No Script

ربيع الكلمات

دع الهاتف... و«تمتع بالحياة»

تصغير
تكبير

قيادة المركبة في الشوارع... هذه الحياة تحتاج إلى الحيطة والحذر، وقلما تسلم من المفاجآت، يجب الانتباه إلى الشوارع حتى لا تسقط بحفرة وأنت لا تعلم، أو تأتيك حصاه تهشم زجاج السيارة الأمامي.
ولكن الآن يجب الانتباه أكثر من السابق بسبب كثرة المنشغلين بالهواتف أثناء القيادة، تخاف من الذي يسير بالسيارة خلفك أكثر من الذي أمامك، وتصرف الناس في الشوارع كأن أرواحهم رخيصة ولا تقدر لأنفس الآخرين ودون مراعاة أي شروط للأمن والسلامة.
الهواتف الحديثة جعلتنا أسيرين لها، لا يمكن أن نستغني عنها، دائماً ما ننظر فيها وننتقل من برنامج إلى آخر، ولو دققت أكثر لو جدت أن أكثر ما كنت تتابعه من باب «علم لا ينفع وجهل لا يضر»، إضافة إلى الآثار السلبية على الجسم والعين والتركيز... حيث إن هذه الأجهزة زادت نسبة التشويش على الناس.
ولو لاحظت سلوك الناس في استعمال الهاتف لوجدت أن أول وآخر ما يتم النظر عند الاستيقاظ وقبل النوم، فأصبح فراقه شبه مستحيل، وله أثر بالغ على نفسية ومزاج الإنسان، وزيادة التوتر.
إن تجربة ترك الهواتف لفترة من الزمن أو لأوقات محدودة، ستجعلك تشعر بمن حولك، وستقضي وقتاً أطول مع أطفالك، مع أمك وأبيك، وستشعر بطعم آخر للحياة يتسلل إلى أعماقك، فما فائدة أن تكون قريباً من أحبابك ووالديك وأطفالك بجسمك بعيداً عنهم بعقلك وروحك ووجدانك، ستشعر وكأنك في غربة مع الروح.
هذه الهواتف الحديثة سيطرت على شيء في حياتنا، وأهدرت أوقاتنا من دون أن نشعر، وفوتت علينا فرصاً كبيرة وكثيرة كان من الممكن الاستمتاع بها أكثر.
والوعي في استخدام هذه الأجهزة مطلوب، وقد يتضايق منك من أصدقائك بسبب بعدك، وعدم ردك على رسائلهم، ولكن حتما سيعذرونك إن عرفوا السبب، خصص أوقاتاً معينة لا ترد فيها على أحد، بحيث يكون هو وقت خاص لك.
إن أكثر الناس في العصر أصبحوا مدمنين على هذه الهواتف الحديثة، وقد تصيب من يستخدمها بأضرار في المستقبل في الرقبة والظهر خصوصاً، وقد تؤدي إلى السمنة.
ونشر موقع الطبي مخاطر الأجهزة الحديثة حيث «كشف العلماء أخيراً أن الوميض المتقطع، بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في الألعاب الإلكترونية، يسبب حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال».
وهناك مقال نشر في موقع Fox News عن أضرار استخدام الهاتف بأن: «المراهقين الذين يقضون على هواتفهم الذكية 5 ساعات أو أكثر يومياً، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأي عامل من العوامل المحفزة على الانتحار بنسبة 71 في المئة، مثل مشكلة الاكتئاب والأفكار الانتحارية».
وهناك خصائص تجعل التسوق صورة من صور الإدمان، منها شراء ما لا يحتاجه الإنسان لمجرد التسوق، ولاحتياج التسوق والشراء عند الضيق أو عند مواجهة ما يعكر صفو المزاج، والإحساس بالنشوة والفرح والسعادة عند الشراء، والتوتّر عندما لا يسع المدمن شراء شيء يحلو له أو لها.
كم من أناس كانوا بيننا، واليوم يطلب أصدقاؤهم أن ندعو لهم بالخير بسبب أنهم فارقوا الحياة، وبعضهم توفي وهو يستخدم هذا الهاتف أثناء قيادة السيارة...
تفاصيل الحياة جميلة فلا نعكرها بسوء استغلال الهواتف، ودع الهاتف وتمتع بالحياة.

akandary@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي