إنكلترا تُخفّف العزل العام في «يوم السبت العظيم»

أخذت إنكلترا، أمس، أكبر خطوات لها حتى الآن نحو استئناف الحياة الطبيعية مع السماح بفتح الحانات ومحال تصفيف الشعر والفنادق والمطاعم، للمرة الأولى، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، في ما أطلق عليه «يوم السبت العظيم»، في حين فضّلت أسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، اعتماد جدول خاص بها لرفع تدابير العزل.
كما أعلنت السلطات الإنكليزية، قائمة بأسماء الدول التي استثنتها من فرض العزل المنزلي على القادمين منها إلى إنكلترا.
ولا تضم القائمة أياً من الدول العربية والشرق أوسطية، ما يعني أن أي شخص قادم من تلك الدول إلى أراضي إنكلترا، يتعين عليه الخضوع لعزل ذاتي لمدة أسبوعين.

وتضم قائمة الدول المستثناة اليونان وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا. ويبدأ تطبيق الإجراءات الجديدة في العاشر من يوليو.
ولم تدرج لندن في القائمة دولاً، مثل الولايات المتحدة والصين والسويد والبرتغال.
وأشار وزير النقل غرانت شابس، إلى أن حكومات أسكتلندا وأيرلندا الشمالية وويلز لا يزال أمامها الوقت الكافي للتنسيق وتغيير الإجراءات الخاصة بالقادمين من الخارج.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، إن شعوب المملكة المتحدة تسير «على النهج نفسه لكن بسرعات مختلفة».
وأضاف: «بدلاً عن فرض العزل على القادمين من الخارج بشكل عام، سنواصل فرضه على القادمين من الدول التي تفشل في السيطرة على الفيروس».
وبذلك لن يكون على القادمين من 59 دولة، علاوة على الأراضي التابعة للتاج البريطاني عبر البحار، الخضوع للعزل الذاتي طالما وصلوا في رحلات مباشرة من دون المرور على أي دول أخرى.
ورغم ذلك سيتعين على القادمين من الدول المستثناة تقديم بيانات تتيح الاتصال بهم لدى وصولهم.
إلى ذلك، فتح بعض محلات قص الشعر، أبوابه بحلول منتصف الليل، في حين سمح للحانات ببدء العمل اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً.
وتوقعت الشرطة أن تكون الحانات مكتظة، كما في يوم رأس السنة.
في المقابل، تبقى القاعات الرياضية مقفلة حتى إشعار آخر ما يفاقم من وضعها الصعب.
وقال جونسون إن رسالته هي «تمتعوا بالصيف بشكل آمن» وعدم وقف التقدم الذي تم إحرازه في كبح الجائحة.
وتابع أن العاملين في الحانات والمطاعم ومحال قص الشعر والمتاجر الأخرى بذلوا جهداً بطولياً للتحضير لاستئناف نشاطهم.
في سياق متصل، أعلنت الشرطة، أمس، أن سبعة من أفرادها أصيبوا بأعمال عنف في حفل موسيقي غير مرخص في غرب لندن أثناء سعيهم لتفريق تجمع يشكل خطراً على الصحة العامة.
في فرنسا، الدولة الخامسة الأكثر تضرراً جراء الوباء (29893 وفاة على الأقل من أصل 167 ألف إصابة)، يعاود متحف اللوفر فتح أبوابه، غداً، بالحد الأدنى من قدرته الاستيعابية ومتخذاً كل الإجراءات الوقائية الممكنة، لكنه سيفتقد السياح الأميركيين والآسيويين الكثر الذين درجوا في الصيف على زيارة المتحف الأكبر في العالم والأكثر استقطاباً للزوار.
لكن القضاء فتح تحقيقاً بشأن إدارة الأزمة مع رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب ووزيري الصحة السابقين أوليفييه فيران وأنييس بوزان.
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون عيّن الجمعة، جان كاسيتكس، وهو مسؤول مدني كبير ورئيس بلدية، أدار خروج فرنسا من إجراءات عزل عام فرضت بسبب «كورونا»، رئيساً جديداً للوزراء بديلاً عن فيليب.
في إسبانيا، أمرت سلطات كاتالونيا، أمس، بفرض تدابير عزل على منطقة تضمّ نحو مئتي ألف نسمة في محيط مدينة ليريدا (شمال شرق)، بسبب تزايد عدد الإصابات.
وقالت وزيرة الصحة ألبا فيرجيس، إنه سيتم حظر التجمعات لأكثر من 10 أشخاص، والزيارات إلى دور المسنين.
من جانبها، سمحت المفوضية الأوروبية، الجمعة، باستخدام عقار «ريمديسيفير» المضاد للفيروسات في الاتحاد الأوروبي الذي أعطى بعض النتائج في معالجة المصابين بالفيروس بحال خطيرة.
وأودى الوباء بحياة 531 ألفاً في العالم، حتى مساء أمس، وأكثر من 11.25 مليون إصابة في 196 بلداً ومنطقة.
والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضرراً بالوباء (133 ألف وفاة)، تليها البرازيل (63174 وفاة من 1.5 مليون إصابة) ثمّ بريطانيا (44131 وفاة - 285 ألف إصابة) وإيطاليا (34833 - 241 ألفاً) وفرنسا (29893 وفاة على الأقل من أصل 167 ألف إصابة).
وللمرة الأولى منذ بدء تفشي الفيروس، تجاوزت أميركا اللاتينية، الجمعة، أوروبا في عدد الإصابات مع أكثر من 2,7 مليون مصاب، رغم أن أوروبا لا تزال القارة الأكثر تضرراً جراء الوباء لناحية الوفيات مع قرابة 200 ألف.
وأعلنت بلدية بكين التي شهدت في منتصف يونيو قفزة في عدد الإصابات، رفع معظم القيود عن مغادرة المدينة منتصف ليل أمس، مؤكدةً أنها تمكنت من السيطرة على العدوى.