حلقة نقاشية إلكترونية للجنة الثقافية في قسم الفقه بكلية الشريعة استقرأت الآراء الفقهية في القضية

الصلاة بعد فتح المساجد أبوابها ... كمّام وتباعد صفوف ومصلين ومعقمات كحولية

تصغير
تكبير
  • نايف العجمي: 
  •  عند التعارض  تقدّم إقامة الجماعة  على تسوية الصف والتراص بين المصلين 
  • - ابن تيمية قدّم الجماعة  على هيئة الصفوف وأجاز الصلاة خلف الصف منفرداً 
  • - أهل الأعذار هم مريض «كورونا» ومخالطه ومَن مناعته ضعيفة والمريض  ومن خشي العدوى 
  • - علينا تطبيق التعليمات ولا نجتهد ... ووضع الكمّام  لا حرجَ فيه 
  • مسعود صبري:   
  • الإغلاق التام سابقة في تاريخ الإسلام من حيث الاجتهاد الفقهي 
  • - الالتصاق ليس شرطاً ولا ركناً في الصلاة  بل يتعلق بالهيئة 
  • - الصلاة في ساحة المسجد تصحُّ  مع وجود حائل  بشرط متابعة الإمام 
  • - لا بأس باستخدام المعقمات المحتوية  على كحول فالراجح طهارتها لما فيها  من مصلحة

عشيّة فتح المساجد أبوابها لاستقبال المصلين من جديد، عقب إقفال إجباري فرضه فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، طرحت الاشتراطات الصحية، وما تتضمنه من قواعد التباعد بين الصفوف في أداء الصلوات على طاولة البحث الفقهي، في حلقة نقاشية إلكترونية عبر تطبيق «زووم» نظمتها اللجنة الثقافية في قسم الفقه وأصوله، في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، تحت عنوان «المسائل المستجدة في الصلاة عند إعادة فتح المساجد»، تحدث فيها كل من الدكتور نايف العجمي والدكتور مسعود صبري، إضافة إلى مداخلات من متخصصين.
وأكد المتحدثون أهمية الالتزام بالضوابط والاشتراطات الاحترازية، التي نص عليها قرار وزارة الاوقاف في فتح المساجد، وأجمعوا على جواز التباعد في الصفوف وما بين المصلين، واستخدام المعقمات التي تحتوي على كحول والصلاة بالكمامة.
وقال أستاذ الشريعة في جامعة الكويت الدكتور نايف العجمي، ان هناك مسائل عدة تتعلق في هذا المبحث، ومن أبرزها مسائل تتعلق في أصل فتح المساجد، ومنها لماذا أغلقت المساجد خلال الوباء والآن فتحت والوباء موجود، وان افتتاح المساجد جاء بعد التأكد من عدم انتقالها، وهذا يؤكد على مرونة الشريعة الإسلامية.
وأضاف العجمي أن «هناك مسألة اختلف الناس حولها، وهي مسألة التباعد في الصفوف، فالجهات الطبية وضعت شروطاً عدة لإعادة فتح المساجد ومنها التباعد، والتباعد في الصفوف له صورتان التباعد بين مصل وآخر بمسافة لا تقل عن مترين، والثانية التباعد بين الصفوف، والنبي عليه الصلاة والسلام أمر بالتراص بين الصفوف والتقارب بينها، وهنا وقعنا في هاتين المخالفتين، لذلك يرى البعض ان التباعد بهذا الشكل بين الصفوف مخل في هيئة الصف ويرى في عدم جواز ذلك، وهذه المسألة لا يصح تناولها بهذه الطريقة، فيجب الرجوع لأصلها والموازنة بينها وبين إقامة الجماعة».
ولفت إلى «اننا نكون بين أمرين إما ان نقدم الصفوف ونلغي الجماعة أو نراعي الجماعة ونخفف في أحكام الصف، والذي عليه الأئمة والمذاهب الفقهية الأربعة أن المقدم هو إقامة الجماعة، وليس تسوية الصف عند التعارض، كما اننا نبحث مسألة تسوية الصف هل هي واجبة ام مستحبة، المذاهب الفقهية الاربعة ذهبت الى ان التراص بين الصفوف وتقاربها مستحب وليس واجبا، وحملوا الاوامر الواردة في السنة النبوية في هذا الباب على الاستحباب لا الوجوب».
وتابع «اذا كانت الواجبات التي في الصلاة والاركان في الصلاة يجوز تركها عند العذر، مراعاة لإقامة الجماعة يجوز تركها عند العذر مع امكان ان يحققها الانسان فردا، فترك تسوية الصفوف والتي هي مستحبة على قول جماهير أهل العلم وليست من ماهية الصلاة ولا داخلة فيها، فلا شك انها تكون من باب أولى، مبينا الى ان من ذهب الى وجوب التراص في الصف، وهو قول ابن حزم، وشيخ الاسلام ابن تيمية قد ورد عنه نصاً ان الجماعة مقدمة، وهيئة الصفوف عند بن تيمية مراتب أسهلها التراص، وهو يجيز ان يصلي الفرد خلف الصف منفردا عند العذر، وان يصلي أمام الامام عند العذر، وهذه الصورة التي يصلي فيها الفرد خلف الامام مع ترك التراص من باب اولى وما نص عليها ابن تيمية نصاً».
وبيّن العجمي أن «من المسائل المطروحة، أهل الأعذار في هذه النازلة، حيث ان هناك أهل أعذار مخصوصين في نازلة كورونا، وإيقاف صلاة الجمعة، فهل يجوز الاستمرار في تعطيل صلاة الجمعة مع إمكان إقامتها؟ وما المنوط الذي بني عليه التفريق؟ ومن المسائل من خشي على نفسه وصلى بعيدا عن الصفوف، ومسألة الصلاة بالكمام، ومسألة ما يقول المؤذن في المساجد التي لا تقام فيها صلاة الجماعة، كونها لم تشمل في قرار الفتح، والمسألة الاخيرة حكم مخالفة الإجراءات والتعليمات الصادرة بقرار وزير الاوقاف». وأضاف «قرار فتح جزء من المساجد لم تتخذه الاوقاف من تلقاء نفسها، بل كان بالتنسيق مع الجهات المختصة ووزارة الصحة».

مسعود صبري
بدوره، قال أستاذ الشريعة الدكتور مسعود صبري انه تم إسقاط فتاوى العلماء السابقين على الواقع، من دون التطرق لما اسماه العلماء التصوير (جمع المعلومات في المسألة المعاصرة)، ولعل غياب التصوير اوقع بعض المشايخ والعلماء بالغلط في قضايا الاجتهاد، مبينا ان «قضية الموازنة في إغلاق المساجد اثناء انتشار الوباء، حصل فيه نوع من الخلط بين أمرين، وهو عدم التفريق بين إغلاق المساجد وتعطيل الجماعات، فغالب الفتاوى ربطت بين الامرين، وعندي ان فتح المساجد من مقاصد الشريعة المستقلة، لان الامر بعمارة المساجد لا يتوقف على الصلاة مع اتخاذ كل الاحترازات».
وأضاف صبري «في قضية إغلاق المساجد يجب التفريق أولا بين اغلاق المساجد وأحكام اقامة الجماعات، فالعلماء أجمعوا على حرمة إغلاق المساجد، ثم ورد في التاريخ انه تم إغلاق المساجد في قرون عدة اسلامية، وهي مرويات تاريخية لا يعتد بها شرعا، ثم ان اغلاق المساجد لبضعة أشهر هذا لم يحصل في تاريخ الاسلام في الحقيقة، ولم يحصل مطلقا، ومن يقل بذلك فعليه ان يأتي بدليل جواز ذلك، فغالب الادلة التي قالت بجواز ذلك في الحقيقة يعوزها نوع من الصحة في الاستدلال، ولذلك ان غالبيتها توجه لقضية صلاة الجماعة على ان عمارة المساجد لا تتوقف عند صلاة الجماعة وان كانت أعلاها وعمارة المساجد متعدّدة وكبيرة».
ولفت إلى ان «الموازنة بين الأمرين يجب أن تكون من خلال إعادة فتح المساجد مع التنظيم وأخذ الاحتياطات والاحترازات، ولكن الاغلاق التام في ظني هي سابقة في تاريخ الاسلام من حيث الاجتهاد الفقهي، وليس من حيث الوقوع، فقد حصل ان عطلت المساجد في بعض الجوائح، ولكن لم ينص احد من الفقهاء مطلقا على جواز تعطيل المساجد».
وتابع «اما في ما يخص قضية التباعد بين الصفوف، فالامر فيها يسير، فالجمهور فيها على قولين الاستحباب والوجوب، فوجود العذر يقوي الاستحباب، ويتبقى إقامة الجماعة أولى من إغلاق المسجد ولو تباعدنا بين الصفوف، والالتصاق بالصلاة ليس شرطا من شروطها ولا هو ركن في الصلاة بل هو يتعلق بالهيئة والهيئة كما أشرنا عند جمهور العلماء انها مستحبة». وأشار إلى ان «ما يتعلق بالصلاة خلف الصف في ساحة المسجد خوفا من المخالطة، فالمسألة فيها قولان، ان كان من دون عذر، فالصلاة مكروهة عند جمهور العلماء، وباطلة عند الحنابلة ومن وافقهم، ولكن في وجود عذر فالصلاة صحيحة عند الجميع بمن فيهم الحنابلة، موضحا اما الصلاة في ساحة المسجد فالخلاف فيها واسع وكبير وخلاصة القول ان الصلاة تصح في ساحة المسجد مع وجود حائل بشرط متابعة المأموم للإمام».
وذكر صبري أنه «في ما يتعلق بالتطهير بمعقمات اليد التي تحتوي على كحول في المساجد، وهي منبثقة من مسألة هل الخمر نجس ام لا؟ فالجمهور على انها نجسة، وهناك من يرى ان الخمر محرمة ولكنها طاهرة، وهذا دليل على عدم الاجماع وهناك ادلة كثيرة تقول بطهارة الخمر، فالكحول لها فاعلية كبيرة في قتل الجراثيم وعلى هذا، فالذي يترجح لدينا والله اعلم الحكم بطهارة الكحول لما فيها من مصلحة ولا بأس باستخدام المعقمات، والشرع يتطلع إلى إقامة الشعائر وان لم تكن بالصورة المثلى وهذا أصل يجب الذهاب إليه».

مداخلات

خالد شجاع:
المساجد تُغلق يوم الجمعة

أكد الدكتور خالد شجاع ان صلاة الجمعة حسب القرار الوزاري الصادر أخيراً والمستند الى فتوى ادارة الافتاء في وزارة الاوقاف، ستقام في المسجد الكبير ويحضرها العاملون في المسجد فقط، كما ان جميع المساجد ستُغلق ظهر يوم الجمعة وسيصلي الناس الظهر في بيوتهم وهذا حسب فتوى وزارة الاوقاف.

سند عبدالفتاح:
شواهد تاريخية
على إغلاق المساجد

قال أستاذ التاريخ الدكتور سند عبدالفتاح، إنه «بالنسبة لغلق المساجد تاريخياً حدث كثيراً في العصور الاسلامية، وخاصة في وقت الاوبئة اغلقت المساجد والزوايا، وذكر ذلك المغريزي، وان ذلك حدث في وقت الوباء الذي أصاب مصر في عهد السلطان المملوكي العادل كتابغا في 696 هجرية، حيث قُرئت في المساجد سورة نوح 360 مرة، ثم قُرئ صحيح البخاري، وبعد ذلك اعلن اغلاق المساجد والزوايا طول مدة الوباء والتي استمرت لمدة سنة».

علي الكليب:
أداء العبادة على الوجه الأكمل مقدّم على المكان

رأى الشيخ علي الكليب ان «المساجد اغلقت حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، عدة مرات وفي حوادث مختلفة، فإذا كان بيت الله الحرام كان المؤمن أعظم حرمة منه، فكيف بالمساجد العادية يموت بها المسلم او يتعرض للأذى، وخاصة كبير السن»، مبينا ان الناس اصابتها الخشية والهلع والخوف، وبهذا تذهب اهم الاعمال وهو الخشوع فأداء العبادة على الوجه الاكمل مقدم على مكان ادائها.

محمد سعيد:
شهدتُ التنظيم
والتباعد في مساجد تركيا

ذكر الدكتور محمد سعيد من تركيا، ان «المساجد في تركيا لم تُغلق بشكل نهائي، وعطلت صلاة الجماعة فقط فيها، ولكن قبل اسبوعين تم السماح بصلاة الجماعة والجمعة داخل وخارج المساجد، وأنا شهدت على ذلك، حيث فرضت قضية التنظيم، وهي مهمة جدا فوضعت في المساجد اشارات في الارض بين كل مصل وآخر بحدود متر، والصفوف كما هي ويعطونك سجادة لاستخدامها مرة واحدة في داخل المسجد وكانت تجربة ناجحة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي