No Script

رأي «الراي» / ناصر الساير... وداعاً يا رافع راية الفخر

No Image
تصغير
تكبير

صاحب المِسك كل الناس تعرفه فكيف إن كان بقامة العم ناصر محمد الساير.
رجل ما مرّ على مكان إلا وترك أثراً، بصمة، ذكرى، والأهم قصة نجاح تجاوزت حدود الفخر الشخصي إلى المدار الوطني وحتى المساحات العابرة للحدود.
في الكويت، رجال عبّدوا بتعبهم وجهدهم وعرقهم طرق التجارة والصناعة، وآخرون حفروا أسماءهم في عطاءات الشأن العام عبر الانخراط في المؤسسات السياسية والوطنية، وكثيرون حملوا على أكتافهم عبء العمل الاجتماعي والإنساني...
لكن الفقيد الكبير دخل بيت التفرّد الكويتي بجمعه ذلك كله، فكان رائداً في مجال الأعمال، ومميزاً في خوض غمار العمل التشريعي ورمزاً من روّاد العمل الخيري الذي أبحرَ فيه بصمت، ساتراً كافلاً، يبتغي مرضاة رب البرية الذي ذهب إليه أمس بضمير مرتاح وجبين ناصع البياض.
كم هو صعب أن نرثيك يا أبا مبارك، فالرثاء يكشف حجم الخسارة.
وكم هو صعب أن نقف أمام تاريخك، وأنت الذي قدّمت في كل خطوة درساً في العزم والعزيمة والمبادرة وتحمل المخاطر وبالتالي النجاح تلو الآخر.
أدركت قبل غيرك ماذا يعني الانفتاح على العالم فبدأت بنفسك دارساً للغات الأجنبية مذ كنت يافعاً، وخضت غمار التجارب بما فيها من مصاعب وخيبات لتخرج منها أكثر صلابة وقوة باعثاً الأمل في مَن حولك، وعبرت الحدود طالباً النجاح ولو في اليابان قبل 65 عاماً... ثم عدت وعاد زرع هذه المسيرة الطويلة إلى أرض الكويت التي حصدت إنجازات تاريخية يختصرها اسم واحد: ناصر الساير.
وداعاً أيها الرمز الكويتي، وداعاً يا مَن أصبحت سيرته درساً لأجيال وأجيال، ومسيرته مصدر إلهام للجميع، وتجربته نموذجاً يُحتذى، وتاريخه طريقاً يُقتدى.
وداعاً يا راحلاً برضا الله ومحبة الله...
«وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا».
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وألهمَ أهلَك الصبر والسلوان، ومنحَ عائلتك الكبيرة (الكويت) القدرة على مسح الحزن ومتابعة حمل راية الفخر والنجاح.

«الراي»

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي