للطلاب والطالبات»
شافي العجمي:
3 أسباب فكرية وتجارية وشهوانية
وراء سير المنحرفين في طريق الشذوذ
في رد علمي استناداً إلى قراءة واقعية مفصلة لمسار الترويج للشذوذ وأهدافه، قال أستاذ التفسير والحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت الدكتور شافي العجمي في حديث لـ«الراي»، إن «هناك أربع دول من العالم العربي لا تُجرّم اللواط والسحاق والعلاقات بين الشواذ، بينما تعاقب بقية الدول العربية على ذلك بعقوبات متفاوتة، أدناها ثلاثة أشهر، وأعلاها سبع سنين».
وأضاف: «لقد قامت الحضارة الغربية المعاصرة على مبدأ الحرية، وكرهت تقييدها بأي قيد، فاعملوا الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وحين أتوا إلى عقد النكاح اصطدموا بجدارين: الجدار الأول هو عادات الناس وأعرافهم وفطرتهم، وهي زواج الرجل من المرأة، والجدار الثاني هو الديانات السماوية التي تحرّم زواج الرجل من الرجل وزواج المرأة من المرأة، وزواج الرجل من أخته أو أمه أو ابنته أو عمته أو خالته، فبدأوا بهدم الجدار الثاني من خلال تشويه الدين وإثبات تناقضه، وعدم صلاحيته للحياة العامة، والتدرّج في نقض مسلمات الدين، وتقليم قوانين الزواج للوصول إلى تشريع زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة، وقد بدأوا بهذا العمل منذ 200 عام، وزاد نشاطهم بعد الحرب العالمية الثانية، وتسارعت القوانين لصالحهم منذ 20 سنة، وقد حققوا بعض أهدافهم فهناك أكثر من عشرين دولة تبيح زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة».
وأضاف العجمي «سياستهم في التدرج البدء بادعاء مراعاة حال الاختلاف النفسي للشواذ، والعناية بحالته، وعدم تعنيفه على أمر ليس له اختيار فيه... ويكررون أن الميول العاطفية ليست شذوذاً ولا انتكاساً، وهو مثل الميول لبعض الأطعمة أو الألبسة، فيبدأون بالباب النفسي الصحي الحقوقي، ثم ينتقلون للمطالبة بالحقوق المثلية».
ولفت إلى أن «جهود هؤلاء المحاربين لفطرة الله على مدار عقود أنتجت موافقة 96 دولة على قانون حقوق المثليين والشواذ الصادر من مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ولا يزال العدد يتزايد، وإعلان السياسيين والرياضيين والممثلين عن شذوذهم أمام الناس، وملاحقة الدول التي تجرم الشذوذ وهي 72 دولة، والتشهير بها، وسن القوانين التي تضيق عليها».
وعن الأسباب التي دعت هؤلاء المنحرفين للسير في هذا الطريق، قال العجمي «السبب الأول هو سبب فكري عقلي، فهم يلتزمون بمبدأ الحرية الذي قامت عليه الحضارة الغربية المعاصرة، وقد اعتمدوا على مبدأ الأمم المتحدة الذي ينص على أن الناس يولدون أحراراً بلا تمييز... السبب الثاني هو سبب تجاري وذلك أن الفطرة تعارض الشذوذ، حتى في الحيوانات، ولما كانت الفطرة تمثل سداً منيعاً يحول دون تقبل بعض مشاريع الحضارة المعاصرة بأخلاقياتها وسلعها ومنتجاتها، كان العقل التجاري يحتم إسقاط الفطرة ليكون الطريق ممهداً لكل منتج تجاري مهما كان مناقضاً للفطرة. وكما تجني التجارة العالمية من سوق الدعارة مليارات الدولارات، فإنهم يريدون جني أرباح تجارة الشذوذ. والسبب الثالث هو تحقيق الشهوات النفسية والسلوكية، فهناك رجال لا يرغبون بالنساء، وهناك نساء لا يرغبن بالرجال، ولتحقيق رغبة هؤلاء جاءت هذه القوانين، ولذلك تراهم يفترون الكذب فيقولون: إن هذه الشهوة يجب أن تحترم وتعامل بالمثل مثلما تحترم الشهوة بين الرجل والمرأة».
وبشأن كيفية مواجهة تلك الدعوات الباطلة، قال العجمي: «يجب تقديم مشاريع مناهضة لمشاريعهم تحفظ حقوق الناس وتثبت بطلان حقوق الشاذين والشاذات، وتحصين المجتمع من هذه الشبهات، وتشريع القوانين التي تجرّم اللواط والسحاق ومنع العبث بالهوية وتحويل الجنس وفرض القوانين الرادعة لكل من يعبث بقوانين الزواج والهوية والعمل، وتنظيم حملات توعوية للطلاب والطالبات في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية للتحذير من الفواحش وبيان خطرها، ووضع مقررات دراسية تعتني بالأخلاق وتحرم الفواحش والكبائر، ومعالجة المنتمين لهذه المنظمات معالجة نفسية سلوكية، وذلك أن بعض المراهقين أو المراهقات قد يشعر بهذه الميول في هذه المرحلة، وهذه الميول قد ترجع لأسباب وراثية أو بيئية أو اجتماعية، ومظاهر هذه الميول مثل تشبه أحد الجنسين بالآخر في الظاهر أو العاطفة. فبعض الأبناء قد يشبه أمه في طريقة كلامها أو عاطفتها، وبعض البنات قد تشبه والدها في قوته أو صوته أو جرأته، وهذا التشابه لا علاقة له بالميول المرضية التي يدعيها أصحاب هذه المنظمات الشاذة. فيظن أصحاب هذه المنظمات الشاذة أن هذه الميول تستحق التنمية والعناية والاسترسال والرعاية».
واختتم العجمي قائلاً «لقد غفل هؤلاء عن تكميل الجنسين لبعضهما وأن اختلاف طباع بعض الناس عن بعض إنما هو لتحقيق التوازن. فالرجل عظيم العاطفة يكمل نقص زوجته في عاطفتها، والمرأة قوية الشخصية تكمل نقص زوجها في شخصيته، وذلك ليصلح حال الأسرة وينشأ الأولاد في بيئة متوازنة ليس فيها طغيان أو اضطراب».
«الناشئة لا يعرفون مدى الجرم من هذه الرذيلة حيث يغويهم المرضى الشواذ من الكبار»
خليل الحمادي:
أهم الأسباب عدم مراقبة الأهل لأبنائهم
قال الداعية خليل الحمادي لـ«الراي»: «لقد عرّف العلماء الشذوذ الجنسي بالسلوك المنحرف من ناحية الشهوة الجنسية، والاصطلاح الشرعي للشذوذ الجنسي هو فاحشة قوم لوط وهو من جملة الفواحش والرذائل التي حرّمها الله جل وعلا. والشذوذ الجنسي يتخذ أشكالاً كثيرة، ومنها تشبه الذكر بالأنثى أو ما يسمى بالجنس الثالث والمثليين، فيتشبه الشاذ بالأنثى ويقلد حركاتها ومشيتها ويلبس ويرقص مثلها، وهؤلاء هم الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس (لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء) الذي رواه البخاري».
وذكر الحمادي أن «الشذوذ الجنسي يقع في الرجال والنساء وهذا كله من أعظم المحرمات التي حرمها الله عز وجل بل وحكم على أصحابها بأنهم قوم سوء وبأنهم فساق ويعملون الخبائث. واليوم نرى ونشاهد مسيرات ودعوات من الشواذ المثليين، وإن تسموا بالمسلمين وادّعوا الصلاة والحج والعمرة، يحتفلون بمناسبة مرور 20 عاماً على جمعية المثليين وهي دعوة للشذوذ والمجون ومعصية الرسول وإفساد الناشئة من الصغار والأحداث الذين لا يعرفون مدى الجرم الواقع من هذه الرذيلة، حيث يغويهم المرضى الشواذ من الكبار فإذا ما أصبح النشء كباراً أصبحت الرذيلة عادة فيهم ومرضاً متحكماً وخلقاً ذميماً لا يستطيعون منه فكاكاً وينزع عنهم الحياء وتنتشر بينهم الأمراض الفتاكة كمرض ضعف المناعة (الايدز)».
ونقل الحمادي عن الطبيب كينيث مور القول ان «العلوم الطبية المعاصرة تقف عاجزة تماماً إزاء هذا المرض الفتاك»، مردفاً بالقول «وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)».
وأضاف إن «من أهم أسباب انتشار الشذوذ الجنسي عدم مراقبة الآباء والأمهات لأبنائهم في تصرفاتهم وسلوكهم فـ(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته). الأمر الآخر الذي يجب الالتفات له هو الانتباه إلى الأفكار والخطرات التي ترد على النفس وهي التخيلات الجنسية، وهذه الخطرات هي الخطر كل الخطر كما قال ابن القيم منها تتولد الارادات والهمم والغرائز، فإذا جاءتك الأفكار والخطرات الشاذة فاقطعها فوراً».
محمد عبدالغفار الشريف:
عمل مخالف للفطرة
تعليقاً على الترويج للشذوذ، قال العميد الأسبق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف لـ«الراي» إن «هذا العمل مخالف للفطرة وتنكره جميع الديانات السماوية».