No Script

ربيع الكلمات

فزعة كويتية... قديماً وحديثاً

تصغير
تكبير

«ملتزمون بتوجيه حصاد (فزعة للكويت) لدعم الجهود الحكومية والأسر المتعففة والعمالة المتضررة من الأزمة». الدكتور عبدالله المعتوق
من مفاخر بلدي الحبيب الكويت هو العمل الخيري والإنساني، وهذه الجمعيات - بمختلف توجهاتها وأعمالها - تحظى بثقة كبيرة لدى الجهات الرسمية والشعب الكويتي... بل العالم أجمع، وهذا جهد بشري معرض للخطأ والصواب، ولكن بلا شك أن أعمالهم ونجاحاتهم تفوق كثيراً سلبياتهم.
و حملة «فزعة للكويت» قدمت نموذجاً جديداً ومميزاً في الحملات الخيرية الكويتية بهذا التعاون غير المسبوق، لأنها شاركت فيها أكثر من 40 جمعية خيرية كويتية برعاية كريمة من وزارة الشؤون الاجتماعية، وهذا الأمر يحسب لصالح الوزارة، حيث قامت بالاجتماع مع الجمعيات والاتفاق على إطلاق الحملة، ونتيجة هذا التعاون التفاعل الكبير حيث شارك فيها لمدة 16 ساعة عدد 198327 متبرعاً وكانت حصيلتها أكثر من 9 ملايين دينار بمعدل 9375 ديناراً في الدقيقة الواحدة.
وذكرت الوكيل المساعد لشؤون قطاع التنمية الاجتماعية في الوزارة هناء الهاجري، أن عملية الجمع تمت بإشراف ومتابعة مباشرين من قبل الوزارة، متمثلة في إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات، عبر رابط يمكنها من متابعة التبرعات ويخولها الدخول إلى الروابط المنشأة للحملة والخاصة بالجهات الخيرية المشاركة.
وأشادت كوثر المسلم نائبة المدير العام للموارد والإعلام في بيت الزكاة بحملة «فزعة للكويت»، وقالت إن هذه المبادرة الإنسانية أبهرت العالم، وأثبتت مدى تكاتف المجتمع الكويتي وحبه للعمل الخيري، مما يعزز جدارته على أن تلقب الكويت بأنها مركز العمل الإنساني، وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد قائد للعمل الإنساني.
وأفاد سعد العتيبي مدير عام نماء للزكاة والتنمية المجتمعية، أنه اجتمع مع جمعيات خيرية عدة لتحديد آليات مشتركة وتوحيد قواعد البيانات بشكل أكبر من السابق من خلال تطوير الأنظمة المشتركة للجمعيات الخيرية لمنع تكرار المساعدات وإيصالها لأكبر شريحة ممكنة، وأن الجهات الخيرية تسعى لتحقيق رغبة المتبرعين بالوصول للشرائح الأكثر ضرراً.
وبادرة طيبة من قبل وزارة التجارة بأنها منحت 13 جمعية خيرية «رخصة استيراد» بهدف الاستيراد من الخارج وذلك للمحافظة على المخزون الاستراتيجي، وتكون الجمعيات الخيرية مساعدة ورديفة للحكومة في استيراد ما تحتاجه من الخارج.
وهذه الفزعة ليست غريبة على الكويت وأهل الكويت منذ القدم، فقد جبلوا على فعل الخير من قديم الزمان، وعلى فعل الخير والبر والإحسان، ولعل وقفية الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني سنة 1783م كانت خير شاهد على ذلك.
ومن المحسنين في تاريخ الكويت قديماً الشيخ جابر الأول بن عبدالله حاكم الكويت من عام 1814م إلى 1859م، والذي اشتهر بجابر العيش حيث كان يساعد الفقراء والمحتاجين ويقول عبدالعزيز الرشيد في تاريخ الكويت: «كان جابر عاقلاً حليماً حازماً كريماً يضرب بكرمه المثل، وقد سمي جابر العيش لكثرة ما يتصدق به على الفقراء والمساكين»، وقال عنه الشيخ يوسف بن عيسى القناعي: «كان يطبخ الأرز للفقراء، وله عريش قرب بيته يجتمعون فيه ويقدم لهم الطعام».
كذلك من المحسنين يوسف البدر ويوسف الصبيح اللذين كان لهما دور بارز في إطعام المساكين، عندما حلت المجاعة في الساحل الشرقي للخليج العربي عام 1868م، حتى قال عنهما الشاعر العراقي عبدالغفار الأخرس:
ان الكويت حماها الله قد بلغت
«باليوسفين» مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت أذني ولا بصرت
عيني بعزهما في سائر العرب
«فيوسف الصبيح» طيب عنصره
أذكى من المسك أن يعبق وأن يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الأمجاد لم يغرب ولم يغب

akandary@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي