No Script

من الخميس إلى الخميس

من يحميكِ يا كويت

تصغير
تكبير

تلقت الكويت هجوماً كبيراً، فُتحت علينا فوهات براكين غضب كثيرة بثت أحقادها علينا، أحقادٌ طالت الشعب والقيادة ولم تترك أحداً وبألفاظ يعِف عن ذكرها اللسان، السبب هو تقرير بثته محطة البي بي سي البريطانية في حوالي خمسين دقيقة.
التقرير حول بيع وشراء الخادمات في الكويت - كما يدّعون - وأيضا حول السوق السوداء لهذا العمل المشين كما صورته البي بي سي، التقرير لم يُحسن اختيار الأدوات الإعلامية واستمع إلى صوت الإثارة وسلط الضوء على مشكلة تعرفها الحكومة وتسعى لحلها، سلط الضوء على قضية اجتماعية مع تعمد التحريف وأحياناً الكذب.
إن قضية الخدم في الكويت ذات أبعاد متعددة، فهناك أسر كويتية تضررت وهناك خدم تعرضوا للاستغلال من مكاتب الخدم أو من أسر في الكويت، وهناك أيضاً الأغلبية التي استفادت وتعيش برضى وسط الأسر في الكويت، هذه العمالة المستقرة نجحت في تقديم حياة أفضل لأسرها ومستقبل واعد لأبنائها في بلدها الأصلي.
هذا المقال ليس لنقد تقرير الشبكة البريطانية فالتقرير مليءٌ بالثغرات، هذا المقال لنقد حكومة الكويت التي لا تعرف كيف تُدافع عن الكويت.
محطة أجنبية تبُثُّ سمومها ضد بلدنا ومن داخل الكويت وفي أكثر من مناسبة، ويكفي لأي كويتي أن يفتح اليوتيوب ويسمع التقرير ويقرأ ردود إخواننا العرب، ليعرف ما فعلته هذه المحطة التي نجحت للمرة الألف في تمزيق أمتنا وبث الشقاق فيها.
السؤال المهم الآن ماذا ستفعل حكومتنا؟ وهل ستبقى ساكتة مرة أخرى؟ كيف نقنع حكومتنا أن الزمن تغير وبريطانيا أصبحت من دول العالم المتراجع وليس لها تأثير إلا باللسان، أو تأثير بسبب وجود بعضنا ممن لا يصدقون أن الزمن تغير، لماذا نتحمل هذه المحطة ونجعلها تُبث من الكويت عبر قناة أف أم، لماذا لا نوقفها!
إذا كانت الكويت، الأرض والوطن، عند الحكومة هي أغنية تنشد أو قصيدة تعلق فإن الكويت لدينا عشق وهوى، عشق تعكسه جوارحنا حين نخلص في واجبها وهوى يمنعنا من النوم إذا تم إيذاؤها.
لقد آذتنا هذه المحطة الإنكليزية ولن يبعد الأذى عنا إلا رجالٌ يملكون القرار ويرتدون لباس العز والفخار، أرجوكم أوقفوا بث البي بي سي على محطة الموجات الطويلة من الكويت. فهناك بدائل إعلامية عديدة أكثر تنوعاً واحترافية والمهم أنها لا تكذب.
في عام 1985 تبجح أعضاء مجلس العموم البريطاني في ضرورة محاسبة اليابان على الخلل في الميزان الاقتصادي لصالحها، وطالبوا من الوزير المسؤول زيارة اليابان، كي يبلغهم بشروط تعامل جديد، ذهب الوزير إلى اليابان وعاد منها بشروط تفاوض جديدة، الشروط كانت لصالح اليابان، الوزير البريطاني في طوكيو عرف حجمه وتخلى عن تبجحه.
صحيح نحن لسنا اليابان ولكننا أيضا لا نطالب بالكثير فقط أبعدوا سموم هذه المحطة عن أجواء الكويت، صرخةٌ ستُسمع إن ناديتُ حياً، والحمد لله ما زال في شعبنا ومجلس أمتنا وحكومتنا أحياء كثيرون.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي