No Script

سافر إلى ذاتك

فيروس (شوفوني)

تصغير
تكبير

تصاحب كل أزمة، أشكالاً متعددة من الاضطرابات النفسية، قد تكون متعارفاً عليها: كالقلق واضطراب الضغط الحاد، واضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والهلع، وقد تكون وليدة الأزمة، وهي الاضطرابات غير المصنفة،  ضمن منظمة الصحة العالمية، ولكنها مرئية وتصنف بالعين المجردة.
منها: فيروس (شوفوني)، وهو فيروس سريع الانتشار، عشوائي المضمون يصيب العقل ويشوه الفكر، ثم ينتقل إلى الجسد، ويتحول لسلوك غريب في كل المواقف.
هذا الفيروس هو محاولة توثيق كل حركة يقوم بها الشخص، وإن كانت بسيطة وروتينية في حياته العملية، أعراضه: شوفوني وأنا اقدم خدمة، وصوروني وأنا أعطي شخصاً، وسمعوني.


 وكل محاولات لفت الانتباه المتعارف عليها ظاهرياً أو من الممكن استنتاجها في العمق، مصاحباً معه أعراضاً تفارقية؛ كالتنمر ضد كل فكرة والتعنيف اللفظي، والاستهزاء وإظهار الأفضلية على الجميع، ما لم يتعارض مع الحاجة الإعلامية الملحة للتوعية، وواجبك ومسؤوليتك.
من يصيب هذا الفيروس؟
الشخص غير المقتنع بذاته، ويريد من يُقنعه بها، وآخر يريد أن يثبت للغير أهميته، ومن أهدته نفسه تقريراً عنه أنه لا يعرف ماذا يريد، ومن فقد أهدافه، ومن يتحلى بنرجسية مخبأة بأعماقه.
عزيزي المُصاب
لا تقلق... لن يقتل هذا الفيروس إلا إنسانيتك، وعلاقتك مع ذاتك، ونسبة الشفاء منه مئة في المئة، والعقار هو تعديل الأفكار اللاعقلانية، والإيمان بألّا يوجد شخص في العالم غير مهم فكل منا مهم،  وكل شخص يقدم بحجم مقدرته للجميع، هناك بطل في البيت يتحمل ضغطاً نفسياً عالياً قد يكون أسرياً، وآخر في المهنة يتحمل ضغطاً عالياً لم يعتد عليه، وآخر يقدم المساعدة ويتحمل ضغطاً عالياً، وهو العطاء بلا تقصير وآخر وآخر.
 الجميع يقدم والجميع يعطي.  والجميع أبطال، كلٌ بطولته حسب مكان تواجده ومقدرته.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي