No Script

نسمات

المجلس يصحو من نومته!

تصغير
تكبير

الرقي في النقاش... ذلك هو عنوان استجوابَي أمس، وتابعناهما على شاشة التلفاز، مع تفجر ينابيع المعلومات والإحصائيات حول الوضع المالي والإداري في الكويت، فلئن أصابنا الحزن من حجم الفساد والتخبط، في مسيرة مؤسساتنا الرسمية وضياع الملايين من أموال الشعب على مشاريع فاشلة ومصروفات لا مبرر لها، إلا أننا شعرنا بالفخر والاعتزاز من أسلوب المحاسبة والتصدي للفساد!
لقد كان التصدي لسرية جلسة استجواب وزير الداخلية هو الخيط الأول لكشف حقيقة ما يجري في تلك الوزارة، فلماذا السرية في كشف معلومات مهمة، فمن واجب الشعب أن يعلم أداء وزير في أهم وزارات الدولة؟!
ولقد أبلى الفارس المغوار رياض العدساني خير البلاء بشجاعته المعهودة في كشف جوانب من الفساد في تلك الوزارة، ومع أن النائب عبدالكريم الكندري قد قالها بصراحة إنه يخاف على رياض مما قد يُحاك ضده من مؤامرات تستهدف حياته، لكنني أعتقد أننا قد وصلنا إلى مرحلة قد تخطينا فيها المراحل السابقة التي كان الطرح الجريء يعرّض صاحبه للخطر، وأن الشعب الكويتي أصبح من الشجاعة والوعي بحيث لا توقفه التهديدات والمؤامرات على نوابه المخلصين، لكن لابد من أخذ الاحتياطات لحمايتهم!
شعرنا أن مجلسنا قد استعاد دوره وأخذ زمام المبادرة، بعد فترة طويلة من الخمول والتخلي عن دوره، وبعدما فقد الأمل في إمكانية نهوضه من ذلك الموت السريري، الذي أصابه ثلاث سنوات!
لقد راقب الناس تغلغل الفساد في كثير من مرافق البلد ورفع البعض شعار «بس، امصخت!» للتعبير عن سخطهم مما وصلت إليه الأمور في البلد، لكن هذه الصحوة تتطلب أن نتابعها لكي لا تخمد، والحمد لله أن حصلت يقظة الرجل المريض لكي يستعيد المجلس المبادرة، ويصلح ما أهمله!

أين دور الشركات في الاستجوابات؟!
قالت الدكتورة جنان رمضان إن الإصلاح مستحيل في ذلك المجلس وأن الشركات هي التي أدارت استجوابها، وحاولت أن أبحث عن دور الشركات التي ذكرتها جنان، لكنني لم أجد إلا الحقائق الصادمة التي وجهها النائب عمر الطبطبائي للوزيرة والتي كشفت هشاشة وزارة الأشغال وغرقها في الفساد، والتي أقنعت الكثيرين بأهمية طرح الثقة في الوزيرة (قدّرها البعض بـ25 نائباً)، وقد قصّت الوزيرة الحق من نفسها واستقالت!

نحن آخر مَن يعلم!
إعلامنا الرسمي وللأسف يعمل على حرماننا من حقنا في الوصول إلى المعلومات، ففي الوقت الذي اكتفت فيه وكالة (كونا) الرسمية بتقديم المعلومات بالقطارة حول حيثيات الاستجوابات، فقد ذكرت أن استجواب وزيرة الاشغال قد بدأ، ثم خبر عن تقديم الوزيرة استقالتها، بينما قناة المجلس الرسمية قد أخّرت نقل جلسة مجلس الأمة إلى ما بعد نشرة الأخبار، وشغلتنا بالكلام عن الرسائل الواردة وتقارير اللجان، ولم تبدأ بعرض الاستجواب قبل الساعة 10.30 مساء، فكيف نستطيع متابعة الاستجوابين وقت النوم اللذين استمرا حتى السابعة صباحاً!
لماذا لا يتم تنظيم عرض الاستجوابات، وإعطاء المشاهدين معلومات وافية أولاً بأول؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي