No Script

اجتهادات

ملتحٍ ومعمم يساوي إرهابياً!

تصغير
تكبير

رجل مسن يبلغ من العمر السادسة والخمسين عاماً ذو لحية بيضاء كثيفة، يرتدي عمامة بيضاء ولبس باكستاني تقليدي، ورجل آخر ذو بشرة بيضاء وشعر أصفر يبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً.
قصة تناقلتها وسائل الإعلام عن بطل باكستاني يدعى محمد رفيق أوقف بشجاعة لا مثيل لها محاولة هجوم إرهابي بائس على مسجد النور في النرويج، عشية صلاة عيد الأضحى المبارك من المجرم الأوروبي النرويجي فيليب مانسوس، لا يمكن أن نقول عنه سوى أنه إرهابي من الدرجة الأولى وبالفم المليان خصوصاً لكل غربي عنصري يعادي الإسلام.
تصدى له محمد رفيق وأوقعه على الأرض وراح يضربه ليمنع جريمة كادت أن تحدث لآخرين، كما هو الحال مع الحوادث الشبيهة التي كانت آخرها في نيوزيلندا، وهو الذي - وبحسب ما أعلنته الشرطة النرويجية- كان مدججاً بالسلاح قاصداً ارتكاب مجزرة أخرى بحق الإسلام والمسلمين القاصدين، لأداء شعيرة صلاة عيد الأضحى.


الشاهد أن الإعلام الغربي دأب منذ فترة طويلة على تغذية عقل المتلقي الأجنبي، وتحذره من تمدد الخطر الإسلامي الآتي من الشرق!
الحدث لم يعكس أبداً ما كان يتناقله الإعلام الغربي عن الأوصاف والتشبيهات التي كانت تطلق على الإرهابيين بين الحين والآخر، من وصف نمطي لأصحاب اللحى الطويلة مرتديي العمامة واللبس التقليدي الملتزمين دينياً وعقائدياً، وتناسوا عن عمد وقصد وبهدف التوجيه، أن من يقومون بتلك الهجمات الإرهابية ممن يدعون أنهم مسلمون ما هم سوى فئة ضالة عميت أبصارهم وقبل ذلك قلوبهم عن كتاب الله وسنة النبي.
ذكرت وفي مقال سابق وعلى سبيل المثال، ربط العديد من وسائل الإعلام الغربية، المسلمين المتشددين، باللحية، بعد أحداث صحيفة (شارل إيبدو) الفرنسية، وفقا لتقرير نشرته مجلة (سلايت) الناطقة باللغة الفرنسية. وبسبب هذه الحملة التي زرعت حالة من الاضطهاد لدى البعض، تعرض الكثير من المسلمين أصحاب اللحى في فرنسا إلى مضايقات وتهديدات، فقط بسبب لحاهم التي يرى البعض أنها من علامات التدين الأصولي المتطرف، ما يثبت دور وقدرة الإعلام في توجيه الشارع الأوروبي.
هذه الحادثة وغيرها الكثير أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأرهاب والمحاولات الإرهابية التي تستهدف أرواح البشر الأبرياء، لم تكن سوى دليل آخرعلى أن الأرهاب لا دين له ولا ملة ولا جنس ولا عرق، بل يشمل الجميع على حد سواء.
إنني متأكد أن سبب هذه الصورة السوداء لدى الغرب يعود ببساطة إلى غياب الدور الإعلامي الإسلامي المتكامل والمشترك في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وفي التصدي لكل الهجمات الإعلامية السلبية التي يسعى الغرب إلى بثها. لقد أصاب السناتور الأميركي المعروف بول فندلي، كبد الحقيقة عندما ذكر أن الصورة الذهنية لدى غالبية الغربيين، هي اقتران اسم الإسلام بالإرهاب، وأن كلمة مسلم تعني إرهابياً، وبحث عن السبب في ذلك، فوجد أنه وبكل بساطة، يعود إلى إحجام المسلمين عن تصحيح هذه الصورة الخاطئة لدى الغرب! والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي