وجع الحروف

نهج التمويه والتضليل...!

تصغير
تكبير

كلمة التمويه في اللغة العربية في فعلها «موّه الحقيقة» تعني (ألبسها الباطل? أفسدها). وقد نهانا الله عز شأنه من التمويه أو التضليل حيث قال في محكم تنزيله: «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون».
نهج التمويه لا يحقق التنمية المستدامة ولا يبني وطناً: فهل بالفعل نحن نموه الحقيقة؟... أعني حقيقة الوضع الذي نعيشه!
سأعطيكم مثالاً بسيطاً جداً.
مخفر شرطة منطقة السلام موجود في منطقة الصديق? مخفر شرطة منطقة الزهراء موجود في منطقة الشهداء... يعني لو حصل لك حادث لا سمح الله في منطقة السلام? يطلب منك التوجه لمخفر السلام وتظل تبحث وفي الأخير تكتشف أنه موجود في منطقة الصديق وليس السلام!
وأثناء أحد المؤتمرات الأخيرة سأل أحد الصحافيين عن وضع الحكومة الإلكترونية، وكانت الإجابة صاعقة حين قال المسؤول الكبير: «نحن تجاوزنا الحكومة الإلكترونية... نحن الآن في الحكومة الرقمية»... وبصراحة لم أجد ما يفرق بين الرقمية والإلكترونية كون الرقمية (الديجيتال لغة الأرقام) هي جزء من الإلكترونية.
يقولون لك... هات ما عندك: كيف لي أن أبوح في ساحة التناقضات أو التمويه إن صح التعبير.
أفسدنا معيشتنا? فلا نحن قبلنا بقول الحق وعرض الحقائق من واقع الحال، ولا أصحاب القرار علموا عن مستوى معيشتنا? تعليمنا? خدماتنا الصحية? ومستوى الأداء.
كيف لنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذا كنا حسب ممارساتنا نعتمد التمويه الذي يحجب حقيقة الأوضاع عن أصحاب القرار، ومن ثم تتعطل التنمية ويصور لمن بيده القرار أن الأمور طيبة و«سهود ومهود»، وأن ما يثار مجرد «تحلطم على الفاضي» أو «ما عندهم سالفة»!
أستغرب من التيه الذي نعيش فصوله رغم أن جميع المؤشرات العالمية قد بينت ترتيب الدولة من حيث جودة تعليم? خدمات صحية? طرق? شفافية? حرية رأي... إلخ.
يعني هذا أن مجموعة التمويه (البطانة الفاسدة) هي من أفسدت وعرقلت كل الخطوات الإصلاحية التي ينتظرها المواطن الكويتي، وعليه تجد وسائل التواصل الاجتماعي تعج بصور تجاوزت حد الفساد إلى الإفساد (محصلة نهج التمويه).

الزبدة:
المخرج هنا لا يتعدى حاجتنا لكشف مجموعة التضليل (خليط من أصحاب مصالح وبطانة فاسدة ومستشارين لا ينقلون الحقائق).
متى ما كشفناها... يكون لزاماً علينا أن نستبدل البطانة والكادر الاستشاري ووقف أصحاب المصالح عند هذا الحد.
نحلم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة... وهذا هو السبيل الوحيد? وغير هذا النهج المتسم بالشفافية والوضوح في عرض الأوضاع على حقيقتها، لن نحقق التنمية المراد بلوغها والتي تأتي التنمية البشرية أساساً لبلوغها... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي