No Script

«الراي» اطلعت على قراءات طبيعية لمحطات رصد الإشعاع في ظل المخاوف من تكتم موسكو بشأن ظروف الانفجار

الكويت آمنة من «النووي الروسي»

تصغير
تكبير

درويش المطيران :

معدلات الإشعاعات في محطات الكويت الأربع لم تتغير منذ إنشاء الشبكة قبل خمس سنوات 

جاسم الحسن :

السفن العاملة بالطاقة النووية قد تسبب كارثة في حال حدوث أي خلل 

عبدالمنعم الجناحي :

أستبعد وصول أي إشعاعات غير طبيعية للمنطقة وأوروبا رصدت كميات محدودة 

محمد الصايغ :

منطقة الانفجار أبعد كثيراً من «تشيرنوبل» بالنسبة للكويت لكن التعتيم الروسي مؤشر سلبي 

وجدان العقاب :

ليطمئن الجميع فلا خطر على الكويت 

بعد نحو أسبوعين على الانفجار النووي الروسي الغامض، الذي وقع أثناء تجربة إطلاق أحد الصواريخ العاملة بالوقود السائل في مدينة سيفيرودفينسك شمال روسيا، وأدى لمقتل عدد من الأشخاص الروس، طفت على السطح مخاوف كويتية من وصول الغبار النووي للكويت وتعرض البلاد لإشعاعات نووية، كما حدث قبل أكثر من ثلاثة عقود خلال كارثة مفاعل تشيرنوبل العام 1986 الذي حمل للكويت والمنطقة ملوثات إشعاعية عبر الهواء.
«الراي» اطلعت على قراءة المحطات الأربع التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والمخصصة لقياس مستوى الإشعاعات النووية، والتي بينت قراءتها أن المعدلات طبيعية منذ خمس سنوات، فيما أكد مدير مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية التابع للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية الكابتن عبدالمنعم الجناحي لـ«الراي» أنه لم يتم رصد وصول أي إشعاعات نووية للمنطقة.
واطلع أستاذ الفيزياء الإشعاعية بكلية الدراسات التكنولوجية في الهيئة البروفيسور درويش سعد المطيران، على قراءة المحطات الأربع التابعة للهيئة، والمخصصة لقياس مستوى الإشعاعات النووية، حيث كشفت قراءة تلك المحطات أن «معدلات الإشعاعات طبيعية في المحطات الأربع المتموقعة في كل من جزيرة فيلكا والمبنى الإنشائي التابع للهيئة في جنوب الصباحية، ومبارك الكبير، وكلية الدراسات التكنولوجية في الشويخ». وأضاف «لم تتغير هذه القراءات منذ إنشاء شبكة المحطات قبل خمس سنوات».
من جانبه، أكد مدير مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية التابع للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية الكابتن عبدالمنعم الجناحي، في اتصال هاتفي مع «الراي» من البحرين، أنه «حسب تقارير وكالة الطاقة النووية فإن كمية الإشعاعات المتسربة جراء هذا الحادث محدودة، وهناك فرق بين واقعة تشرنوبل الذي كان قريباً ومنطقة سيفيرودفينسك بشمال روسيا التي وقعت فيها الحادثة»، مشدداً على أنه «حتى الآن لم ترصد أي دولة في المنطقة أي كميات إشعاع غير طبيعية».
وتابع «رغم حالة التكتم الروسي على الحادثة فإنني أستبعد وصول أي كمية إشعاعات غير طبيعية للمنطقة، فالدول الأوربية رصدت كميات محدودة وصلتها وليست كميات هائلة»، مشيراً إلى أن «لدى المنظمة خطة طوارئ إقليمية ومختصين للتعامل مع أي ظرف».
وفي السياق ذاته، قال أستاذ الكيمياء الحيوية الطبية البروفيسور جاسم محمد الحسن لـ«الراي» إن «الانفجار الذي حدث بعيد جداً عن الكويت، لكن على الدول أن تأخذ الحيطة والحذر ومتابعة الدراسات والإحصائيات لتقييم الوضع البيئي»، مشيراً إلى «ضرورة وجود دراسة متكاملة لمعرفة وجود أي إشعاع يصدر سواء من روسيا أو من أي مكان في العالم».
وأضاف «هناك ما هو أخطر، ويتمثل بأنه في حالة الهجوم على إيران وتدمير مفاعلاتها النووية، فهنا ستقع مصيبة كبرى في كل دول الخليج وليس الكويت فقط، وسيكون هذا السيناريو بمثابة إلقاء قنبلة نووية على دول الخليج كلها»، مشدداً على ضرورة «الاستمرار في مراقبة درجات الإشعاع بشكل يومي ولأكثر من مرة».
وعن كيفية وصول المواد المشعة من روسيا للكويت، قال «لا تأتي برياً بسبب المسافات البعيدة جداً بين الدولتين، وإنما يمكن أن تصل عن طريق المياه أوالهواء. فإشعاعات (تشرنوبل) وصلت عن طريق الهواء»، مشيراً إلى أنه «كمية الإشعاع التي حدثت نتيجة ما وقع في شمال روسيا قليلة، لكن لا توجد إحصائيات علمية بذلك، وبالتالي قد تكون قليلة وقد تكون عكس ذلك، فتيارات الهواء العليا قد تحمل هذه الإشعاعات النووية إلى منطقة الشرق الأوسط ومن بينها الكويت، وإذا وصلت الإشعاعات لمحيط القطب الشمالي فمن المفترض ألا تؤثر التيارات المائية لهذا المحيط علينا، فمياهنا تابعة للمحيط الهندي لكن قد تصلنا بعد مئات السنين».
وحذر من السفن التي تعمل بالطاقة النووية، موضحاً أنه في حال حدوث أي خلل في هذه السفن فقد يتسبب ذلك بكارثة.
واختتم بالقول: «أهم شيء هو قياس الإشعاع بشكل يومي سواء كان هناك حوادث أو لا».
بدوره قال الدكتور محمد الصايغ المتخصص في الشأن البيئي في تصريح لـ«الراي» إنه «في الثامن من الشهر الجاري حدث انفجار مدوٍ داخل محطة نيونوكسا للتجارب العسكرية الواقعه في شمال غربي روسيا، خلال تجربة أحد الصواريخ، إلا أن الانفجار لم يكن عادياً بل كان نووياً انتشر تأثيره سريعاً في منطقة البحر الأسود، بحسب ما ذكرت التقارير الدولية»، موضحاً أنه «عند حدوث أي انفجار نووي يتوجب على الحكومة في بلد الانفجار اتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء انتشار الإشعاع النووي ومنعه من الوصول للسكان أو إجلائهم من المناطق المحيطة، كما يستوجب وجود شفافية كاملة بآلية نقل الخبر وتوضيح الأخطار للناس ليأخذوا حذرهم، وهو ما لم يحدث في روسيا حتى الآن، حيث التعتيم الإعلامي هو سيد الموقف ولا أحد حتى اليوم يعلم ما حدث فعلياً».
وذكر الصايغ أن «محطات رصد الإشعاع القريبة من مكان الانفجار رصدت كميات مرتفعة غير معتادة من الإشعاع، كما رصدت محطات النرويج مؤشرات بسيطة غير معتادة للإشعاع النووي غير معروفة المصدر».
وبشأن تأثير هذا الإشعاع على الكويت التي كانت قد وصلتها إشعاعات نووية إبان حادثة تشرنوبل الشهيرة، أجاب بالقول «يجب الإشارة إلى أن انفجار نيونوكاسا أقل شدة من انفجار تشيرنوبل، ومنطقة الانفجار الجغرافية أبعد كثيرا من منطقة تشيرنوبل بالنسبة للكويت»، لكنه اعتبر أن «التعتيم الإعلامي الروسي مع وجود ضحايا ومؤشرات حقيقية للتلوث النووي يعتبر مؤشراً سلبياً».
وخلص إلى القول إنه «يجب علينا أخذ الحيطة والحذر، والعمل على رصد أي إشعاعات نووية قادمة من الشمال وإن لم يتم رصدها يجب أن تقوم الحكومة بأخذ حذرها وتوفير الأدوات والعلاجات المطلوبة لمقاومة أي تسرب إشعاعي، خاصة أن الكويت تعتبر جغرافياً قريبة من دول نشيطة جداً في التجارب النووية، وتمتلك عدداً من المفاعلات النووية واليورانيوم المخصب المضر بالصحة اذا تسرب».
بدورها، بعثت رئيسة الجمعية الكويتية لحماية البيئة وجدان العقاب رسالة طمأنة مقتضبة حول حادثة الانفجار النووي الروسي عبر«الراي»، قائلة «لا خطر على الكويت».

عن الحادث

ارتفاع الإشعاع 16 مرة

ذكرت وكالة الطقس الروسية أنها تعتقد أن مستويات الإشعاع ارتفعت من أربع مرات إلى 16 مرة، ورفعت منظمة السلام الأخضر «غرين بيس» تقديراتها إلى نحو 20 مرة، فيما كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في بادئ الأمر أن الإشعاع ظل عند مستويات طبيعية بعد الحادث، لكن سلطات مدينة سيفيرودفينسك بشمال روسيا التي وقع فيها الانفجار النووي ذكرت أن ارتفاعا في مستويات الإشعاع طرأ لفترة وجيزة.

اتهام بالكذب

اتهمت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحية لها روسيا بإخفاء المعلومات والكذب، مشيرة إلى أن «حوادث نووية عدة وقعت في روسيا هذا الصيف اتسمت بنشر موسكو المعلومات عنها ببطء وغموض مثلما كان الحال في كارثة تشيرنوبل 1986 التي رافقتها (الأكاذيب)، رغم أنها كانت الأكبر في العصر النووي»، مطالبة موسكو بـ«إعطاء إيضاحات كاملة وفورية عن الانفجار الأخير».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي