No Script

نسمات

يبه... نبي نسافر!

تصغير
تكبير

كلما زادت درجات الحرارة الخارجية درجة أو درجتين، تجد المواطنين يتأففون ويشتكون، وينتقل بهم التفكير إلى الحدائق الغناء والأنهار والأجواء الباردة في بعض البلدان، ويتحرك أفراد العائلة ليضغطوا على الأب كي ينقلهم إلى تلك الأجواء الجميلة!
تبدأ الاتصالات المحمولة لإيجاد الحجز المناسب للعائلة الكريمة، وتبدأ الحسابات لتوفير الميزانية المطلوبة والبلد المناسب، ثم يصطدم الجميع بغلاء الأسعار ونفاد الحجوزات، ثم تبدأ التنازلات إلى أن تستقر الأسرة على بلد قريب ورخيص لفترة وجيزة!
سرعان ما تتبخرر أحلام الأسر في الاستمتاع بالعطلة الصيفية، إذا ما واجهوا مصاعب غير متوقعة أو إذا ما اشتدت الحرارة في تلك البلدان، وقد تعودت الدول الأوروبية على موجات الحر التي تهجم عليها خلال الصيف، وتقتل العشرات، ويبدأ أفراد العائلة بتذكر الأجواء المريحة في الكويت وسط التكييف وتوافر السلع الرخيصة، وقلة الازدحام في الشوارع، ويتذكر الجميع النكتة التي يرد بها أحد الكويتيين على صديقه في دولة أوروبية الذي يفتخر بأنهم يتمتعون بالأجواء الباردة فيقول له: ونحن كذلك نتمتع بالجو البارد ونلتحف بالأغطية وقت الظهر، ونأكل الزبيدي والبرحي في الكويت!


في الحقيقة أن الكويتيين قد جعلوا من السفر صيفاً ضرورة، تستحق تذليل جميع العقبات أمامها ورصد ميزانية كبيرة حتى لو أدى ذلك إلى الاقتراض، والتهرب من الالتزامات الوظيفية، فقد تعود الناس على تأجيل جميع المعاملات المهمة إلى ما بعد الصيف، رغم أن الوزراء مقيمون خلال فترة الصيف، ربما لإصدار بعض القرارات والإحالة إلى التقاعد وغيرها! لماذا أجهضنا السياحة في الكويت؟!
من يرى استماتة الكويتيين على السياحة والسفر في جميع المواسم يتساءل: لماذا لا توفر الحكومة أبسط التسهيلات ليستمتع المقيميون بالصيف، فجزرنا التي تعتبر أكبر مصدر للسياحة مهملة إهمالاً كاملاً، ولا يوجد فيها أي معلم سياحي أو فندق أو وسائل نقل، رغم الكلام الكثير حول تطويرها، وشبكات المواصلات - التي تسهل انتقال الناس إلى كل مكان - معدومة، ومشروعات القطارات حلم لا يبدو بأنه سيتحقق!
«شاليهات الخيران» هو المشروع اليتيم الذي لم يتكرر، والمدينة الترفيهية وحديقة الشعب وغيرها توقفت منذ فترة ولم نر ما يدل على الجدية في إعادتها!
الحمدلله أننا تداركنا بناء المطار الجديد بعد تردد دام سنوات طويلة، والحمدلله أن خطوطنا الجوية قد تم ضخ الدماء فيها، حيث عادت إلى تقديم خدماتها بعد تعثر ومشاريع كثيرة لبيعها أو تحويلها إلى شركة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي