يوم «البنغال» الأول... إقبال كثيف

بوداع مؤثر للأصدقاء، لم يخلُ من الدموع، تدفق المئات من أبناء الجالية البنغلاديشية أمس إلى مركز استقبال مخالفي الإقامة في منطقة الفروانية، في أول أيام استقبالهم، للاستفادة من المبادرة الحكومية في شأن مغادرة البلاد خلال الشهر الجاري، والإعفاء من الغرامات المالية، وتكاليف السفر، مع إمكانية عودتهم إلى البلاد مرة أخرى، فيما اضطر العشرات منهم للمغادرة والتوجه إلى سفارة بلادهم للحصول على وثيقة رسمية تمكنهم من السفر.
البنغال الذين حملوا حقائبهم مبكراً وتوجهوا إلى مركز استقبال المخالفين، انتظموا في طوابير طويلة للدخول، بإشراف متطوعي الدفاع المدني وأفراد الأمن الذين جسدوا صورة مشرفة لوزارة الداخلية في التعامل الإنساني الراقي، فيما خصصت وزارة الداخلية 5 أيام لإنهاء اجراءات السفر لمخالفي الجالية، مع توقعات بازدياد أعداد أفرادها خلال الأيام المقبلة.
وبتعليمات من أفراد الأمن، حمل بعض المتقدمين حقائبهم مرة أخرى للخروج من الطوابير، وحين استفسرت «الراي» عن سبب عودتهم أفادوا بضرورة مراجعة سفارة بلادهم للحصول على وثيقة رسمية للمغادرة، لعدم امتلاكهم جوازات سفر، فيما استبعد مصدر امني إنهاء اجراءات المغادرة في يوم واحد لجميع المستوفين للشروط، نظراً لكثافة العدد في اليوم الأول لأبناء هذه الجالية.

وقال المصدر لـ«الراي» إن وزارة الداخلية تسعى إلى تخليص إجراءات المغادرة للجاليات المخالفة أولاً بأول، لنقلهم من مقار الإيواء مباشرة إلى المطار وتجنب الاضطرار إلى نقل المخالفين إلى مقار أخرى (محاجر صحية) في حال تأخر إجراءات سفرهم، مؤكداً أن الأمور تسير بشكل طبيعي حتى هذه اللحظة ولا معوقات.
ومن مشاهد اليوم الأول، ودّع بعض المتجهين إلى مركز إيواء مخالفي الإقامة أصدقاءهم بالاحضان والدموع والأشواق الحارة، فيما أعرب عدد منهم عن شكرهم وامتنانهم لهذه المبادرة الكريمة في الإعفاء من دفع الغرامات وتكاليف السفر رغم أنه من الصعب عليهم مغادرة الكويت بعد سنوات طوال من العمل والذكريات.
في غضون ذلك، كان مخالفو الإقامة البنغلاديشيون، الذين يقطنون في منطقة المهبولة، يصطفون عند أحد مخارج المنطقة، مع أمتعتهم، بهدف الذهاب إلى مركز استقبال وزارة الداخلية الخاص باستقبال المخالفين، للاستفادة من مهلة المغادرة من دون غرامات، لكنهم لم يستطيعوا الخروج لعدم إنجاز الترتيبات الامنية الخاصة بخروجهم.
وقال مصدر أمني لـ«الراي» إن المخالفين انتظروا أكثر من ساعتين، ثم طلب منهم العودة لحين ترتيب إجراءات خروجهم، التي من المتوقع أن تنجز اليوم أو غداً على أبعد تقدير.